بعض الأساليب العلاجية الخاصة

كتابة:
بعض الأساليب العلاجية الخاصة

هناك عدة اساليب اثبتت نجاعتها وتكون نتائجها جيدة تساعد مرضى التوحد مثل العلاج بالموسيقى، علاج النطق اضافة الى العلاج النفسي

العلاج بالموسيقى:

يستخدم العلاج بالموسيقى في معظم المدارس الخاصة بالأطفال التوحديين وتكون نتائجه جيدة، فقد ثبت على سبيل المثال أن العلاج بالموسيقى يساعد على تطوير مهارات انتظار الدور وهي مهارة تمتد فائدتها لعدد من المواقف الاجتماعية.

فضلاً عن ذلك فإن العلاج بالموسيقى يفيد في الكشف عن القدرات الموسيقية الكامنة لدى الأطفال التوحديين والتي يمكن أن تكون قدرات متميزة لدى بعضهم. يتمكن بعض الأطفال التوحديين من إظهار مهارات موسيقية غير عادية دون أن يكونوا قد تلقوا تدريباً على ذلك، إذ يتمكن بعضهم من إجادة عزف الألحان حتى وإن لم يكونوا قد استمعوا لها إلا لمرة واحدة.

ولابد من التنويه على أن مثل هذه القدرة الإبداعية لا تظهر إلا عند أقل من (5%) من الأطفال التوحديين. أما بقية الأطفال التوحدين فبالإمكان تطوير مهاراتهم الموسيقية من خلال التدريب. والعلاج بالموسيقى له آثار إيجابية في تهدئة الأطفال التوحديين.

وقد ثبت أن ترديد المقاطع الغنائية على سبيل المثال أسهل للفهم من الكلام لدى الأطفال التوحديين وبالتالي يمكن أن يتم توظيف ذلك والاستفادة منه كوسيلة من وسائل التواصل، ومن الأمثلة على ذلك أسلوب العلاج التواصلي بمساعدة الموسيقى.

علاج النطق:

يقوم بتدريب التوحديين وتطبيق هذه البرامج خبراء في النطق لأن علاج الكلام واللغة علاج تخصصي يجب أن تقوم به المدارس والوحدات الخاصة بالتوحد، ويجب استخدام الكلام واللغة مع الطفل التوحدي خلال الأعوام التي تسبق سن دخول المدرسة وبعد دخول المدرسة يركز أخصائي الكلام أو المعلمون الذين يدربونهم على تطوير اللغة لديهم مثل تشجيعهم على الكلام بعمل الأصوات للأطفال البكم.

لأن أطفال التوحد الشديد يعتبرون بكماً لهذا يجب إعطاؤهم تمارين كاستخدام الفم بفتحه وقفله والقيام بالنفخ مثل البالونات، المهم أنه لابد من تدريب عضلات الفم وتحريك وجنات الوجه.

كذلك يجب عرض أصوات ونغمات لطيور أو حيوانات أو أصوات إنسان وإحداثها ويطلب من التوحدي أن يقلدها.

وبالطبع سوف يرفض لكن لابد من التكرار معه حتى يتقن هذه الأصوات من اجل تدريب الحنجرة على مخارج النغمات ثم تعريفهم للأنغام الجميلة وإعطاء هذه الأنغام الواقعية للكلام إلى الأشخاص الذين يعانون من طيف التوحد الشديد وجعلهم يتحدثون في جمل مفيدة. وهذه الواقعية من الكلام هي نوع من الحديث يشير إلى التواصل الاجتماعي مع الناس الآخرين عن طريق اللغة.

ومن أجل تطوير وتوسيع دائرة فاعليته ولكي يكون اكثر استجابة يجب استعمال الأوضاع التعليمية المناسبة مثل استخدام الوسائل المحسوسة في تعليم اللغة وكذلك يمكن استخدام أسلوب اللعب في التعليم، لأن استخدام اللعب معهم يكون ذو فائدة كبيرة بتعلمهم اللغة.

ويجب أن أضيف شيئا مهما هو أن تعليم الأطفال الذين يعانون من التوحد في مرحلة مبكرة من عمرهم ربما تكون لها آثار إيجابية، ودور المدرس هو أن يستخدم اللعب كأسلوب بتعليم التواصل للطفل التوحدي وذلك بان يحاور الطفل بطريقة لطيفة كنوع من أسلوب التدريب على التواصل هذا بالنسبة للأطفال الذين يعانون من حالة توحد شديد، أما الأطفال الذين يعانون من حالة توحد أقل شدة فالأمر مختلف لأن لديهم لغة التخاطب وأسلوب التواصل عندهم متطور.

ولكن صحيح أن الأطفال ذوي التوحد الأقل شدة يتحدثون وهم قادرون على التواصل وتكوين أصدقاء لكن لغتهم يشوبها الترديد للكلمة والجملة مثل الببغاء وأعتقد أنه بالتدريب الجيد ربما يتخلصون من ظاهرة الترديد للكلام.

 بعض أساليب العلاج النفسي الحديثة:

طبق في السنوات الأخيرة عدد من أساليب العلاج النفسي الحديثة وقد حظي بعضها باهتمام المختصين وسوف نتطرق لأهم هذه الأساليب والتي يدعي مطبقيها أن مردوداتها إيجابية في التعامل مع الأطفال التوحديين.

العلاج بالاحتضان:

بموجب هذا الأسلوب العلاجي يتم تشجيع آباء وأمهات الأطفال التوحديين لاحتضان (ضم) أطفالهم لمدة طويلة حتى وإن كان الطفل يمانع ويحاول التخلص والابتعاد عن والديه. ويعتقد أن الإصرار على احتضان الطفل باستمرار يؤدي بالطفل في النهاية إلى قبول الاحتضان وعدم الممانعة. وقد أفاد بعض الأهالي الذين جربوا هذه الطريقة بان أطفالهم بدؤوا في التدقيق في وجوههم وان تحسناً ملحوظاً طرأ على قدرتهم على التواصل البصري، كما أفادوا أيضا بأن هذه الطريقة تساعد على تطوير قدرات الطفل على التواصل والتفاعل الاجتماعي.

ومن الأمثلة على جدوى هذا الأسلوب أن بعض الأطفال التوحديين الذين عرفوا بميلهم للانعزال أصبحوا يتقبلون احتضان الوالدين لهم بينما تطورت مهارة التواصل البصري لدى البعض وأصبحت قدرتهم على التواصل البصري من خلال تركيز النظر على شيء أو شخص ما أطول مما كانت عليه بشكل ملحوظ.

كما أن طريقة العلاج بالاحتضان قد تكون مفيدة للآباء والأمهات حيث أفاد بعضهم بأن هذه الطريقة جعلتهم يشعرون ولأول مرة بالقرب من أطفالهم وان أطفالهم يظهرون ويعبرون عن مشاعر عاطفية تتصف بالحنيِّه واللطف.

ومن الملاحظ أن بعض الأطفال التوحديين يمانعون بشدة عملية الاحتضان وينفرون منها وينظرون إليها على أنها شيء بغيض ولا يطاق. ومهما كان الأمر فإن تكرار المحاولة والإصرار من قبل الوالدين وتحملهم للعناء والتعب يعتبر أمراً مبرراً إذا كان للاحتضان مردودات علاجية إيجابية. ولاشك أن لهذه الطريقة مردودات إيجابية في تغيير بعض الأنماط السلوكية لدى الأطفال التوحديين ولكن ذلك لا يعني مطلقاً أن قدرة الطفل على التفاعل والتواصل مع محيطه الاجتماعي قد أصبحت طبيعية وعادية.

علاج الحياة اليومية:

وفقاً لهذا الأسلوب العلاجي يتم التأكيد على النشاطات الجماعية تحت إشراف معلمين مدربين يتولون توجيه الأطفال التوحديين خلال ممارستهم للنشاطات البدنية المكثفة عالية التنظيم بحيث لا تسمح للطفل التوحدي بالانسحاب من النشاط والتقوقع في عالمه الخاص.

إن علاج الحياة اليومية له نتائج إيجابية فيما يتعلق بتمكين الأطفال التوحديين من المشاركة والتفاعل في النشاطات الاجتماعية. ولعل أهم جوانب القوة لدى المدارس التي تطبق هذا الأسلوب عنايتها الخاصة بالتربية الفنية إضافة إلى النشاطات الجماعية التي يتعلم كثير من الأطفال كيفية التعامل معها. (اقرؤوا المزيد عن التوحد مرض علاجه لا ينتهي

هذه أمثلة لأساليب العلاج الحديثة وهناك الكثير من المحاولات التي يتم تجربتها من قبل المدارس والبرامج الخاصة بالأطفال التوحديين.

مما يدل على أن هناك تطلع وتفاؤل مستمر من قبل المشتغلين في ميدان التوحد للتوصل إلى حلول ولو جزئية تساعد في التعامل مع مظاهر التوحد المختلفة وعلى الرغم من كثرة الادعاءات التي يرددها أنصار الأساليب العلاجية المختلفة ومالها من مردودات إيجابية على الأطفال التوحديين فإن الآباء والأمهات مطالبون بتوخي الحيطة والحذر وأن لا يقودهم حبهم لأطفالهم التوحديين وحرصهم على مصلحتهم إلى تصديق كل ما يسمعون، إذ لابد من التحقق من خلال استشارة المختصين والاستفادة من تجارب الآباء والأمهات الآخرين.

3436 مشاهدة
للأعلى للسفل
×