محتويات
خصائص التفكير الفلسفي
يتميز التفكير الفلسفي بخصائص عديدة أهمها:
- الدهشة وإثارة التساؤل: لا يتوقف نشاط العقل لدى الإنسان حين يندهش، بل يحفزه ويدفعه للتساؤل عن أسباب ذهوله حول أشياءٍ ما.
- الاستقلال: التفكير الفلسفي تفكيرٌ مستقل، وليس تابعاً، كما أنَّه لا يخضع للآخرين أو لإجماعهم على أفكار معينة، بل هو تفكير منطقي مستقلٌ أساسه العقل.
- التأمل: يعني استغراق الفيلسوف بعمقٍ في مسألةٍ أو فكرةٍ معينة دون غيرها، والتركيز عليها وحدها.
- الدقة المنطقية: الأفكار الفلسفية يجب أن تتميز بالمنطق، أي أن يتم التعبير عنها بدقةٍ ووضوح، وعلى صورة مفاهيم محددة ومجردة، تبدأ من مقدماتٍ تقود إلى نتائج يقينية لا يمكن نقضها.
مهارات التفكير الفلسفي
توجد مهارات مختلفة يتميز بها التفكير الفلسفي، وهي كالآتي:
- الشك: يعرف اللغويون الشك على أنَّه التردد بين نقيضين أو رأيين، لكل منهما حججه وظروفه، ويتجه الشك في الفلسفة إلى تجاهين، الأول؛ هو الشك المذهبي أو المطلق، حيث يبقى الفيلسوف شاكاً طوال حياته ولا يتوقف عن الشك دون الوصول لجوابٍ أو حقيقة، الثاني؛ الشك المنهجي، حين يتخذ الفيلسوف الشك منهجاً أو أسلوباً حتى يقوده إلى نتيجةٍ منطقية أو جواب أو حقيقة.
- النقد: يعني النقد عدم قبول الأفكار أو رفضها، إلا بعد تمحيصها أو التفكير فيها من خلال المنطق والحجج العقلية، ومحاولة فحص قيمتها وقيمة الآراء التي تعبر عنها، ومحاولة تصنيف الأفكار إن كانت صحيحةً أم خاطئة، وهناك نقد ضعيف، يستخدم للدفاع عن أفكارٍ مسبقة نقتنع بها، ونقد محكم أو قوي، يطبقه الإنسان والفيلسوف على كل الأفكار دون تمييز.
- الحوار: يهدف الحوار إلى الجدل مع الآخرين من أجل الوصول إلى حقيقةٍ ما، ويتميز الحوار الفلسفي بتقبل الآخر واحترام وجوده، واستبعاد الآراء المسبقة، وعدم التعصب للرأي أو الحكم من خلال أحكامٍ جاهزةٍ مسبقة.
- التحليل والتركيب: لا يمكن للمفكر أو الفيلسوف فهم مشكلة أو حلها إلا من خلال تحليلها أو تفكيكها إلى أجزاء، ودراسة كل عناصر وأجزاء هذه المشكلة من أجل فهم تفاصيلها، ثمّ يمكن له التركيب الذي هو إعادة لربط أجزاء المشكلة أو الفكرة من خلال روابط جديدة تجعل الأجزاء أوضح، وبالتالي يمكن له الوصول إلى نتيجةٍ أو حل المشكلة.
- التعميم والتجريد: المقصود بالتعميم، عدم النظر إلى الجزئيات، بمعنى أنَّ على الفيلسوف ألا ينظر إلى مشكلةٍ فردية يمكن أن يتعرض لها أي إنسان في مكانٍ وزمان محددَين، بل يحاول الفيلسوف حل المشاكل والتفكير في الكليات، بطريقةٍ عامة تكون قادرةً على حل المشكلات في أي زمانٍ، وأي مكان، والمقصود هنا أن تكون الأفكار والحلول شاملةً ودائمة، أما التجريد فيهدف إلى دراسة الأفكار والأشياء بحيث يمكن تجاوز قيمتها المادية إلى قيمٍ معنويةٍ وإنسانية دائمة أو عميقة.
ما هو التفكير الفلسفي؟
تعتمد الفلسفة على التفكير، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ التفكير ميزةٌ أساسية منحها الله لكل إنسان، وبهذا لا يكون التفكير محصوراً بالفلاسفة وحدهم إنَّما يرتبط التفكير بكل إنسان، أما التفكير الفلسفي الذي يطرح التساؤلات المختلفة من خلال العقل، فإنَّ لكل إنسانٍ عقلاً، ولا بدَّ له أن يتفلسف في لحظةٍ ما، ويفكر في أي أمرٍ ما من حوله، أو يشك، ويحاول معرفة الحقائق وأسئلة الوجود وأعماق الأشياء، كما أنَّ التفلسف مفروضٌ على الإنسان كمعطى عقلي، أي أنّه جزءٌ من تكوين العقل البشري، وله علاقةٌ طبيعية ووثيقةٌ بالتفكير.[١]
التفكير ومشكلات الفلسفة
الفلسفة تدرس مشاكل التفكير الإنساني، مثل: مشكلةِ الواقع والظاهر، حيث تدرسها من باب أنَّ الكثير من الأشياء التي يظنها الإنسان حقائق في حياته اليومية، ربما تحتاج إلى تفكيرٍ وجهدٍ معرفيٍ عميق من أجل التأكد على أنها حقائق وليست مجرد أشياءٍ تظهر على أنها حقيقية وهي ليست كذلك، أيضاً، تدرس المشكلةٌ حجراً أساسياً في عملية التفكير، وهي الفكرة، فتحاول تعريف الفكرة على أنها جميع الحقائق المباشرة، سواءً تلك الحسية التي نراها مثل الألوان أم أشياء محددة كمظاهر الطبيعة والأشجار، أم تلك الناتجة عن التخيل والتذكر مثلاً، حيث تركز الفلسفة على مسألةِ الإدراك من خلال الحواس والعقل، ودروهما في تحديد الأفكار ومدى صحتها، كما تدرس الفلسفة فكرة الحقيقة من خلال الصحيح والخاطئ،، وتسأل ما هو الخطاً، وما هو الصحيح؟، ويتطلب هذا في الفلسفةِ تفكيراً أبعد من المعرفة العينية، أو المباشرة والمحسوسة فقط، ويمكن القول إنّ التفكير الفلسفي لا يقبل الأفكار والتصورات المسبقة عن الأشياء، إنما هو يفكر في التفكير نفسه ويحاول دراسته.[٢]
المراجع
- ↑ جوزيف بوخينسكي (1996)، مدخل إلى الفكر الفلسفي (الطبعة الثالثة)، مصر: دار الفكر العربي، صفحة 6,7,8. بتصرّف.
- ↑ برتراند راسل (2016)، مشكلات الفلسفة (الطبعة الأولى)، سوريا: دار التكوين للترجمة والتأليف والنشر، صفحة 9,40,41,42,96,128,129. بتصرّف.