محتويات
بكتيريا في البول
يُقصَد ببكتيريا البول التهاب المسالك البولية، وهو عندما تدخل البكتيريا إلى البول وتنتقل إلى المثانة، إذ يسبّب التهاب المسالك البولية أكثر من 8.1 مليون زيارة لمراجعة الطبيب كلّ عام، وحوالي 60% من النساء و12% من الرجال يعانون من إصابةٍ واحدة على الأقلّ من التهاب المسالك البولية خلال حياتهم.[١]
يكمن دور المسالك البولية في تركيز البول وتخزينه، فالبول هو من أنواع الفضلات في الجسم، إذ يتكوّن البول في الكلى وينتقل إلى المثانة عن طريق الحالب، فتخزّن المثانة البول حتّى إفراغه عن طريق التبوّل عبر مجرى البول، ويقع مجرى البول في نهاية القضيب عند الذّكور وفوق فتحة المهبل عند الأنثى.[١]
كما أنّ الكليتين هما زوج من الأعضاء بحجم اليد في الظّهر ترشّحان الفضلات السائلة من الدم لإزالتها من الجسم بصورة بول، وتوازن الكلى بين مستويات العديد من المواد الكيميائية في الجسم، مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والفوسفور وغيرها، وتحافظ على حموضة الدم، كما تُفرَز أيضًا بعض الهرمونات من الكلى، إذ تساعد هذه الهرمونات على التحكّم بضغط الدم، وزيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتكوين عظامٍ قوية.[١]
أنواع بكتيريا المسالك البولية
توجد أنواع مختلفة من بكتيريا المسالك البولية أو التهابها، إذ تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الالتهابات تتباين في شدة أعراضها وعلاماتها، وهي مفصّلة كالآتي[٢]:
- التهاب الإحليل: هو التهاب مجرى البول؛ أيّ الأنبوب الناقل للبول خارج الجسم، وقد يحدث هذا الالتهاب في بعض الأحيان عن طريق الاتصال الجنسي.
- التهاب المثانة: هذا النوع من التهابات المسالك البولية يشيع حدوثه لدى النّساء، ويحدث التهاب المثانة عندما تنتقل البكتيريا من الإحليل وتستقرّ في بطانة عضلة المثانة، وبالرّغم من أنّ هذه العدوى مؤلمة ومزعجة إلّا أنّها ليست خطيرةً، لكن إذا تُرِكَت العدوى دون علاج فإنّها قد تنتقل وتصيب الكليتين.
- التهاب الحُويْضَة والكلية: هي العدوى التي تبدأ عادةً في المثانة وتنتقل في مجرى البول إلى واحدة من الكليتين أو كلتيهما، وفي حالاتٍ نادرة يمكن أن تؤدّي التهابات الكلى إلى مشكلات صحيّة خطيرة، لكن العلاج السريع يمنع معظم المضاعفات.
أعراض وجود البكتيريا في البول
يتسبب وجود البكتيريا في البول في حدوث نوعين من الأمراض في المسالك البولية، إذ تسبب عدوى في المثانة، أو قد تتطور وتُسبب عدوى في الكلى، ويُصاحب وجود البكتيريا في البول ظهور العديد من الأعراض التي تتراوح في شدتها ما بين طفيفة إلى شديدة، ذلك اعتمادًا على عمر المريض، وجنسه، وحالته الصحية العامة، والجزء المصاب من الجهاز البولي، ووجود أمرض أخرى، ومن ضمن الأعراض التي تسببها التهابات مجرى البول والمثانة:[٣]
- التبول بكثرة وبشكل مُتكرر ومتقطّع.
- الشعور بألم حاد وحرقان عند التبوُّل.
- تغيرات على البول؛ كتحوّل البول إلى اللون الغائم المعكّر، أو وجود الدم مع البول، أو البول ذو الرائحة القوية.
- ألم في منطقة الحوض عند النساء، وفي منطقة المستقيم عند الرجال.
- آلام في منطقة أسفل البطن وتشنجات.
- ألم في المنطقة أسفل الظهر.
أمّا الالتهابات التي تؤثر في الحالب والكليتين فعادةً ما تصبح أكثر حدّة وأكثر خطورة، حيث وصول البكتيريا إلى الكليتين قد يسبب انتشارها ووصولها إلى الدم، والتسبب بحالة ما تُعرَف بتسمم الدم، وأعراض الإصابة بعدوى أو التهاب الكلى جرّاء وجود بكتيريا في البول أكثر حدّة، ومن ضمن هذه الأعراض:[٣]
- الحمّى، خاصة عند إصابة الأطفال بهذه البكتيريا.[٤]
- ألم حاد في الكلى.
- الغثيان، والتقيؤ.
- آلام في العضلات، وآلام في منطقة البطن.
- التعب العام، والإرهاق.
- الشعور بالبرد، والقشعريرة.
- فقدان التركيز، وقد تحدث بعض التغييرات العقلية.
أسباب وجود البكتيريا في البول
تبدأ التهابات المسالك البولية بسبب وصول البكتيريا إلى أجزاء المسالك البولية المختلفة عبر مرورها من خلال الإحليل، ثمّ تبدأ في التكاثر داخلها والانتشار، وتفشل آليات الدفاع في جهاز المناعة داخل الجسم في القضاء عليها، فتنمو وتتكاثر وتنتشر لتصبح عدوى وتُسبب التهابًا في المسالك البولية، فوجود البكتيريا في البول ناجم عن عدة أسباب، ومن أهمها:[٤]،[٥]
- الحالات التي تُسبب ضعفًا في الجهاز المناعي؛ مثل: مرض السكري، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، أو خلال مرحلة العلاج الكيميائي.
- الحالات التي تتسبب في عدم تفريغ المثانة بشكل كامل؛ مثل: الإصابة بتضخم البروستات عند الرجال، والإمساك عند الأطفال.
- إجراء قسطرة بولية.
- الحالات التي تُسبب انسدادًا في المسالك البولية؛ مثل: حصى الكلى.
- حالات العدوى المنقولة جنسيًا؛ مثل: الهربس، والسيلان.
- طبيعة الجهاز البولي لدى الإناث؛ حيث مجرى البول لدى المرأة أقصر منه لدى الرجل، مما يُسهّل وصول البكتيريا من الشرج إلى المثانة.
- وجود بكتيريا الاشريكية القولونية في الجسم، وانتقالها من الجهاز الهضمي إلى مجرى البول.
- التشوهات الهيكلية والوظيفية الخلقية في المسالك البولية؛ كالارتجاع الحويصلي.
- التاريخ العائلي للمرض.
- انقطاع الطمث الذي يؤدي إلى انخفاض نسبة هرمون الإستروجين، مؤديًا إلى حدوث تغييرات في المسالك البولية.
- استخدام بعض الأنواع من وسائل تحديد النسل.
- تناول بعض الأنواع من المضادات الحيوية.
عوامل تزيد خطر الإصابة ببكتيريا البول
ومن عوامل الخطر التي تهدد بالإصابة بالتهاب المسالك البولية لدى كلا الجنسين فتشمل الآتي:[٥]
- اضطرابات أداء الجهاز البولي: فالأطفال الذين يولدون باضطرابات في المسالك البولية قد لا يستطيعون إخراج البول من الجسم طبيعيًا، بالتالي يسبّب تراكم البول في الإحليل الإصابة بالتهاب المسالك البوليّة.
- الانسداد في المسالك البولية: من الممكن لتضخّم البروستاتا أو تراكم حصى الكلى أن يحبس البول في المثانة ويرفع من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
- ضعف الجهاز المناعي: من الممكن للإصابة بمرض السكري وغيره من الأمراض إضعاف الجهاز المناعي، وقدرته على الدّفاع عن الجسم ضدّ الجراثيم، ممّا يرفع من معدّل خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
تشخيص بكتيريا البول
لتشخيص الحالة يبدأ الطبيب بالفحص السريري للمريض، وسؤاله عن الأعراض التي يعاني منها، ومن ثم تُرسَل عينة من البول للمختبر إذ يُنفّذ تحليل البول للكشف عن وجود بكتيريا أو خلايا الدم البيضاء، أو خلايا الدم الحمراء، بالإضافة إلى زراعة عينة البول لتحديد نوع البكتيريا المسببة للالتهاب، وقد يلجأ المريض إلى إجراء التصوير الإشعاعي، أو التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيس، لا سيّما في حالات الالتهابات المتكررة، بالإضافة إلى إمكانية استخدام القسطرة للكشف الدقيق عن صحة المسالك البولية. [٥]،[٦]
علاج بكتيريا البول
بعد التشخيص الدقيق للحالة وتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى تبدأ مرحلة العلاج، وتجدر الإشارة إلى أنّه تُعالَج الإصابة ببكتيريا البول بسهولة، لكن قد تتكرر مرةً أخرى خاصة لدى النساء، إذ تُعدّ نسبة الإصابة لديهن أكبر من الرجال؛ ذلك بسبب طبيعة أجسامهن وطبيعة تركيب الجهاز التناسلي الأنثوي، ويلجأ الطبيب في العلاج إلى:[٥]،[٦]
- المضادات الحيوية، هي خطّ العلاج الأول لمعالجة التهابات المسالك البولية، ويختلف نوع المضاد الحيوي الموصوف من الطبيب باختلاف نوع البكتيريا المسببة للالتهاب، وتجدر الإشارة إلى ضرورة اتباع تعليمات الطبيب في ما يخصّ نوع المضاد الحيوي، والجرعة، ومدة تناولها.
- المضادات الحيوية عبر الوريد، لحالات الالتهاب المتكررة.
- مضادات الالتهاب ومسكنات الألم، لتخفيف الآلام الناجمة عن الالتهاب، لا سيّما تلك الآلام التي ترافق عملية التبوّل.
- العلاج بالإستروجين عن طريق المهبل، تُستخدم هذه الطريقة في علاج الالتهابات لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
الوقاية من بكتيريا البول
الجميع معرّضون للإصابة بالتهابات المسالك البولية في الأوقات جميعها، وهناك مجموعة من الخطوات التي قد تساعد في منع حدوث هذه الالتهابات، ومنها:[٣]،[٤]
- الإكثار من شرب الماء، بحيث شرب من ستة إلى ثمانية أكواب يوميًا.
- عدم الاحتفاظ بالبول لمدة طويلة من الزمن.
- التأكد من إفراغ المثانة بشكل كامل.
- استخدام هرمون الاستروجين الموضعي الموصوف من الطبيب الاختصاصي للنساء في مرحلة بعد انقطاع الطمث.
- تناول المضادات الحيوية الوقائية الموصوفة من الطبيب بعد الجماع لدى الأشخاص الذين يعانون من الالتهابات المتكررة.
- ارتداء الملابس الداخلية القطنية الفضفاضة، والابتعاد عن الملابس الضيقة.
مضاعفات وجود البكتيريا في البول
تؤدي الإصابة بالتهابات المسالك البولية -نادرًا- إلى حدوث مضاعفات عند معالجتها بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب، لكنّ ترك هذه الالتهابات دون علاج يؤدي إلى حدوث مضاعفات قد تصبح خطيرة في بعض الحالات، ومنها:[٥]،[٧]
- تكرار الإصابة بالعدوى والالتهاب، لا سيّما لدى النساء اللاتي أُصبن بالعدوى مرتين أو أكثر خلال ستة أشهر، أو أربع مرات أو أكثر خلال عامٍ واحد.
- تلف الكلى الدائم.
- زيادة فرص حدوث الولادة المبكرة، وإنجاب أطفال منخفضي الوزن لدى النساء الحوامل.
- تضيّق مجرى البول لدى الرجال.
- الإنتان وتسمّم الدّم، هي من مضاعفات العدوى الخطيرة التي قد تهدّد الحياة.
المراجع
- ^ أ ب ت "What is a Urinary Tract Infection (UTI) in Adults?", www.urologyhealth.org, Retrieved 29-08-2019. Edited.
- ↑ "Urinary tract infections (UTI)", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 29-08-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Verneda Lights and Elizabeth Boskey (2017-8-2), "Everything You Need to Know About Urinary Tract Infection"، healthline, Retrieved 2019-9-30. Edited.
- ^ أ ب ت "Urinary tract infections (UTIs)", nhs, Retrieved 2019-9-30. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Urinary tract infection (UTI)", mayoclinic, Retrieved 2019-9-30. Edited.
- ^ أ ب Holly Pevzner (2018-3-5), "Everything You Need to Know About Urinary Tract Infections (UTIs)"، everydayhealth, Retrieved 2019-9-30. Edited.
- ↑ James McIntosh (2018-11-6), "What to know about urinary tract infections"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-9-30. Edited.