بحث عن عمرو بن العاص

كتابة:
بحث عن عمرو بن العاص

اسم عمرو بن العاص وكنيته ونسبه

هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب، وأمّه النابغة بنت خزيمة،[١] ويُكنى بأبي محمد،[١] كان رفيع النسب فقد كان والده أحد حُكّام قريش، وله العديد من الآبار حول الكعبة منها بئر الغمر.[٢] 


وتجدر الإشارة إلى كونه -رضي الله عنه- فاتح مصر، وقد عيّنه عمر بن الخطاب كأول والٍ عليها،[٣] وقد تُوفِّيَ عمرو بن العاص في مصر في عيد الفطر عن عمر تسعين سنة،[١] وكان ذلك في سنة ثلاث وأربعين من الهجرة.[٤]


نشأة عمرو بن العاص

ترعرع ونشأ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في قبيلةٍ رفيعة النسب، فقد كانت قبيلةُ بني سهمٍ ذات نفوذٍ اجتماعي عالٍ في مكة، حيث كانت تتولّى فصل الخصومات، والمرافعات، والأموال المحجرة، وليس ذلك فحسب بل كان والده ذا مكانة مرموقة بين أبناء قبيلته كما أشير إلى ذلك مسبقاً، وهذا من شأنه أن يجعله -رضي الله عنه- ذو شخصيَّة فذّة.[٥] 


ويُضاف إلى ذلك أنّه كان متقناً للقراءة والكتابة وقول الشعر، حيث اشتهر -رضي الله عنه- بالفصاحة والطلاقة،[٦] وممّا يدلُّ على رِفعة نسَبِه أنّه صاهر من بني سهم حيث تزوج من ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمية ، وكان زواجه الثاني من أخت عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وأمّا زواجه الثالث فقد كان من أصول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.[٢]


إسلام عمرو بن العاص

تأخَّر إسلام عمرو بن العاص -رضي الله عنه- فقد أسلم في عمر السابعة والخمسين، وبذلك عاش عشرين سَنة معادياً للإسلام والمسلمين،[٧] وتجدر الإشارة إلى أسباب هذا التأخُّر ومنها ما يأتي: *الانتماء الشديد لزعماء قريش والتعصب لهم. *الحسد والإصرار على المعاندة والكفر. *عدم القدرة على ترك دين الآباء والأجداد، رغم رجاحة عقله التي جعلته يُدرك يقيناً صدق رسول الله وصدق دعوته.


أمّا سبب إسلامه -رضي الله عنه- فكان قد أشار على بعض رجال قريش بعد غزوة الأحزاب بالذهاب إلى النجاشي والمكْث عنده، وسبب ذلك رفضه الشديد أن يكون تحت إمِرَة رسول الله في حال ما لو ظهر دين الإسلام وعلا شأنه في مكة، فوافقوه على ذلك، وعندما وصلوا إلى النجاشي وأرادوا الدخول عليه رأَوا عمرو بن أمية -رضي الله عنه- يخرج من عنده حيث كان رسول الله قد بعثه إليه.[١] 


عزم عمرو بن العاص على الدخول على النجاشي، والطلب منه أن يُمكّنه من عمرو بن أمية فيقتله، وذلك بعد أن أُخبر بأنّ عمرو بن أمية هو رسولٌ لعدوّه، فطلب ذلك، إلّا أنّ النجاشي غضب ولم يوافقه على رأيه، فهو لا يستطيع قتل رسول رجلٍ يأتيه الناموس الأكبر أي الوحي، كما نزل على موسى -عليه السلام-، وأخبره أنّ دين محمد سيعلو ويظهر لأنّه دين الحقّ، فما كان من عمرو -رضي الله عنه- إلا أن بايع النجاشي على الإسلام.[٨]


صفات عمرو بن العاص الخَلقية وشكله

كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قصير القامة، عريض الكتفين، أدعج العينين*، أبلج الحاجبين*، لحيته كثيفة عظيمة، فَمُه واسع، جبهته بارزة، كفّيه عظيمين وكذلك قدميه.[٨]


صفات عمرو بن العاص الأخلاقية

اتصف عمرو بن العاص بكثير من الأخلاق، ومنها:


كرم عمرو بن العاص

كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- جواداً كريماً، وهناك العديد من المواقف التي تشهد له بذلك، ومنها عندما اقترب الموت منه دعا حرسه ليأتوا إليه فسألهم عن حاله معهم، فلم يكن منهم سوى أن قالوا عن طيب معاملته لهم وجوده وكرمه معهم.[٨]


حلم عمرو بن العاص وحكمته

قام عمرو بن العاص -رضي الله عنه- خطيباً في الناس بعد أن استخلفه عليهم معاذ بن جبل -رضي الله عنه- في عام طاعون عمواس، فذكر لهم أنّ هذا الطاعون يشتعل اشتعال النار وحذرَّهم منه، وأشار عليهم أن يبتعدوا عن بعضهم، وأن يخرجوا إلى الجبال.[٨] كما وعرف -رضي الله عنه- بحكمته وممّا يُظهر ذلك عندما كان في المدينة فزع الناس لصوت غريب سمعوه، وتفرقوا، فأسرع -رضي الله عنه- إلى المسجد مُمسكاً سيفه، ووقف بجانب سالم مولى أبي حذيفة مستعداً، فرآهم النبي ووصفهم بالمؤمنَين.[١]


حياء عمرو بن العاص وورعه

كان عمرو بن العاص -رضي الله عنه- يتَّصف بالحياء، فقد طلب من أبنائه عندما اقترب منه الموت، أن يشدّوا إزاره عليه عند تكفينه،[٤] كما عرف -رضي الله عنه- بورعه وعدله، لا سيما عندما كان واليا على مصر فقد منح الأقباط الحريّة الدينية التي منعوا منها، واستعان بهم في الإصلاحات المالية والإدارية، وأعاد القائد بنيامين من منفاه.[٣]


شجاعة عمرو بن العاص وجهاده

ذكرنا سابقاً أنّ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قد تأخر إسلامه إلّا أنّ هذا لم يكن مانعاً من أن يحظى بالعديد من المناصب القيادية والإدارية والمالية، حيث كان -رضي الله عنه- أحد قادة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،[٩] وشارك في العديد من الغزوات كغزوة ذات السلاسل، وفتح مكّة، وغزوة حُنين، وكان قائداً لسريّة سواع الذي بعثها رسول الله لهدم الأصنام يوم فتح مكّة،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّه يعدّ عمرو بن العاص فاتح مصر،[١٠] وأوّل أمير عليها في الإسلام.[٤]



الهامش:

  • أدعج العينين: ذو عيون واسعة، شديدة البياض والسَّواد.[١١]
  • أبلج الحاجبين: وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ابن منظور (1402)، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 232-233، جزء 19. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت عبد الرحيم علي (1419)، عمرو بن العاص القائد والسياسي، عمان:دار زهران، صفحة 20. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 338. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت عبد الرحمن بن عبد الحكم (1415)، فتوح مصر والمغرب، مصر:مكتبة الثقافة الدينية، صفحة 207. بتصرّف.
  5. وليد عبد الحق (2013)، بذل الإخلاص في سيرة عمرو بن العاص (الطبعة 1)، الكويت:دار مبرة الآل والأصحاب، صفحة 95-96. بتصرّف.
  6. حسن ابراهيم (1340)، تاريخ عمرو بن العاص (الطبعة 1)، مصر:مطبعة السعادة، صفحة 19-20. بتصرّف.
  7. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 14. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث وليد عبد الحق (2013)، بذل الاخلاص في سيرة عمرو بن العاص (الطبعة 1)، الكويت:دار مبرة الآل والأصحاب، صفحة 107-109. بتصرّف.
  9. محمود خطاب (7-2-2018)، "عمرو بن العاص في التاريخ"، قصة اسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2021. بتصرّف.
  10. ابن الدواداري (1402)، كنز الدرر وجامع الغرر، صفحة 219، جزء 3. بتصرّف.
  11. "تعريف و معنى أدعج في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2021. بتصرّف.
  12. "تعريف و معنى أبلج في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2021. بتصرّف.
5101 مشاهدة
للأعلى للسفل
×