محتويات
الصحابة الكرام
صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مشاعل النور التي أضاءت درب الرسالة المحمدية، يُطلق اسم الصحابة على كلِّ مسلم صاحب رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- وآمن به ثمَّ مات وهو مؤمن به ولو ارتدَّ عن الإسلام ثمَّ عاد ومات عليه فهو من الصحابة -رضوان الله عليهم-، وقد كان للصحابة دور كبير في نشر الدين الإسلامي، فهم من حاربوا واستشهدوا وبذلوا أموالهم وأنفسهم في سبيل نصرة هذا الدين، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وأبرز ما وردَ من قصص خالد بن الوليد في المعارك.
خالد بن الوليد
هو خالد بن الوليد بن المغيرة من بني خزوم من قريش، ولد خالد بن الوليد سنة 30 قبل الهجرة أي ما يعادل سنة 592 ميلادية، وأرسل في صغره إلى الصحراء، فتربَّى على يد مرضعة وكبر في جو الصحراء، ولأنَّ من أشراف مكة تعلَّم الفروسية في سن صغيرة فأصبح أحد فرسان مكة وأفضل فرسان عصره، وفي الإسلام اشتهر خالده بلقبه سيف الله المسلول؛ لأنَّه كان سيفًا سلَّطه الله تعالى على الكفار والمشركين، فقاتل مع المسلمين وقاد جيوش الإسلام في حروب الردة ثمَّ في العراق ثمَّ في الشام وكانت له اليد العُليا في كثير من المعارك، فقد شكِّلتْ حنكته العسكرية فارقًا كبيرًا في حسم المعارك التي خاضها، ومن أشهر المعارك التي خاضها معركة اليرموك ومعركة اليمامة وأُليس وذات السلاسل، وهي معارك متفرقة في العراق والشام خاضها خالد ضد الدولة الساسانية الفارسية والدولة الرومانية البيزنطية، وعلى الرغم من أن خالد خاض أكثر من مئة معركة إلَّا أنَّه توفّي في نهاية حياته على فراشه في مدينة حمص في بلاد الشام سنة 21 للهجرة أي ما يوافق سنة 642 ميلادية.[١]
خالد بن الوليد في عهد أبي بكر
قبل الحديث عن قصص خالد بن الوليد في المعارك، جدير بالذكر إنَّه ارتدَّت قبائل العرب في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فقرر أبو بكر قتال المرتدين، وهنا لعب خالد بن الوليد -رضي الله عنه- دورًا عظيمًا في حرب المرتدين، فخاض جيوش اليمامة المعركة الفاصلة التي انتهت بها نبوءة مسيلمة الكذاب واستقرَّت أحوال الجزيرة العربية للمسلمين، فاستتب الأمن وضبط المسلمون الجزيرة العربية كاملة، عندها قرر أبو بكر -رضي الله عنه - إرسال خالد بن الوليد -رضي الله عنه- إلى العراق مع المثنى بن حارثة الشيباني -رضي الله عنه- لقتال الفرس، وهناك خاض خالد معارك عنيفة مع الدولة الساسانية الفارسية، وانتصر في كلِّ معاركه هناك، ومن أشهر هذه المعارك: معركة كاظمة والأبلة والمذار والولجة وعين التمر وغيرها، ثمَّ وفي أواخر خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- سار خالد بجيشه إلى بلاد الشام لمساندة جيش أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- هناك وعيَّنه أبو بكر قائدًا عامًا للجيش في الشام.[٢]
قصص خالد بن الوليد في المعارك
خاض خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ما يزيد عن مئة معركة في حياته ولم يخسر أي معركة قادها أبدًا، فقد كان قائدًا عسكريًا عظيمًا، عُرف بدهائه وخُططه العسكرية العظيمة، فاشتهرت قصص خالد بن الوليد في المعارك وأصبحت قصص خالد بن الوليد في المعارك تُتلى بين الناس وتُذكر أمام الشباب لتُشحذ همَمُهمْ وتكبر عزائمهم في الجهاد، وفيما يأتي بعض قصص خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في المعارك:
خالد بن الوليد في غزوة مؤتة
كانت غزوة مؤتة في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في السنة الثامنة للهجرة النبوية، وهي من أشهر قصص خالد بن الوليد رضي الله عنه- في المعارك، فقد كانت بين جيش المسلمين وجيش الرومان الذي كان عدده مئتي ألف مقاتل، بينما اجتمع من المسلمين ثلاثة آلاف فقط، وبعد معركة عنيفة استُشهِدَ فيها كلُّ قادات المسلمين وهم: زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة -رضي الله عنهم-، استلم خالد بن الوليد -رضي الله عنه- قيادة جيش المسلمين واستطاع بأسلوبه العسكري وقدرته الفائقة في القيادة أن ينسحب بالمسلمين انسحابًا تكتيكيًا، أمَّن به على الجيش وتفادى الهزيمة أمام جيش الروم الجرار.[٣]
طريق خالد بن الوليد من العراق إلى الشام
إنَّ من أعظم الأفعال التي قام بها خالد بن الوليد -رضي الله عنه- هو أنَّه عندما جاءه أمر الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بالتحرك من العراق إلى الشام لمساندة الجيوش الإسلامية ضد الرومان، لم يعارض أمر الخليفة ولم يشكُ من سوء الطريق وحرارة الشمس وقلة الماء، بل سلك خالد بن الوليد مع جيشه طريقًا صحراويًا خطرًا ومعدوم المياه، ولكن استطاع بدهائه أن يحمل ما يكفيه في سفره من الماء كما استطاع أن يفتح عددًا من المدن الرومانية في طريقه حتَّى التقى مع جيش أبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة -رضي الله عنهما- في الشام وتابع فتح بلاد الشام معهما.[٤]
خالد بن الوليد في معركة اليرموك
تعتبر معركة اليرموك من أعظم أيام خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فقد استطاع أن ينتصر على جيش روماني منظم قوامه مئتي ألف مقاتل محصن ومدجج بالسلاح، بينما كان عدد المسلمين خمسة وأربعين ألفًا فقط، فعبأ جيش المسلمين تعبئة لم يعرفها المسلمون من قبل، وخاض معركة حامية الوطيس استطاع في نهايتها من شن هجوم حاسم فصل فيه فرسان الروم وترك لهم طريق الفرار حتَّى يُضعف الجيش الروماني، وانتصر المسلمون في اليرموك انتصارًا عظيمًا مهَّد الطريق أمام المسلمين لفتح سائر بلاد الشام.[٤]
وفاة خالد بن الوليد
في ختام ما جاء من قصص خالد بن الوليد في المعارك، جدير بالذكر إنّ المؤرخين أجمعوا على أنَّ خالد بن الوليد توفِّي سنة 21 هجرية، أي ما يوافق سنة 642 ميلادية، وأغلب الروايات تشير إلى أنَّه توفي في حمص وفيها دُفن، فبُني في حمص جامع يحمل اسم خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وضمَّ هذا المسجد قبر الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وقد رُوي أنَّه قال وهو على فراش الموت: "لقد شهدتُ مئةَ زحفٍ أو زهاءَها، وما في بدنِي موضع شبرٍ إلا وفيه ضربةٌ بسيف أو رميةٌ بسهم أو طعنةٌ برمح، وها أنا ذا أموتُ على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء"، والله تعالى أعلم.[١]
المراجع
- ^ أ ب "خالد بن الوليد"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "خالد بن الوليد"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "العبقرية العسكرية في شخصية خالد بن الوليد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عبقرية خالد العسكرية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-06-2019. بتصرّف.