محتويات
مرض الدفتيريا
مرض الدفتيريا (Diphtheria)، هو من الأمراض المعروفة قديمًا، ويُعدّ ظهوره محدودًا في البلدان المتقدمة نظرًا لوجود اللُقاحات اللازمه له، [١][٢] وفي الحقيقة، يُعرف مرض الدفتيريا بأنَّه واحدًا من الأمراض البكتيريَّة المُعدية التي تُصيب الأغشية المُخاطية في الجهاز التنفسيّ العلويّ؛ كالأنف، والحلق، وفي بعض الأحيان ينتشر ليهاجم الجلد أيضًا، وقد يُصيب أعضاء أخرى في الجسم كالكلى، والجهاز العصبيّ، والقلب، إذا تُرِك دون علاج.[٣]
وتُعتبر بكتيريا الوتديّة الخناقيّة (Corynebacterium diphtheriae) المُسبب الرئيس للدفتيريا، والتي يمجرد الإصابة بها يُصبح الشّخص ناقلًا للعدوى لمدة قد تصل لستة أسابيع من بدأ العدوى حتى وإن لم تظهر عليه أعراض المرض، ومن الجدير بالذكر أنَّ انتقال مرض الدفتيريا يحدث عادةً عند ملامسة الأسطح، أو الأدوات الملوَّثة بالبكتيريا، أو عند التعرّض لرذاذ العطاس أو السعال أثناء الإقتراب من شخصٍ مصاب بالعدوى.[٣]
أعراض الإصابة بمرض الدفتيريا
تبدأ أعراض مرض الدفتيريا عادةً بعد مضيّ 2-5 أيام منذ التقاط العدوى،[١] وفي بداية المرض يكون من الصعب التفريق بينه وبين التهاب الحلق الاعتيادي، فيكون عبارة عن احتقان شديد في الحلق، مصحوبًا بارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم، وتضخّم الغدد اليمفاوية، ولكن ما يميِّز البكتيريا التي تسبب مرض الدفتيريا عن غيرها من مسببات التهاب الحلق، أنَّها تقوم بإفراز مواد سامّة تؤدي إلى تكوين طبقة سميكة باللون الرمادي أو الأسود في الأنف أو الحلق، ممَّا يسبب مشكلات في التنفس، وصعوبة في البلع، ومع تقدّم المرض قد يعاني المريض من الرؤية المزدوجة، وصعوبة الكلام، إضافةً إلى أعراض الصدمة، والتي تتمثّل في زيادة سرعة ضربات القلب، وشحوب وبرودة الجلد، والتعرّق. [٤]
وإنْ لم يقدَّم العلاج في الوقت المُناسب، تنتج مضاعفات للمرض لا يمكن علاجها، منها: [١]
- تلف في الأعصاب، تؤثر البكتيريا في أعصاب الحلق، والأعصاب الموجودة في الأقدام والأيدي، ممَّا يؤدي إلى صعوبة البلع، وضعف العضلات.
- مشكلات تنفسيّة، فبمجرّد دخول البكتيريا لجسم المُصاب، تبدأ بإفراز سموم تدمّر الأنسجة في الجهاز التنفسي العلويّ، بالإضافة إلى ما تتسبب به العدوى من طبقة على شكل غشاء من خلايا ميتة وبكتيريا وغيرها من المواد، وهذه الطّبقة بحد ذاتها تُعيق التّنفس.
- تضرّر القلب، ويحدث ذلك في حال انتقلت البكتيريا من موقعها في الجهاز التنفسيّ العلويّ إلى الدم، ووصلت لعضلةِ القلب، مُسبّبةً التهابًا فيها (Myocarditis).
كيفية الوقاية من مرض الدفتيريا
مرض الدفتيريا معدٍ بشكلٍ كبير، فكما بينَّا في أول المقال، ينتقل المرض عبر الاتصال المباشر مع المصاب، أو التعرّض للرذاذ الصادر عن جهازه التنفسي، ناهيك عن انتقاله خلال مشاركة الأشياء؛ كالأكواب، والفراش، والملابس، مع الشخص المصاب، لذا لا بدّ من أخذ الحيطة والحذر لتفادي العدوى، أضف إلى ذلك أن مرض الدفتيريا منتشر بشكلٍ كبير في مناطق آسيا، والشرق الأوسط، والمناطق في جنوب المحيط الهادئ، وأوروبا الشرقيّة، فمن الضروري التأكد من أخذ المطاعيم كاملةً قبل الذهاب إلى تلك المناطق.[٥] كما يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إعطاء الأشخاص المخالطين للمصابين بمرض الدفتيريا مضادات حيوية كعلاج وقائيّ يحميهم من العدوى.[٦]
وللحصول على أفضل وقاية من مرض الدفتيريا، يجب الحصول على مطعوم ضد المرض، يُعرَف باللُقاح الثلاثي (DTaP) للأطفال و (Tdap) للبالغين ، ويتم من خلاله إعطاء مناعة ضد مرض الدفتيريا إضافةً إلى مرض السعال الديكي، والكزاز في جرعة واحدة، ويبدأ إعطاؤه للأطفال الرضّع على 5 دفعات، في عمر الشهرين، والأربع شهور، والستّة أشهر، وفي الفترة بين 15-18 شهر، ثم أخيرًا في عمر 4-6 سنوات، وهذا ما يوفّر وقاية من العدوى تستمر لمدّة 10 سنوات، فينصح بأخذ جرعة من المطعوم كل 10 سنوات لضمان الحماية من مضاعفات المرض، وتجدر الإشارة إلى أنَّ اللقاح المُعطى للأطفال قد يُسبِّب في حالات نادرة ردّ فعل تحسسي، قد يظهر على صورة شرى جلدي أو تشنّجات، والتي سُرعان ما تزول مع الوقت -تحت الإشراف الطّبي-.[٣] ولابد من التنويه إلى ضرورة إعطاء المطعوم للأم الحامل في النصف الثاني من فترة الحمل، بغض النظر إنْ كانت قد أخذت المطعوم مسبقًا أو لم تأخذه. [٤]
علاج مرض الدفتيريا
بعد التأكد من الإصابة بمرض الدفتيريا من خلال أخد مسحة من المادة الرمادية التي تغطّي الحلق، وزراعتها للكشف عن البكتيريا المُسبِّبة للالتهاب، يبدأ الطبيب في العلاج، ولكن، في بعض الأحيان تكون توقعات الطبيب مؤكَّدة حول إصابة الشخص بالدفتيريا، لذا يبدأ العلاج مباشرةً قبل ظهور نتيجة الفحص، وغالبًا ما يتطلّب الأمر إقامة المريض في المسشفى أثناء تلقّيه العلاج، معزولًا في وحدات خاصّة، لمنع انتقال العدوى لغيره، خاصةً مع احتمالية تواجد أشخاص لم يتم إعطاهم اللقاح، وحقيقةً، يتضمن علاج الدفتيريا استخدام أنواع مختلفة من الأدوية والعلاج الأنسب للحالة يُقرره الطّبيب، ونذكر من العلاجات المحتمل صرفها ما يأتي:[٧]
- مضادات حيوية مثل البنسلين ( Penicillin)، والأزيثروميسين (Erythromycin)، التي تُساهم في قتل البكتيريا، والتخلص منها داخل الجسم، ناهيك عن فائدتها في التقليل من فترة العدوى للمرض.
- حقن مضادة للسموم التي تفرزها البكتيريا في الجسم، وتُعطى هذه الحقن عبر الوريد أو في العضل، إلا أنَّه من المحتمل ظهور رد فعل تحسّسي عند المريض بسبب الحقنة، لذا يلجأ الطبيب للقيام بفحص الحساسيَّة قبل إعطاء الدواء، وفي حال كان المريض يُعاني من الحساسيَّة، تُعطى حقنة مضاد السم بجرعة صغيرة، وبعد ذلك تُرفع الجرعة تدريجيًّا لحلّ مشكلة التحسّس.
- السوائل الوريديّة، والأكسجين، وأدوية للسيطرة على العلامات الحيوية للمُصاب ، تُعطى في حال وصل انتشار المواد السامَّة المفرَزة من البكتيريا إلى القلب، أو الكلى، أو الجهاز العصبيّ، وقد يحتاج المريض إلى جهاز التنفس الاصطناعي في الحالات المتقدمة، ليساعد المصاب على التنفس.[٤]
نصائح أثناء علاج مرض الدفتيريا
يوجد مجموعة من النصائح التي يجدر بالمريض اتباعها لضمان التعافي الكامل من العدوى أثناء تواجده في المنزل، نذكر منها: [٧]
- الحرص على قضاء وقت طويل في الفراش من أجل الراحة.
- الاعتماد على تناول السوائل والأطعمة اللينة؛ بسبب الألم وصعوبة البلع.
- العزل التام للمريض، لتلافي انتقال العدوى.
- عدم القيام بأنشطة مُتعبة، خاصةً في الحالات التي تأثَّر فيها القلب بالمرض.
- حرص أفراد الأسرة على غسل اليدين جيدًا بطريقة صحيحة، لضمان حماية أجسادهم من العدوى.
- الحصول على اللقاح مرَّة أخرى بعد التعافي من الدفتيريا، بهدف الوقاية من تكرار الإصابة.
دفتيريا الجلد (Cutaneous Diphteria)
النوع الثاني من الدفتيريا شائع في المناطق الإستوائية، كما ينتشر في المناطق التي تتميز بالازدحام، وسوء النظافة، وتظهر أعراضه على شكل احمرار وألم وتورّم في الجلد، إضافةً إلى تكوّن تقرّحات تُغطّيها المادة الرمادية.[١] ويُشخَّص هذا النوع بأخذ عينة من نسيج الجروح المصابة بالعدوى، والتي تُرسل للمختبر للكشف عن نوع البكتيريا التي سببت العدوى،[٧] ويعد علاج دفتيريا الجلدبالمضادات الحيوية كافٍ ولا حاجة لاستخدام مضادات السموم، ويجدر الذكر بأنَّ هذه العدوى لا تسبب مضاعفات أخرى خطيرة كما هو الحال مع دفتيريا الجهاز التنفسي.[٨]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "diphtheria", mayoclinic, Retrieved 2020-10-02. Edited.
- ↑ Ronnie Henry (2013-10-31), "Etymologia: Diphtheria", ncbi, Retrieved 2020-10-05. Edited.
- ^ أ ب ت "Diphtheria", healthline, Retrieved 2020-10-02. Edited.
- ^ أ ب ت "Diphtheria", kidshealth, Retrieved 2020-10-02. Edited.
- ↑ "Diphtheria", nhs, Retrieved 2020-10-02. Edited.
- ↑ "diphtheria", cdc, Retrieved 2020-10-02. Edited.
- ^ أ ب ت "diphtheria", mayoclinic, Retrieved 2020-10-02. Edited.
- ↑ "Diphtheria", cdc, Retrieved 2020-10-03. Edited.