محتويات
القولون
يوجد في الجهاز الهضمي عند الإنسان نوعان من الأمعاء؛ الأمعاء الدقيقة وهي التي تهضم الطعام بعد المعدة، والأمعاء الغليظة وهي التي تتولّى المرحلة الأخيرة من الهضم؛ وتُعرَف هذه الأمعاء باسم القولون، وهو أنبوبة طويلة وكبيرة تُمرر الفضلات إلى خارج الجسم، ويُعتبر القولون أوسع وأكبر من الأمعاء الدقيقة، وأقصر من الأمعاء الدقيقة؛ إذ يصل طول الأمعاء الدقيقة إلى ما يُقارب 6.7 مترًا، أما القولون فيصل طوله إلى 1.8 مترًا فقط، ويُقسم القولون إلى أربعة أجزاء؛ هي القولون الصاعد، والقولون النازل، والقولون المُستعرض، والقولون السيني، وعمومًا تُعتبر وظيفة القولون التخلّص من بقايا الطعام، بعد إزالة العناصر الغذائية والبكتيريا من الطعام، وتُعرَف هذه العملية باسم التمعج؛ وتستغرق حوالي 36 ساعة.[١]
بكتيريا القولون
تتركّز معظم بكتيريا الجهاز الهضمي في الأمعاء والقولون، إذ تعيش أعداد هائلة جدًا من البكتيريا في القولون كذلك أنواع كثيرة، ومنها: البكتيريا اللاهوائية؛ مثل: البكتيريا العصوانية، والعقدية اللاهوائية، والكلوستريديوم، وغيرها، ومن بين جميع هذه الأنواع المختلفة هناك عددٌ كبيرٌ منها مفيدٌ جدًا لصحة الجهاز الهضمي والجسم كاملًا، لكن في المقابل بعض هذه البكتيريا تكون مُمرضة، وتشكّل تهديدًا على الصحة، لا سيّما في حال زيادة أعدادها، أو انتشارها إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، فتوازن هذا النظام البكتيري مهم جدًا لبقاء الجهاز الهضمي سليمًا معافى[٢]،[٣]. تؤدي البكتيرية المعوية عددًا كبيرًا في الوظائف الحيوية المهمة لجهاز الهضم والجسم، ومن ضمن هذه الوظائف[٢]،[٤]:
- المساعدة في عملية الهضم، وذلك بتكسير الأطعمة التي لا تهضم عبر الأمعاء الدقيقة وهضمها؛ كتخمير الكربوهيدرات، والسكريات قليلة التعدد غير القابلة للهضم؛ ذلك لأنّها تتغذّى بشكلٍ أساسي على الكربوهيدرات، بالإضافة إلى دورها في هضم الدهون، والبروتينات، والبوليفينولات.
- تصنيع الفيتامينات والمواد المهمة للجسم، إذ تُساعد البكتيريا المعوية في تصنيع فيتامين ك، وجزء من فيتامينات ب، بالإضافة إلى حمض اللينوليك المقترن الذي يعمل في صورة مضاد لمرض السكري.
- استقلاب الأدوية والمواد الغريبة، تساعد بكتيريا جهاز الهضم في استقلاب الأدوية، والمواد الغريبة التي تدخل الجسم.
- تعزيز جهاز المناعة، تساعد البكتيريا المعوية في دعم الدفاعات الطبيعية للجسم، وحمايته من بعض الميكروبات المُمرضة، وذلك عن طريق تصنيع البروتينات المضادة للميكروبات؛ مثل: كاثليسدسن، وليكتين، وغيرها من البروتينات، كما أنّها تحفز الخلايا على إفراز الغلوبولينات المناعية في الجهاز الهضمي.
بكتيريا القولون والأمراض
بالرغم من الفوائد الصحيّة الكثيرة للبكتيريا المعوية إلا أنّها قد تكون سببًا في حدوث بعض الأمراض في جهاز الهضم وباقي أجزاء الجسم، إذ إنّ بقاء هذه البكتيريا في توازن دائم مهم جدًا لحماية الجسم من أضرارها، أمّا في حال زادت أعداد هذه البكتيرياـ أو حتى قلّت عن المستويات الطبيعية لها، واختلّ توازنها فإنّها تساهم في التسبب في العديد من الأمراض والمشاكل الصحية، التي قد تكون خطيرة في بعض الحالات، ومن ضمن الأمراض التي تُساهم البكتيريا المعوية في حدوثها[٥]:
- السمنة.
- مرض السكري.
- أمراض القلب.
- تؤثر بكتيريا الأمعاء في أيض الجسم.
- أمراض الأمعاء الالتهابية، بما في ذلك: مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي.
المحافظة على توازن بكتيريا القولون
من المُهم الحفاظ على توازن البكتيريا المعوية الحيوي داخل الأمعاء وباقي أجزاء الجهاز الهضمي، وذلك عن طريق النظام الغذائي، فهناك بعض الأطعمة المُفيدة والمُهمّة لهذه البكتيريا لمساعدتها في أداء وظائفها الحيوية في الجسم، وفي المقابل هناك بعض الأطعمة الضارة بهذه البكتيريا، فيجب الانتباه إلى النظام الغذائي لضمان بقاء البكتيريا المعوية ضمن توازنها الطبيعي[٦].
- الأطعمة المفيدة لبكتيريا القولون:
- الحبوب الكاملة، التي تُعدّ مصدرًا غنيًا بالألياف، التي تستخدمها بعض أنواع بكتيريا القولون في صورة مصدر غذائي لها.
- الفواكه، والخضروات؛ لاحتوائها على نسب عالية من الألياف.
- المكسرات؛ لاحتوائها على نسب عالية من الألياف، والدهون الصحية التي تلزم لتكاثر البكتيريا بشكلٍ صحي.
- الأطعمة الغنية بالبوليفينول؛ كالشوكولاتة الداكنة، والشاي الأخضر.
- الأطعمة المتخمرة؛ كاللبن، وذلك لاحتوائها على بعض الأنواع من البكتيريا التافعة.
- الأطعمة الضارة ببكتيريا القولون:
- السكريات، إذ تحفّز نمو البكتيريا الضارة في جهاز الهضم.
- المحليّات الصناعية، التي تقلّل من البكتيريا النافعة في الأمعاء.
- الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة وغير الصحية، التي تُساهم في نمو البكتيريا المسببة للأمراض.
المراجع
- ↑ Alina Bradford, Live Science Contributor (25-3-2016), "Colon (Large Intestine): Facts, Function & Diseases"، www.livescience.com, Retrieved 23-12-2018. Edited.
- ^ أ ب "Bacteria and the large intestine", loveyourgut,2011-2-28، Retrieved 2019-4-23. Edited.
- ↑ Sherwood L. Gorbach, "Microbiology of the Gastrointestinal Tract"، ncbi, Retrieved 2019-2-23. Edited.
- ↑ Sai Manasa Jandhyala, Rupjyoti Talukdar, Chivkula Subramanyam, (2015-8-7)، "Role of the normal gut microbiota"، ncbi, Retrieved 2019-2-23. Edited.
- ↑ "What Your Gut Bacteria Say About You", webmd, Retrieved 2019-4-23. Edited.
- ↑ Ruairi Robertson (2018-2-13), "How Your Gut Bacteria Can Influence Your Weight"، healthline, Retrieved 2019-4-23. Edited.