بحث عن المولد النبوى الشريف

كتابة:
بحث عن المولد النبوى الشريف


المولد النبوي الشريف

وُلدَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة في يوم الاثنين في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وعلى هذا القول العديد من العلماء، لكنَ أهل السير والمؤرخين تعدّدت آراؤهم في تحديد اليوم الذي ولدَ فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمنهم من قال إنَّه وُلد في الثاني من شهر ربيع الأول، ومنهم من قال إنه ولدَ في اليوم الثامن أو التاسع من نفس الشهر.[١]


وقد كان يوم مولدُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يومًا مشرقًا على البشرية كلها، فقد أكرمهم الله تعالى بولادة محمد -صلى الله عليه وسلم- لإرساله برسالة الإسلام العظيمة، وفي الحديث الطويل عن أبي قتادة الأنصاري قال: (وَسُئِلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ)،[٢] وهذا دليل على عظمة ذلك اليوم الذي أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصيامه.[١]


حكم الاحتفال بالمولد النبوي

تعدّدت آراء العلماء في حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وبيان أقوالهم فيما يأتي:[٣]

  • القائلون بجواز الاحتفال بالمولد النبوي

ذهب العديد من العلماء إلى القول بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بشرط اجتناب المخالفات الشرعية، وممّن أجازه: ابن حجر، والسخاوي، والقسطلاني، والبناني -رحمهم الله-، وغيرهم من العلماء، وقد عدّه ابن حجر -رحمه الله- بدعة حسنة.


وقد قال السخاوي -رحمه الله-: "لو لم يكن في ذلك إلّا إرغام الشيطان، وسرور أهل الإيمان من المسلمين لكفى، فرحم الله امرءاً اتّخذ ليالي هذا الشهر المبارك، وأيّامه عيداً، لتكون أشدّ علّةٍ على مَن في قلبه أدنى مرضٍ وأعيا داءٍ".


وقد أجازه كذلك العديد من العلماء المعاصرين؛ كالقرضاوي، وقد جاء في فتاوى دائرة الإفتاء الأردنية: "الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أسلوب حضاري للتعبير عن المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والاعتزاز بقيادته، والالتزام بشريعته، ويجب أن يكون خالياً من المخالفات الشرعية، ويُكتفى فيه بذكر السيرة العطرة، والشمائل الكريمة، والحث على التمسك بالدين".[٤]


ويكون الاحتفال بالمولد النبوي من خلال إظهار الفرح في هذا اليوم الذي أنعم الله -تعالى- على الأمة بميلاد النبي الكريم فيه، ومن خلال اجتماع الناس لسماع سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والصلاة عليه، وإلقاء المواعظ الدينية التي تتحدث عن النبي وصفاته في هذه المناسبة الطيبة.


  • القائلون بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي

ذهب العديد من العلماء إلى القول بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي لأنّه بدعة، وممن قال بذلك ابن تيمية -رحمه الله-،[٥] وابن باز،[٦] وابن عثيمين،[٧] لأن ذلك لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته الكرام،


وقيل إن الاحتفال بالمولد النبوي لم يكن موجودًا في القرون الثلاثة الأولى من عمر الدولة الإسلامية والدين الإسلامي الحنيف، فلم يعرف المسلمون الاحتفال بالمولد النبوي إلا في زمن الفاطميين،[٨] واستدلوا بقول رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ).[٩]


وقالوا: إن حب النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وتعظيمه يكون من خلال اتِّباع سنَّته والالتزام بما جاء به من عند ربِّه تبارك وتعالى، قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)،[١٠] والله تعالى أعلم.[١١]


معلومات عن ميلاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام

نبيُّ الله أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب -صلى الله عليه وسلم-، رسولُ الله وخاتم المرسلين وإمام الأنبياء وخير البشر، ينتهي نسبه إلى إبراهيم -عليه السلام-، وقد وُلدَ في شهر ربيع الأول يوم الاثنين في عام الفيل، والذي يوافق 571م.[١٢]


وعندما بلغ السادسة من عمره توفِّيَت والدته آمنة بنت وهب، فترعرع في بيت جدِّه حتى توفي، فانتقل إلى بيت عمه أبي طالب، وقد أرسله الله تعالى بأسمى رسالة وآخر ديانة سماوية ليخرجَ الناس من ظلمات الشرك والجهل إلى أنوار التوحيد والعلم.[١٢]


من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو خاتمُ الأنبياء، وقد فضَّله الله تعالى على جميع أنبيائه ورسله، ومن فضائله أنّ الله تعالى قد أعطاه الشفاعة للناس يوم القيامة، قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا).[١٣]


وفي الحديث عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (إنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَومَ القِيَامَةِ جُثًا، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يقولونَ: يا فُلَانُ اشْفَعْ، يا فُلَانُ اشْفَعْ، حتَّى تَنْتَهي الشَّفَاعَةُ إلى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَذلكَ يَومَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ المَقَامَ المَحْمُودَ).[١٤]


وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ)،[١٥] وفي هذا الحديث يؤكدُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه أشرف الخلق وسيِّد البشر أجمعين.[١٦]

المراجع

  1. ^ أ ب "تاريخ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-06-2019.
  2. رواه أبي قتادة الأنصاري، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  3. جلال الدين السيوطي، حسن المقصد في عمل المولد، صفحة 16-17. بتصرّف.
  4. "حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2023.
  5. عبد الفتاح اليافعي، حكم الاحتفال بالمولد النبوي، صفحة 35-36. بتصرّف.
  6. "هل الاحتفال بالمولد النبوي جائز؟"، الموقع الرسمي للشيخ ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2023. بتصرّف.
  7. "حكم الاحتفال بالمولد النبوي"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2023. بتصرّف.
  8. "الاحتفال بالمولد النبوي.. نشأته، تاريخه، حقيقة من أحدثوه"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2023. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1718، صحيح.
  10. سورة آل عمران، آية: 31.
  11. "حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وأول من أحدثه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-06-2019. بتصرّف.
  12. ^ أ ب "محمد"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-06-2019. بتصرّف.
  13. سورة الإسراء، آية: 79.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4718، صحيح.
  15. رواه أبي هريرة، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم: 2278، صحيح.
  16. "الأدلة على تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء"، www.islamqa.info، 03-06-2019. بتصرّف.
4207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×