بحث عن الهجرة

كتابة:
بحث عن الهجرة

الهجرة

يأخذُ مفهوم الهجرة الكثير من المعاني والتعاريف التي تختلف حسب الطرح المقصود من ذلك المفهوم، إلا أنَّه يمكن تعريف الهجرة بشكل عامّ على أنَّها تركُ شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص للمكان الذي ولدوا فيه والذي يعيشون فيه للانتقال إلى مكان آخر جديد والعيش فيه، على أن تكونَ غايتهم من الإقامة في المكان الجديد هي الاستقرار والعيش لمدَّة طويلة قد تصل لسنوات وعقود، وقد لا يعودون إلى بلادهم أبدًا، ويقومون في ذلك المكان بإنشاء قواعد للاستقرار والتوطَّن والاندماج في المجتمع الجديد بشكل كامل، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول بحث عن الهجرة.[١]

بحث عن الهجرة

في بداية الحديث حول بحث عن الهجرة لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الهجرة تُشير في الإسلام إلى هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فقد علِمَ -عليه الصلاة والسلام- أنَّه سيهاجرُ من بلده ولو بعدَ حين، وهذا ما أشار إليه ورقة بن نوفل عندما ذهبَت السيدة خديجة -رضي الله عنه- برسول الله إليه فقال ورقة: "هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا، ذَكَرَ حَرْفًا، قالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ قالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ بما جِئْتَ به إلَّا أُوذِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ حَيًّا أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أنْ تُوُفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ فَتْرَةً، حتَّى حَزِنَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-"،[٢] فهاجرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ليؤسس فيها لأعظم دولة عادلة على الإطلاق.[٣]


ومن أهمِّ أشكال الهجرة بشكل عام والتي سبقَ تعريفها في المقدمة وبدأت قديمًا وما زالت إلى هذه الأيام في تزايد مستمرٍّ هي الهجرة من القرى إلى المدن الكبرى، وتعدُّ هذه الظاهرة التي تمزِّقُ الترابط والتماسك الأسري في كثير من المجتمعات ظاهرة عالمية لا يخلو منها بلد أو دولة، رغمَ وجود اختلاف في نسبة المهاجرين بين جميع المدن، وهي تؤدي إلى استنزاف القرى وازدياد الضغط السكاني على المدن، وقد أدَّت هذه الهجرة إلى تشكيل أحياء عشوائية على أطراف المدن لا يسكنُ فيها إلا المهاجرون الجدد في المدينة.[١]


وفي بحث عن الهجرة يجب أن يُشار إلى الهجرة الخارجية وهي أكبر أنواع الهجرات أيضًا، وهي الهجرة من البلد الذي يعيش فيه الإنسان إلى بلدٍ آخر بعيد، وتعدُّ دول أوروبّا وأمريكا الشمالية من أكثر الدول التي تستقبل المهاجرين، وأمَّا الشرق الأوسط ومناطق جنوب شرق آسيا وبعض مناطق جزرالهند الغربية وبعض أجزاء من أوروبّا سجَّلت أعلى معدلات للهجرة، وهي ظاهرة من الظواهر الحديثة التي يعودُ سبب ظهورها إلى عدَّة أسباب قد تكون اقتصادية كالبحث عن العمل في بلدٍ ما، أو من أجل الدراسة ومتابعة الدراسات العليا كما في العديد من حالات هجرات الشباب، وقد تكون أسبابها سياسية، كالهروب من ظلم واضطهاد حكومي أو على مستوى جماهيري كالتمييز العنصري في بعض البلدان، ومن أسباب الهجرة أيضًا البحث عن مكان أفضل للحياة أو الهجرة إلى بلدٍ معيَّن قد يحبُّه الشخص.[٤]


أمَّا بالنسبة لنتائج الهجرة، فقد تنوَّعت هذه النتائج حسب نوعيَّة الهجرة وحجمها ضمن البلد، فكان هناك تغيير مخيفٌ في توزُّع السكان جعل من الأرياف خاوية من أهلها ترتفع بها نسب الإعالة ومن المدن مدنًا مكتظَّةً بالسكان تعاني من الكثير من المشاكل بسبب ذلك، مثل إنشاء الأحياء العشوائية، ومن النتائج أيضًا يوجد نتائج اقتصادية، فالمهاجرون منتجون ومستهلكون وهم بحاجة إلى كثير من الأشياء لم تكن موجودة مما أدى لظهور مهنٍ جديدة، لكن في الوقت نفسه أدى وجودهم إلى ارتفاع أجور العمالة ونقص الموارد والخدمات الرئيسيَّة وغيرها من المشاكل الاقتصادية، وهناك أيضًا نتائج اجتماعية يجب الإشارة إليها في بحث عن الهجرة، وهي ارتفاع مستوى البطالة والانحراف وانتشار الجريمة وتجمع المهاجرين في مناطق مزحمة تشكِّلُ غالبًا بؤر فساد مرعبة إضافة إلى ممارسة المهاجرين لعاداتهم وتقاليدهم التي لا تنناسب مع الحياة الجديدة.[١]


وقد اعتمدَت سياسات قبول الهجرات دائمًا على مدى حاجة البلد لاستقبال مواطنين جدد على أراضيه، وبناءً على ذلك كان المهاجرون يتوجَّهون إلى بلدٍ معيَّن يطلب المزيد من المهاجرين، فقد كانت كل من كندا وأستراليا وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا بحاجة ماسَّة للمهاجرين في القرن التاسع عشر الميلادي، فقد كانت بلدانًا ناشئة وفيها مساحات واسعة لمزيد من السكان للعمل بها في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والتجارية، لكنَّها في بدايات القرن العشرين بلغت حدًّا لم يعُد يسمح لها بقبول المهاجرين بشكل مُطلق، فوضعت قيودًا صارمة على أعداد المهاجرين وأصولهم.[٤]

ويجبُ على الشخص المهاجر اليوم أن يكون لديه جواز سفر بلده الأصلي، ويحتاج إلى رخصة عمل من البلد الذي يريد الدخول إليه والاستقرار فيه، ويتمُّ قبول المهاجرين حسب الأفضلية وهناك كثير من الأمور التي تؤهلُ شخصًا وتمحنه درجةَ قبول أعلى من غيره، حيثُ تؤخذ المهارات الفنية والعمر ومستوى التعليم ومعرفة اللغة معايير أساسية للقبول، وهناك عدَّة عوامل شخصيَّة أخرى وخصوصًا في مثل هذه الأيام مع ازدياد خطورة قبول المهاجرين في ظلِّ ما تشهده بعض عواصم العالم من تفجيرات وبعض أعمال العنف المرفوضة في جميع الأديان والقوانين والتشريعات والتي نسبَها الكثيرون لقَبول المهاجرين بشكل غير منظَّم وغير مضبوط.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "هجرة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-07-2019. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4953، صحيح.
  3. "أسباب ونتائج الهجرة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-07-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "هجرة (فعل)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-07-2019. بتصرّف.
4071 مشاهدة
للأعلى للسفل
×