بحث عن هرمون الانسولين

كتابة:
بحث عن هرمون الانسولين

هرمون الأنسولين

الأنسولين هو هرمون يُفرز من خلايا بيتا الموجودة في جزر لانجرهانز في البنكرياس، ويُفرَز مباشرةً إلى الدم وينتقل إلى جميع خلايا الجسم لينظم مستوى السكر في الدم، فبعد تناول الوجبات يهضم الجهاز الهضمي الكربوهيدرات الموجودة في الوجبة ويكسّرها إلى مركب أصغر يسمى الجلوكوز، الذي يُمتص إلى الدم من خلال بطانة الأمعاء الدقيقة.

يُدخِل هرمون الأنسولين الجلوكوز إلى الخلايا ليستخدم في تصنيع الطاقة اللازمة لجميع وظائف الجسم، كما يعد البوابة التي يدخل منها الجلوكوز إلى الخلايا، وعند ارتفاع مستوى السكر في الدم عن حاجة الجسم يبدأ الكبد بتخزين الجلوكوز الزائد على شكل جلايكوجين، الذي يستطيع تخزينه حتى 5% من حجمه، ويُعاد تحويله إلى جلوكوز عند انخفاض مستوى السكر في الدم.[١]


أنواع هرمون الأنسولين

يوجد العديد من أنواع الأنسولين التي تختلف في السرعة ومدة المفعول، يمكن توضيحها على النحو الآتي:[٢]

  • الأنسولين سريع المفعول: يمتصّ الجسم هذا النّوع من الأنسولين عبر مجرى الدم من تحت الجلد بسرعةٍ كبيرة، ويُستخدَم في تعديل ارتفاع نسبة السكر في الدم، والسّيطرة على اختلالات السكر في الدم بعد تناول الطعام، وهذا النوع يتضمن الآتي:
    • نظير الأنسولين سريع المفعول: يستغرق هذا النوع ما بين 5 دقائق و15 دقيقةً للتأثير، مع ذلك فإن معدّل الجرعة يؤثر على مدّة التّأثير، وعلى افتراض أنّ نظائر الأنسولين سريعة المفعول تستمرّ لمدة 4 ساعات فهي آمنة الاستخدام عامّةً.
    • الأنسولين المنتظم: يبدأ تأثير الأنسولين العادي بين 30 دقيقةً وساعة، وتستمر آثاره من حيث تقليل نسبة السكر في الدم حوالي 8 ساعات.
  • الأنسولين متوسط ​​المفعول: يدخل هذا النوع مجرى الدم بمعدّل أبطأ من الأنسولين سريع المفعول بتأثير طويل الأمد، وهو الأكثر فعاليةً في التّحكّم بنسبة السكر في الدم بين وجبات الطعام، وتتضمن خيارات الأنسولين متوسط ​​المفعول الآتي:
    • الأنسولين NPH: يستغرق تأثيره ما بين 1-2 ساعة للظهور، ويصل إلى ذرّوته خلال 4-6 ساعات، وتستمرّ الذروة أكثر من 12 ساعةً في بعض الحالات، وقد تؤدي الجرعات القليلة جدًا إلى إحداث تأثير الذّروة، وتزيد الجرعات العالية من الوقت الذي يستغرقه NPH للوصول إلى ذروّته والمدة الإجمالية لتأثيره.
    • مزيج الأنسولين المركّب: هو مزيج من NPH مع أنسولين سريع المفعول، وتأثيراته هي مزيج من الأنسولين متوسط ​المفعول ​وسريع المفعول.
  • الأنسولين طويل المفعول: في حين أنّ الأنسولين طويل المفعول يكون بطيئًا في الوصول إلى مجرى الدم وله ذروة منخفضة نسبيًا، إلا أنّ تأثير ذروته يكون مستقرًا على نسبة السكر في الدم التي قد تستمرّ بقية اليوم، ويكون استعماله مفيدًا بين الوجبات، وأثناء الصيام، كما أنّ نظائر الأنسولين طويلة المفعول هي النّوع الوحيد المتاح، فتتراوح مدة ظهورها بين 1.5-2 ساعة.


اضطراب هرمون الأنسولين

يؤدي اضطراب هرمون الأنسولين في الدم إلى الإصابة بمرض السكري، وتبعًا لنوع الاضطراب يختلف نوعه؛ إذ إن مرض السكري من النوع الأول يحدث بسبب تلف خلايا بيتا الموجودة داخل البنكرياس، فلا يفرز الأنسولين بالكمية الكافية ولا تستطيع الخلايا استخدام الجلوكوز ويبدأ بالتراكم في الدم.

أما مرض السكري من النوع الثاني فيحدث عندما يُفرز البنكرياس هرمون الأنسولين بكمية كافية لكن لا تستجيب الخلايا له، فلا تستطيع الخلايا استهلاك الجلوكوز أيضًا ويتراكم في الدم، ومن أهم أسباب مرض السكري من النوع الثاني السمنة المفرطة والنظام الغذائي غير الصحي.[٣]


طريقة حقن الأنسولين

يؤخذ الأنسولين عن طريق الحقن تحت الجلد باستخدام الحقن المخصصة لذلك، التي تتميز بقِصر إبرتها لتصل إلى تحت الجلد فقط ولا تصل إلى العضلات، أو باستخدام أقلام الأنسولين المنتشرة حاليًا، التي تتميز عن الحقنة العادية بسهولة ضبط الجرعة وسهولة حمل القلم إلى أي مكان، كما يُحقَن هذا الهرمون بعدة أماكن في الجسم، مثل: البطن، وأعلى الذراع، والفخذ، والأرداف، ويجب تبديل مكان الحقن مع كل استخدام؛ لتجنب تكتل الدهون تحت الجلد، إذ يؤثر هذا التكتل على امتصاص الأنسولين.[٤]


خطوات حقن الأنسولين

يجب اتباع بعض الخطوات لحقن الأنسولين بالطريقة المثلى، وهي كما يأتي:[٤]

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون.
  • التأكد من تاريخ صلاحية الأنسولين قبل الحقن.
  • إذا كان الأنسولين محفوظًا في الثلاجة يجب تركه حتى تصل درجة حرارته إلى درجة حرارة الغرفة؛ إذ إنّ حقنه باردًا يسبب الألم.
  • إذا كان الأنسولين من النوع المعكر لا بد من دحرجة الزّجاجة بين الكفين عدة ثوانٍ وتجنب الرجّ الشديد، ولا يستخدم الأنسولين إذا كان لونه أو قوامه مختلفًا.
  • سحب الجرعة المطلوبة والتأكد منها قبل الحقن، وإذا كانت زجاجة الأنسولين مستخدمةً من قبل يجب مسح الغطاء المطاطي بالكحول قبل سحب الجرعة.
  • مسح الجلد مكان الحقن بالكحول والانتظار عدة ثوانٍ ليجفّ.
  • مسك الجلد بين الأصابع وسحبه إلى أعلى وإدخال إبرة الأنسولين بزاوية 90 درجةً؛ لتجنب حقنه في العضلة بدلًا من تحت الجلد.
  • بعد حقن كلّ الجرعة لا بد من إراحة الجلد والانتظار لثوانٍ ثم إخراج الإبرة، كما يجب عدم فرك الجلد مكان الحقن.
  • إذا ظهرت بعض نقاط الدم بعد الحقن يجب الضغط على مكان الحقن برفق بقطنة نظيفة مدّة دقيقة تقريبًا.
  • التخلص من الإبرة في عبوة مخصّصة للإبر لا بأكياس القمامة العادية.


الأعراض الجانبية لهرمون الأنسولين

انخفاض مستوى السكر في الدم هو العَرَض الجانبي لحقن الأنسولين، فعند الحصول على جرعة أعلى من المطلوبة أو عدم تناول الطعام بعد حقنه أو عند القيام بمجهود زائد يقل مستوى السكر في الدّم، مما يسبب بعض الأعراض، منها:[٥]

  • الشعور بالتعب.
  • عدم القدرة على التكلّم.
  • التعرق.
  • الدوخة وفقدان الوعي والتشنجات.
  • شحوب الجلد.

يكون علاج انخفاض السكر في الدم بتناول السكريات سريعة الامتصاص مثل العصائر المحلاة؛ لإعادة السكر إلى مستواه الطبيعي، وتتشابه أعراض انخفاض السكر في الدم مع أعراض ارتفاعه، لذا يجب تحليل نسبته للتأكد.


استخدام هرمون الأنسولين لعلاج مرض السكري

يعتمد علاج مرض السكري من النوع الأول على استخدام أنسولين صناعي على شكل حقن لتعويض عجز البنكرياس، أما علاج مرض السكري من النوع الثاني يعتمد على الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، والتي تزيد إفراز الأنسولين وتزيد من حساسية الخلايا له، إضافةً إلى المساعدة على القيام بدوره بطريقة أفضل، لكن في المراحل المتأخرة من المرض أو عند عدم استجابة المريض للأدوية يبدأ بتناول الأنسولين للحفاظ على مستوى السكر الطبيعي في الدم.[٦]


طرق تقليل هرمون الأنسولين

إنّ وجود مستويات مرتفعة من الأنسولين في الدم يؤدي إلى حدوث اضطراباتٍ صحية عدّة، تتضمن: السّمنة، والسّرطانات، وأمراض القلب، ويمكن خفض مستوياته في الدم باتباع بعض الخطوات في النّظانم الغذائي، التي تتضمن ما يأتي[٧]:

  • اتباع حمية غذائية قليلة الكربوهيدرات: ترفع نسبة الكربوهيدرات مستوى السكر في الدم، بالتالي زيادة مستويات الأنسولين، ولهذا السّبب تكون النّظم الغذائية قليلة الكربوهيدرات فعّالةً للغاية في إنقاص الوزن، والسّيطرة على داء السكري؛ إذ أكّدت العديد من الدراسات قدرتها على خفض مستويات الأنسولين، وزيادة حساسية الخلايا تجاهه مقارنةً بالوجبات الغذائية الأخرى.
  • تناول خلّ التفاح: يُعزى استعمال خلّ التفاح إلى تقليل ارتفاع نسبة الأنسولين في الجسم، كذلك مستوى السكر في الدم بعد تناوله، وقد تبيّن أن هذا يحدث أساسًا عند تناول الخلّ مع الأطعمة مرتفعة الكربوهيدرات، كما وجدت دراسة صغيرة أنّ الأشخاص الذين تناولوا ملعقتَي طعام (28 مل) منه مع وجبة مرتفعة بالكربوهيدرات عانوا من انخفاض مستويات الأنسولين، وشعور أكبر بالامتلاء بعد 30 دقيقةً من تناول الوجبة، ويعتقد الباحثون أنّ هذا التّأثير كان جزئيًا بسبب قدرة الخلّ على تأخير وقت إفراغ المعدة، مما يؤدي إلى امتصاص السكر تدريجيًا في مجرى الدم.
  • تجنّب جميع أشكال السكر: إذ قد يكون أهمّ الأطعمة التي يجب الابتعاد عنها عند محاولة خفض مستويات الأنسولين؛ ففي إحدى الدّراسات بالغ البعض بتناول الحلوى والبعض الآخر بتناول الفول السوداني، فشهدت المجموعة التي تناولت الحلوى زيادةً بنسبة 31% في مستويات الأنسولين مقارنةً بزيادة قدرها 12% في المجموعة التي تناولت الفول السوداني. وفي دراسةٍ أخرى عندما يستهلك الأشخاص المربى الذي يحتوي على كميات كبيرة من السكر ترتفع مستويات الأنسولين لديهم أكثر من تناولهم المربّى قليل السكر. كما يوجد الفركتوز في سكر المائدة، والعسل، وشراب الذرة الغني به، لذلك فإن استهلاك كمياتٍ كبيرة منه يعزز مقاومة الأنسولين، مما يؤدي في النّهاية إلى زيادة مستوياته.


المراجع

  1. "What is Insulin?", hormone, Retrieved 2018-11-11.
  2. "Insulin A to Z: A Guide on Different Types of Insulin", joslin, Retrieved 2018-11-11.
  3. Amy Hess-Fischl MS, RD, LDN, (2018-6-7), "What is Insulin?"، endocrineweb, Retrieved 2018-11-11.
  4. ^ أ ب Susan York Morris (2017-2-28), "Insulin Injection Sites: Where and How to Inject"، healthline, Retrieved 2018-11-11.
  5. Valencia Higuera (2018-7-3), "Everything You Need to Know About Insulin"، healthline, Retrieved 2018-11-11.
  6. "Insulin", diabetes, Retrieved 2018-11-11.
  7. "14 Ways to Lower Your Insulin Levels", www.healthline.com, Retrieved 06-04-2019. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×