بحث عن شجرة الأنبياء

كتابة:
بحث عن شجرة الأنبياء

أنبياء الله

ميّز الله -عزّ وجلّ- الإنسان عن سائر المخلوقات بأن خلق له عقلًا يفكر فيه، وأرسل له من الأنبياء والرسل الكثير لهدايته إلى الطريق الحقّ ولعبادة الله الواحد كلّما عمّ الفساد في الأرض، ومن رحمة الله -عزّ وجلّ- أنّه بعث في كل أمّةٍ رسولًا منهم يعلمهم ويأمرهم بعبادة الله واجتناب الشرك والمعاصي، قال -تعالى-: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[١]، إلى أن بعث نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- فكان خاتم أنبياء الله، وفيما يأتي بحثٌ عن شجرة الأنبياء.[٢]

بحث عن شجرة الأنبياء

يجدر في بداية بحث عن شجرة الأنبياء معرفة كم كان عدد الأنبياء والمرسلين، فقد ذكر الله -عزّ وجلّ- في محكم كتابه أنّه بعث لبني البشر أنبياء ورد ذكر أسمائهم وقصصهم في القرآن الكريم ومنهم من لم يرد ذكره، فقد قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}[٣]، وقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه سلم- أنّه قال أن عدد الأنبياء والرسل ما يزيد على ثلاث مائة نبيّ، وذلك عندما سأله الصحابيّ الجليل أبو ذر الغفاري عن عددهم، فقد قال: "عن أبي ذرٍّ، قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! أيُّ الأنبياءِ كان أولُ؟! قال : آدمُ، قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! ونبيٌّ كان؟! قال : نعم نبيٌّ مُكلَّمٌ، قلتُ : يا رسولَ اللهِ : كم المرسلونَ؟! قال : ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ، جمًّا غفيرًا"[٤]، وقد ذكر القرآن الكريم خمسةً وعشرين نبيًّا أولهم كان آدم -عليه السلام-.[٥]

آدم -عليه السلام- هو أبو الأنبياء وأبو البشر جميعًا، وذكر أهلّ العلم أنّه بعد وفاته -عليه السلام- أوحى الله لابنه شيث بأن يتولى زمام الأمور من بعده، ثم كان إدريس -عليه السلام- وقد ورد ذكره في القرآن الكريم بقوله -تعالى- في سورة مريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا}[٦]، ثمّ من بعده عمّ الفساد وانتشر الشرك وعبادة الأصنام وتاه جميع الناس عن الدين الحق فأرسل الله نبيّه نوحًا -عليه السلام- يدعو قومه لعبادة الله الواحد، قال -جلّ وعلا- {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ}[٧]، ولمّا دعا نوحٌ قومه قرابة الألف عام أرسل الله -تعالى- طوفانًا أغرق به كل من كان كافرًا من الناس ولم ينجُ إلّا القوم المؤمنون إذ أنّ نوحًا حملهم معه على السفينة التي أوحى الله له ببناءها.[٨]

وبعد وفاة نوح -عليه السلام- أرسل الله نبيّه هود -عليه السلام- إلى قوم عاد، قال -تعالى- {إِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ}[٩]، وأرسل نبيّه صالح -عليه السلام- إلى قوم ثمود الذين نصّ القرآن الكريم بأنّهم خلفٌ لقوم عاد، قال -عزّ وجلّ- {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖقَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ}[١٠]، ثمّ جاء نبيّ الله ابراهيم -عليه السلام- وقد ورد في القرآن الكريم أنّه جاء خلفًا لقوم عاد وثمود، فقد قال -تعالى- {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ}[١١] والذي عاصره نبيّ الله لوط -عليه السلام-.[٨]

ثمّ بعث الله نبيّه شعيبًا -عليه السلام- إلى أهل مدين، ويذكر أهل العلم أنّ شعيبًا كان خلفًا للوط -عليه السلام- وكان بينهما فاصلٌ زمنيٌّ قصير، ثم كان اسماعيل واسحاق -عليهما السلام- خلفًا لأبيهما ابراهيم -عليه السلام-، ثمّ بعد اسحاق كان يعقوب -عليه السلام-، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم بقوله -تعالى- {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[١٢]، ثم من بعد يعقوب كان ابنه يوسف -عليه السلام- ثمّ تبعه أيوب -عليه السلام- ثمّ جاء خلفًا لهم ذو الكفل -عليه السلام- والذي ذكر بعض أهل العلم أنّه ابن أيوب -عليه السلام-، ثمّ يونس -عليه السلام-.[٨]
ثمّ أرسل الله موسى -عليه السلام- وكان معه أخوه نبيّ الله هارون -عليه السلام- فقد جاء ذكرهم في الكتاب الكريم في قوله -تعالى- {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا}[١٣]، ثمّ كان بعدهما يوشع بن نون -عليه السلام- والراجح عند أهل العلم أنّه كان فتى موسى -عليه السلام-، ثم تبعه إلياس ثم اليسع -عليهما السلام-، ثمّ داوود -عليه السلام- وقد ورث النبوّة بعده ابنه سليمان -عليه السلام- فقد قال -تعالى- في محكم كتابه: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}[١٤]، ثمّ بعث الله نبيّه زكريا وتبعه ابنه يحيى -عليهما السلام- ثمّ نبيّ الله وكلمته عيسى ابن مريم -عليه السلام-، ثمّ بعده أرسل الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- خاتمًا للأنبياء ونبيًّا للبشر جميعًا.[٨]

ويجدر بالذكر في ختام الحديث في بحث عن شجرة الأنبياء أنّ أهل العلم أجمعوا على أنّ جميع الأنبياء الوارد ذكرهم في القرآن الكريم هم من سلالة نبيّ الله ابراهيم -عليه السلام-، إلّا ثمانية منهم وهم: آدم وشيث وإدريس ونوح وهود وصالح ولوط ويونس -عليهم السلام-، أمّا باقي الأنبياء هم من أبناء ابراهيم -عليه السلام- ولهذا يُلقب بأبي الأنبياء، والله -تعالى- أعلم.[١٥]

المراجع

  1. سورة النحل، آية: 36.
  2. "وحدة العقيدة: الإسلام دين جميع الأنبياء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-06-2019. بتصرّف.
  3. سورة غافر، آية: 78.
  4. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 5669، صحيح.
  5. "عدد الأنبياء والرسل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-05-2019. بتصرّف.
  6. سورة مريم، آية: 56.
  7. سورة النساء، آية: 163.
  8. ^ أ ب ت ث "التسلسل الزمني لبعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2019. بتصرّف.
  9. سورة الأعراف، آية: 65.
  10. سورة الأعراف ، آية: 73-74.
  11. سورة التوبة، آية: 70.
  12. سورة البقرة، آية: 133.
  13. سورة الفرقان، آية: 35.
  14. سورة النمل، آية: 16.
  15. "الأنبياء الذين يرجع نسبهم إلى إبراهيم عليه السلام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-05-2019. بتصرّف.
4848 مشاهدة
للأعلى للسفل
×