بحث عن مرض سارس

كتابة:
بحث عن مرض سارس

مرض سارس

يستخدم مُسمّى مرض سارس اختصارًا لمرض الالتهاب الرّئوي اللّانمطي الحادّ (Severe acute respiratory syndrome) (SARS)، وهو أحد الأمراض التنفسيّة المُعدية، التي يمكن أن تؤدّي إلى وفاة المصاب بها، ويحدث هذا المرض بسبب إصابة الشخص بإحدى أنواع الفيروسات، والتي تُعرف باسم الفيروسات التّاجيّة (فيروس كورونا)، وهي إحدى الفيروسات الشّائعة التي تصيب الجزء العلوي من الجهاز التّنفسي، وعامّةً يمكن أن تهاجم 6 أنواع من الفيروسات التّاجية جسم الإنسان، إلا أنّ أربعة أنواع منها فقط، شائعة أكثر من غيرها، ويمكن أن تهاجم جسم الإنسان ولو مرّةً واحدةً طوال حياته.

أمّا النّوعان المتبقيان من الفيروسات التاجيّة، فيتسبّبان بالإصابة بمتلازمة تُسمّى متلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة، ومرض سارس، وهي أقلّ انتشارًا بين النّاس، إلا أنّها أكثر ضررًا، ولم يكن هذا النّوع من الفيروسات يُشكّل أيّ ضرر للإنسان قبل ظهور مرض السارس؛ إذ كان من المعروف أنّ هذه الفيروسات تتسبّب أضرارًا صحيّةً شديدةً للحيوانات، وبناءً على ذلك يرى العلماء بأنّ فيروس السارس الحيواني، قد تطوّر إلى سلالة جديدة أكثر قوّة، والتي استطاعت الانتقال بدورها إلى البشر.[١]


أعراض مرض سارس

تتشابه أعراض مرض السارس إلى حدٍ كبير مع أعراض الإنفلونزا، ويمكن أن تتضمّن الأعراض ما يأتي:[٢]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 38 درجة مئوية.
  • الإسهال.
  • السّعال الجافّ.
  • الطّفح الجلدي.
  • التهاب الحلق.
  • الصداع.
  • التعرّق خلال ساعات الّليل، والقشعريرة.
  • مشاكل في التنفّس، منها؛ الشّعور بضيق في التنفّس.
  • الشعور بالتوعّك والارتباك.
  • صداع الرأس.
  • آلام مختلفة في الجسم.
  • فقدان الشهيّة.

تبدأ الأعراض التنفسيّة بالظّهور بعد يومين إلى عشرة أيّام من إصابة المريض بفيروس مرض السّارس، وفي هذه الحالة يقوم أخصّائي الصّحة بعزل المصاب التي تظهر عليه الأعراض السّابقة عزلًا صحيًّا، كما يمكن عزل أفراد العائلة الذين سبق لهم السّفر إلى خارج البلاد، ويمكن أن يبقى المصاب في الحجر الصحي لمدّة عشرة أيّام للحدّ من فرصة انتشار الفيروس المُسبّب للمرض.[٢]


أسباب مرض سارس

ينتقل الفيروس المسبّب لمرض السّارس من شخص إلى آخر، عند سعال أو عطس الشخص الذي يحمل الفيروس، ممّا يؤدّي إلى نثر الجزيئات الحاملة للفيروس في الهواء، وملامسة الشخص السّليم لهذه الجزيئات أو تنفّسه للهواء الذي يحتويها يمكن أن يؤدّي إلى إصابته بالعدوى، ويملك الفيروس المُسبّب للسّارس قدرةً على البقاء حيًّا لعدّة ساعات على الأسطح المختلفة، منها؛ اليدين أو أنسجة الجسم، كما يمكن أن يبقى الفيروس على قيد الحياة لفترة زمنيّة طويلة تصل إلى عدّة أشهر أو سنوات، عند تواجده في درجة حرارة أدنى من درجة التجمّد.[٣]

وعلى الرّغم من أنّ الاتصال المباشر مع الأشخاص الذين يحملون الفيروس المُسبّب للمرض، هو سبب لمعظم حالات الإصابة بمرض السّارس، إلّا أنّ ملامسة اليدين أو الأسطح التي تحتوي على الفيروس يمكن أن تؤدّي إلى الإصابة أيضًا، ويمكن أن يتواجد الفيروس في براز الشخص المصاب بالسّارس أيضًا، ومن الممكن أن يبقى على قيد الحياة لمدّة 4 أيّام داخل البراز، ومن الممكن أن يصاب المريض مرّة أخرى بفيروس السّارس، كما هو الحال مع أنواع الفيروسات التاجيّة الأخرى.[٣]


تشخيص مرض سارس

يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع درجة حرارة الجسم، وصعوبة التّنفس، وآلام في الصّدر، مراجعة الطبيب بالأخصّ في حال السّفر إلى خارج البلاد مؤخّرًا، وإبلاغ الطبيب في حال التّواجد في وقت قريب في أحد المناطق التي ينتشر فيها مرض السّارس، مع ضرورة تجنّب التواجد في الأماكن العامّة في حال الشكّ بالإصابة بالمرض؛ لمنع انتقاله في حال الإصابة به إلى الأشخاص الآخرين، كما يجب اتباع الإجراءات الوقائيّة اللّازمة لمنع انتشار المرض قدر الإمكان، ويقوم الطبيب بالاستفسار عن احتماليّة اتصال الشخص مع من يعانون من الأمراض الالتهابيّة للجهاز التنفّسي، مثل؛ الالتهاب الرّئوي أو تواجده في مختبر أو مركز طبّي؛ ممّا قد يشير إلى احتماليّة التقاط الفيروس من هذه الأماكن، وفي حال شكّ الطبيب بالإصابة بمرض السّارس، فإنّه يطلب إخضاع الشخص لمجموعة من الفحوصات المخبريّة، والأشعة التصويريّة، للتأكّد من صحّة تشخيص المرض، منها؛ التصوير المقطعي المحوسب، والأشعّة السينيّة.[٤]


علاج مرض سارس

لا يتوفّر أيّ علاج مُخصّص للقضاء على مرض السّارس حاليًا، إلا أنّ البحث ما زال جاريًا عن نوع الّلقاح المناسب، وعادةً فإنّ الخطّة العلاجيّة تتضمّن إدخال الشخص المصاب بالسّارس إلى المستشفى فورًا، وعزله صحيًّا، وإخضاعه للمراقبة الدّقيقة، بالإضافة إلى توفير بعض العلاجات الدّاعمة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الدّلائل العلميّة حول فعاليّة هذه الطرق في علاج مرض السّارس، ما زالت قليلة، ومن هذه العلاجات ما يأتي:[٥]

  • توصيل المصاب بجهاز التنفّس الاصطناعي لمساعدته في التنفّس بحصوله على الأكسجين.
  • استخدام الأدوية المضادّة للفيروسات، ولكنّ دواء الرّيبافيرين، لا يُقدّم أيّ فائدة تُذكر في علاج مرض السّارس.
  • استخدام المضادّات الحيويّة، للقضاء على البكتيريا المُسببّة للالتهاب الرّئوي.
  • إعطاء المصاب جرعات كبيرة من أدوية الستيرويد، والتي تساعد في حماية الرّئتين من الإصابة بالتورّم.


الوقاية من مرض السارس

توجد العديد من اللّقاحات الخاصّة بمرض السّارس، لكنّها ما زالت في مرحلة التّطوير، كما أنّ هذه اللّقاحات لم تختبر بعد على الإنسان؛ لذلك يُنصح باتّباع الإرشادات، والتّعليمات الآتية في حال الإصابة بمرض السّارس مرّة أخرى، بهدف الوقاية منه:[٦]

  • غسل اليدين: غسل اليدين بالماء والصّابون بشكل متكرر، أو تنظيف اليدين بغسول يحتوي على الكحول بنسبة 60% كحدّ أدنى.
  • ارتداء القفازات: ارتداء القفّازات عند الملامسة المباشرة لسوائل الجسم أو البراز الذي يخصّ الشخص المصاب بالسّارس، وبعدها لابدّ من الحرص على التخلّص من القفّازات فورًا بعد الانتهاء من استخدامها، وتنظيف اليدين جيّدًا.
  • ارتداء القناع الطّبي: إذ يمكن استخدام القناع الطّبي لتغطية الفم والأنف عند التواجد في الغرفة التي يوجد بها مريض السّارس، كما قد يساعد ارتداء النّظارات الطبيّة في الوقاية من الإصابة بالمرض.
  • غسل المقتنيات الشخصية للمصاب: كتنظيف الأواني، وغسل الملابس، والملاءات الخاصّة بمريض السارس، بالماء الحارّ والصّابون.
  • تعقيم الأسطح: إذ يجب تنظيف الأسطح المختلفة التي يُشكّ بأنّها مُلوثّة بعرَق، أو مخاط، أو براز، أو بول، أو لعاب الشخص المصاب بالسّارس، بمُنتجات التّعقيم المنزليّة، ويجب ارتداء القفّازات أثناء التّنظيف، ثمّ التخلّص منها حال الانتهاء من التّنظيف.

يجب اتباع الإرشادات السّابقة لمدّة 10 أيّام بعد توقّف ظهور أعراض المرض على المصاب، كما يُفضّل عدم ذهاب الأطفال للمدرسة في حال ظهور بعض الأعراض عليهم؛ كالأعراض التنفسيّة، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم خلال 10 أيّام من اتصالهم بأيّ شخص مصاب بمرض السّارس.


المراجع

  1. James McIntosh (8-5-2017), "Everything you need to know about SARS"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Shannon Johnson (14-3-2016), "SARS (Severe Acute Respiratory Syndrome)"، www.healthline.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Severe acute respiratory syndrome (SARS)", www.medlineplus.gov, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  4. "What Is SARS?", www.webmd.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  5. "SARS (severe acute respiratory syndrome)", www.nhs.uk, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  6. "Severe acute respiratory syndrome (SARS)", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-10-2019. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×