محتويات
بماذا أهلك الله قوم ثمود؟
سبب إهلاك قوم ثمود
أرسل الله تعالى نبيّه صالحًا -عليه السلام- إلى قوم ثمود؛ ليهديهم إلى طريق الحقّ والإيمان بالله وحده لا شريك له ويتقرّبوا لله تعالى، قال تعالى: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فيها فَاستَغفِروهُ ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي قَريبٌ مُجيبٌ)،[١] لكنّ قوم ثمود كذبوه في دعوته ونبوته، وطالبوه بدليلٍ على صدق نبوّته؛ فطلبوا منه إن كان نبيًّا أن يُخرج ناقةً من الصّخر؛ فاستجاب الله تعالى لسيدنا صالح -عليه السّلام- وأخرج ناقةً عظيمةً من الصخرة، وأمر قومه أن يكون ماء البئر مقسومًا بينهم وبين هذه الناقة؛ يومٌ كاملٌ لها لتشرب منه ويومٌ لهم، قال -تعالى- على لسان صالح -عليه السلام-: (قَالَ هَـذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ* وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ)،[٢] إلّا أنّ قوم ثمود لم يُعجبهم أن تقاسمهم الناقة الماء، إلّا أنّ قوم صالح قتلوا الناقة ولم يستجيبوا لتحذير صالح -عليه السلام-.[٣]
كيف أهلك الله قوم ثمود؟
بعد قتل قوم ثمود للنّاقة، أنذرهم صالح بقرب وقوع عذاب الله -تعالى- فما كان منهم إلّا أن استكبروا وتحدّوا صالحًا بأن يأتيهم بالعذاب الذي يعدهم به، قال الله تعالى على لسانهم: (فَعَقَرُوا النّاقَةَ وَعَتَوا عَن أَمرِ رَبِّهِم وَقالوا يا صالِحُ ائتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ المُرسَلينَ)،[٤] فأرسل الله -تعالى- على قوم ثمود صيحةً عظيمةً ارتجّت بسببها الأرض، وتقطّعت بفعلها قلوبهم، وتركتهم جثثًا هامدةً في بيوتهم جاثمين على ركبهم، فأهلكهم الله تعالى بهذه الصّيحة؛ لقاء تكذيبهم بالله تعالى، وأنجى الله تعالى نبيّه صالحًا -عليه السلام- ومن آمن معه، قال الله تعالى: (فَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزيزُ* وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ* كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ).[٥][٦][٣]
تعريفٌ بقوم ثمود
قوم ثمود هم قبيلةٌ من قبائل العرب البائدة، يرجعون في نسبهم إلى ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نبي الله نوح -عليه السلام-، جاؤوا بعد قوم عادٍ، وقد ذكرهم الله -تعالى- في القرآن الكريم سبعًا وعشرين مرَّةً، إحداها باسم: "أصحاب الحجر" في قوله تعالى: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ)؛[٧] وذلك لأنّهم كانوا يسكنون في منطقةٍ تعرف بالحجر، وتقع -حسب كثيرٍ من المؤرّخين- بين الحجاز والشام، وقد كان قوم ثمود أصحاب حضارةٍ؛ فعرفوا بالزراعة، واشتهروا بالعمران والبنيان؛ حيث كانوا يشيّدون بيوتهم وينحتونها في الصخر، قال الله -تعالى- في وصف حالهم وما كانوا فيه من الرفاهية والنعم: (وَاذكُروا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ عادٍ وَبَوَّأَكُم فِي الأَرضِ تَتَّخِذونَ مِن سُهولِها قُصورًا وَتَنحِتونَ الجِبالَ بُيوتًا فَاذكُروا آلاءَ اللَّـهِ وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ).[٨][٩][٦]
المراجع
- ↑ سورة هود، آية:61
- ↑ سورة الشعراء، آية:155-156
- ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 166-169. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:77
- ↑ سورة هود، آية:66-68
- ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 94-100. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية:80
- ↑ سورة الأعراف، آية:74
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 32. بتصرّف.