محتويات
مرض باركنسون
تُسجَّل في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة سنويًّا أكثر من 60 ألف إصابة جديدة بمرض باركنسون، أو ما يُعرَف أيضًا بالشلل الارتعاشيّ (Parkinson's disease)، الذي يُعدّ أحد أشهر الأمراض والاضطرابات العصبيّة وأكثرها شيوعًا بين الناس، إذ يُقدَّر عدد الإصابات بهذا الاضطراب بنحو 10 ملايين حالة حول العالم، وفي الحقيقة، ينتمي مرض باركنسون إلى مجموعة الأمراض التنكسيّة (التي تزداد شِدّة أعراضها بمرور الوقت) الناجمة عن موت خلايا منطقة المادّة السوداء (Substantia nigra) الموجودة في الدماغ، وهي الخلايا المسؤولة عن إفراز مادّة الدوبامين التي تُسيطر على حركة عضلات الجسم المُختلفة، لذا تظهر أولى أعراض الإصابة بمرض باركنسون على صورة صعوبة واضطراب في حركة العضلات، ويحدث ذلك عند نقصان الدوبامين في أجساد المرضى بنسبة تتراوح ما بين 60-80%. فكيف يُمكن التعامل مع هذا المرض ومُصابيه؟ وهل يُمكن علاجه؟ [١][٢]
ما أعراض الإصابة بمرض باركنسون؟
قد تظهر على الفرد مجموعة من الأعراض التحذيريَّة قبل سنواتٍ عِدَّة من ظهور الأعراض الشائعة للباركنسون، ولكونها لا تتضمَّن مشاكل في الحركة، فهي عادةً ما تكون سببًا لحدوث خطأ في تشخيص المرض، لارتباطها بمشاكل وأمراض أُخرى، ويُذكر من أبرز هذه الأعراض التحذيريَّة المبكِّرة ما يأتي:[١]
- تغيّر الصوت.
- الإصابة بالإمساك.
- انحناء قامة الجسم.
- انخفاض القُدرة على الشم، أو فقد حاسَّة الشمّ (Anosmia).
- تغيّر في خطّ اليدّ، فيكون صغيرًا، والحروف مُتقاربة لبعضها البعض.
أما بالنسبة للأعراض الرئيسة للإصابة بمرض باركنسون فهي كالآتي:[١]
- بُطء في حركة الجسم.
- تصلّب أو تيبّس في الذراعين، وجذع الجسم، والرجلين.
- رجفة أو رعشة ملحوظة في الجسم، تحدث حتّى أثناء الراحة.
- صعوبة في التوازن عند الوقوف أو المشي، ما يُعرّض المُصاب للسقوط بكثرة.
وبالإضافة إلى ما سبق، قد يُعاني بعض المُصابين من أعراض أُخرى بالتزامن مع ظهور الأعراض السابقة، نذكر منها ما يأتي:[١]
- انخفاض الصوت عند الكلام.
- عدم وضوح التعابير أو الانفعالات على الوجه.
- عدم تأرجح اليدين عند المشي.
- تناقص عدد مرّات البلع أو الرمش بالعين.
- حدوث اضطرابات النوم المُختلفة؛ كالحديث أو المشي أثناء النوم، أو المُعاناة من الأحلام الواقعيّة للغاية.
- الإصابة بالتهاب الجلد الدّهنيّ، والذي يتميَّز بظهور قشور صفراء أو بيضاء اللون في المناطق الدّهنيّة من الجلد.
- الإصابة بالقلق أو الاكتئاب.
- المُعاناة من صعوبة في التركيز، وضعف في الذاكرة.
- اضطراب القُدرة على ربط الأشياء المرئيّة بأماكنها المُحدّدة، أو ربط علاقتها ببعضها البعض وفق موقعها.
ما هو علاج مرض باركنسون؟
يهدف العلاج في هذه الحالة إلى التقليل من شِدّة الأعراض التي تظهر على المُصابين، ونظرًا لعدم توفّر علاج شافٍ تمامًا لهذا المرض؛ فإنّ العلاجات تتضمّن مجموعات، وأصناف مُختلفة، تستدعي الالتزام بها لفترات طويلة،[٣] والتي سيرد ذكرها بالتفصيل فيما يأتي:
العلاج الفيزيائيّ والوظيفيّ وعلاج الكلام
يُركّز كلّ واحد من هذه العلاجات على مُشكلة مُعيّنة لدى المُصابين بالباركنسون، إذ يهدف العلاج الفيزيائيّ (العلاج الطبيعيّ) إلى تعليم المُصاب أنواع مُعيَّنة من التمارين لتحسين وضعيّة الجسم أثناء الجلوس أو الوقوف، ويهدف علاج الكلام إلى تحسين مشاكل الحديث والنطق التي تطرأ مع المرض، بينما يُساعد العلاج الوظيفيّ المُصابين على تحسين القدرات الحركيّة المُختلفة لديهم، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه العلاجات غالبًا ما تُوفَّر جميعها للمُصاب، بالتزامن مع استخدام العلاجات الأُخرى.[٣]
العلاجات الدوائيّة
وتتضمّن أنواع عديدة من الأدوية التي تُوصف لعلاج الأعراض الحركيّة للباركنسون، وتختلف هذه الأدوية وِفق كلّ حالة على حدة، كما أنَّها تُعدَّل حسب استجابة المُصاب لها، والأعراض الجانبيَّة الناجمة عن تناولها، ويُذكَر من أبرز هذه العلاجات ما يأتي:[٣]
- دواء مُركّب من الكاربيدوبا والليفودوبا، المتوفِّر بتراكيز وأشكال صيدلانيَّة عِدَّة، وهو من أكثر الأدوية فعاليّة للباركنسون.
- الأدوية المُضادّة للكولين (Anticholinergic agents).
- الأدوية المُحفّزة للدوبامين (Dopamine Agonists).
- الأدويّة المُثبّطة لناقلات ميثيل ــO الكاتيكول (COMT Inhibitor).
- الأدوية المُثبّطة لأُكسيديز أُحاديّ الأمين (MAO Inhibitor).
تعديلات على نمط الحياة
التي تتضمَّن اتِّباع الأنظمة الغذائيَّة الصحيّة المُناسبة لتوفير الطاقة اللَّازمة للجسم، والمحافظة على صِحّته العامَّة، كما أنَّ تناول الأطعمة والأصناف الغنيّة بمُضادات الأكسدة، والأوميغا 3، يُساعد على تخفيف حِدَّة أعراض مرض الباركنسون، أو الحدّ من تفاقم الحالة، بالإضافة إلى أهميَّة مُمارسة تمارين اللياقة القلبيَّة التنفسيَّة، وتمارين التمدّد، وتمارين المُقاومة، وتدريبات التوازن والمشي، والالتزام بها بالتزامن مع العلاجات والأدوية.[١][٣]
الخيار الجراحيّ
وهي خيار الأطباء الأخير في التعامل مع المُصابين بالباركنسون، ممّن لم يستجيبوا للعلاجات السابقة كما يجب، وهناك نوعان رئيسيّان لهذه الجراحات المُحتملة، هما:[١][٣]
- التحفيز العميق للدماغ (Deep brain stimulation)، الذي يهدف إلى لتقليل الأعراض المُصاحبة للإصابة بالباركنسون، وذلك بتوصيل أقطاب لأماكن مُعيّنة في الدماغ، وإرسال نبضات كهربائيّة مُحدَّدة إليها، عن طريق جهاز مزروع تحت الجلد في الصدر، وهو مُتاح لبعض المُصابين ممّن يُظهرون استجابة قويّة لدواء الليفودوبا، وغير المُصابين بمشاكل نفسيّة، أو مشاكل في الإدراك، أو التوازن، لذا يُساهم التحفيز العميق للدماغ في تقليل الأعراض الحركيّة التي يُعانيها المُصاب نتيجة تناوله للأدوية التقليدية المُخصَّصة لمرضى الباركنسون، كما أنَّه يُعتبر حلًّا مناسِبًا لعلاج مرضى الباركنسون الذين يشكون من رعاش مقاوم للأدوية.
- العلاج بالضخّ (Pump-delivered therapy)، الذي يُعطَى فيه المُصاب جرعات من تركيبة الليفودوبا والكاربيدوبا بواسطة مضخّة يُوصلها الطبيب الجرّاح بالقرب من الأمعاء الدقيقة.
نصائح لمقدم الرعاية تجاه المُصاب بمرض باركنسون
إنَّ إصابة أحد أفراد العائلة أو المُقرّبين بمرض باركنسون يتطلَّب منحه مزيدًا من العناية والرعاية الخاصّة، بهدف حمايته ومُساعدته على التعايش مع المرض، ولأجل ذلك، توجد بعض النصائح والتعليمات التي تُسهِّل الأمر على مُقدّم الرعاية والمُصاب في الوقت نفسه، ومن هذه النَّصائح ما يأتي:[٤]
- التثقّف والتعلّم حول المرض، ومعرفة ماهيّة أعراضه، واحتماليّة تغيُّرها مع مرور الوقت، وطبيعة العلاجات المُستخدمة، وكيف أنَّها قد تُفيد بعض المُصابين، ولا تُجدي نفعًا مع غيرهم.
- الانتباه لجميع التغيّرات التي قد تطرأ على المُصاب، سواءً كانت أعراض شديدة، أو اختلاف في شدّة الأعراض الموجودة مُسبَقًا، بالإضافة إلى أهميّة الانتباه لأيّ أعراض أو آثار جانبيّة مُصاحبة لاستخدام العلاجات والأدوية، واحتماليّة تغيّر قُدرة المُصاب على القيام بالعديد من الأنشطة، والأعمال اليوميّة المُعتادة.
- اصطحاب المُصاب لمُراجعات الطبيب وحضورها معه، وإعلام الطبيب بجميع التطوُّرات، والمُلاحظات، والاستفسارات حول حالة المُصاب، ووضعه الصحيّ، ومُتابعة علاجاته، والتحديثات المتعلِّقة بها مع الطبيب.
- مُساعدة المُصاب على الالتزام بكافّة العلاجات والأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب، خاصّةً وأنَّ ذاكرة مُصابي الباركنسون قد تتأثر في كثيرٍ من الأحيان، الأمر الذي يستدعي وجود شخص يُذكّرهم بتناول الأدوية، أو توفير أيْ وسيلة أخرى تساعد على ذلك؛ كاستخدام مُنبّهات الهاتف، أو المُفكّرة التي يسهل الاضطلاع عليها.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Kimberly Holland (2019-02-28), "Everything You Want to Know About Parkinsons Disease", healthline, Retrieved 2020-09-30. Edited.
- ↑ "Statistics", parkinson, Retrieved 2020-09-30. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "TREATMENT & MEDICATION", apdaparkinson, Retrieved 2020-09-30. Edited.
- ↑ "The Parkinson's Caregiver: 7 Ways to Help Your Loved One", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-09-30. Edited.