محتويات
مفهوم اللهجة لغةً واصطلاحًا
جاء في اللغة والمعاجم العربية مفهوم اللهجة إذ يقال لَهَجَ بالأمر، أي ولع به واعتاده، ويقال فلان فصيح اللهجة، أي أنه نشأ على لهجته وفصح بها، أما مفهوم اللهجة اصطلاحًا فهي مجموعة من الصفات اللغوية التي تختص بها كل بيئة عن غيرها، واللهجة هي ظاهرة لغوية تتميز بها البيئة الجغرافية، ويقصد بالظاهرة اللغوية هي أنّ ثمة قوانين تتعلق بمخارج الحروف وإبدالها، وتختلف هذه الظاهرة بحسب اختلاف اللهجة وذلك تبعًا للبيئة، ولا بد من الإشارة إلى أنّ مصطلح اللهجة لم يستخدموه اللغويين القدماء بل كانوا يعتمدون على كلمة اللسان، فيقال لسان تميم وقريش بدلًا من لهجة تميم وقريش، فكانت القبائل قديمًا تتميز فيما بينها من خلال اختلاف لهجاتها.[١]
اللهجات العربية
اختلفت وتنوعت اللهجات العربية منذ القدم، أي قبل ظهور الإسلام، فقديمًا كانت اللهجة العدنانية، والقحطانية، وغيرها، ومع زيادة القبائل زادت اللهجات عبر العصور، فظهرت اللهجة الحجازية، والنجدية، والبدوية، والشامية، واللبنانية، وغيرها الكثير، فكل دولة تختص بلهجة تتفرد بها، فمثال ذلك اللهجة المصرية في مصر، واللهجة الإمراتية في الإمارات، واللهجة الأردنية في الأردن، وهكذا، والفرق الذي يُميز هذه الدول في لهجاتها العربية، هي اختلافها بين المشرق والمغرب، وبين كونهم سكان المدن أو القرى، ويكمن اختلاف هذه اللهجات في كيفية نطق الحروف ومخارجها، فمثًلا ينطق حرف القاف بإبداله بالكاف عند البدو، أو إبداله بالهمزة في مصر وسوريا، إضافة إلى اختلافات طفيفة في حروف أخرى، ويكمن هذا الاختلاف المسموح به لأن هذه اللهجة هي اللهجة العامية فلا قوانين تحكمها بعكس الفصحى.[٢]
بداية ظهور اللهجة العامية
إنّ بداية ظهور اللهجات لم يُحدد بتاريخ أو عصر، فلا يعلم الدارس بالضبط متى نشأت اللهجة العامية، بيد أن علماء اللغة اجتمعوا على فترة معينة مفادها أنّ ظهور اللهجة العامية بدأ منذ أن انتشر الإسلام في الكون، وذلك بسبب الفتوحات الإسلامية التي أدت إلى اختلاط القبائل في بعضها البعض، فاختلط العجم والعرب، وذكروا أنّ بداية ذلك كان أغلبه في عصر الصحابة، إلّا أنّ بعض الباحثين درسوا تاريخ اللهجة العامية فذهبو إلى أنّ بداية ظهور اللهجة العامية كان في عصر الضعف أيام دولة المماليك، واختلاف العلماء في آرائهم يتفق أن اللهجات ظهرت منذ القدم، ومنذ بداية نشأت وظهور الإسلام.[٣]
اللغة العربية بين العامية والفصحى
تُشكل اللغة العربية من أهم عوامل الوِحدة بين الشعوب، والتقارب في الفكر والثقافة والتراث، وكان للغة العربية حضورها في العصور الإسلامية فهي لغة القرآن الكريم، وبها تسير العبادات، كالصلاة والأذكار، ولكن اللغة العربية وقفت بين اللهجات، فظهر إحلال اللهجة العامية في الأقطار الإسلامية، وظهر استبدال اللغة العربية الفصحى باللهجات المحلية مما سبَّب شرخًا في انتشار النطق باللغة العربية، ولكن ذلك لم يؤثر بشيء على الأدب العربي فما زالت الكتابات العربية وروائع الأدب العربي تُنشر باللغة الفصحى، ويُمنع نشرها بالعامية، فالعامية في العِلم كانت وما زالت نقطة ضعف، يتجنب الدارس اللجوء إليها.[٤]
المراجع
- ↑ "تعريف اللهجة "، almerja.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
- ↑ "لهجات عربية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
- ↑ "بداية ظهور اللغة العامية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
- ↑ "إحلال اللهجات العامية محل اللغة العربية الفصحى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.