محتويات
البوسبيرون
يُعرف البوسبيرون (Buspirone) بأنَّه أحد الأدوية المضادَّة للقلق التي تتوفّر على شكل أقراص فمويَّة، تُصرَف بوصفة طبيَّة، وعلى الرغم من عدم فهم آليَّة عمله تحديدًا فقد يقلَّل هذا الدواء كميَّة مادَّة السيروتونين (ناقل عصبي) وتأثيرها في أجزاء محدَّدة من الدماغ، وفي هذا المقال عرض لأهم المعلومات المتعلِّقة بدواء البوسبيرون.[١][٢]
استخدامات البوسبيرون
يُستخدم هذا الدواء لعلاج اضطرابات القلق، أو يُستخدم لمدة علاجيَّة قصيرة في علاج أعراض القلق، ولا يُقصد بها أعراض القلق الروتينية النّاتجة عن مشكلات يومية،[٣] كالدوخة، والخوف، والتوتر، وتسارع معدل نبضات القلب، والتهيُّج، والأعراض الجسديَّة الأخرى التي ترافق حالات القلق،[٢] لذا فهو قد يساعد في تصفية الذهن والتفكير بوضوح أكثر، والاسترخاء، والمشاركة في أنشطة الحياه اليوميَّة،[٤] وفي الحقيقة لا ينتمي هذا الدواء إلى مجموعة الأدوية المضادّة للذهان، ويجب ألّا يوصف بديلًا عن الأدوية التي تُستخدم لعلاج الاضطرابات الذهانيَّة.[٢]
جرعات البوسبيرون وطريقة الاستخدام
يؤخذ هذا الدواء عن طريق الفم، عادةً 2-3 مرات في اليوم بناءً على توصيات الطبيب،[٤] هذا يعني أنَّه يُؤخذ مرَّةً صباحًا ومرةً مساءً في حال تناوُله مرتين يوميًّا، ومن الأفضل أنْ تفصل بين الجرعتين مدّة 10-12 ساعةً، أمَّا في حال تناوله ثلاث مرات في اليوم فيؤخذ مرةً صباحًا ومرةً في وقت مبكر من الظهيرة ومرة مساءً، ومن الأفضل أنْ تفصل بين الجرعات 6 ساعات.[٥]
يجب الإشارة إلى ضرورة الالتزام بتناول الدواء باستمرار، إمَّا مع الطعام دائمًا، وإمَّا دون طعام دائمًا، فمن الضروري اختيار طريقه واحدة لتناوله والانتظام عليها يوميًّا، كما يجب الحرص على قراءة التعليمات المُرفقة مع الدواء بعناية، وسؤال الطبيب أو الصيدلاني حول أي معلومات غير واضحة، ويجب الالتزام بتناوله تمامًا بناءً على التوجيهات التي يقدِّمها مزوِّد الرعاية الصحيَّة، دون زيادة الجرعة الدوائيَّة أو تقليلها.[٣][٤]
يتوفر هذا الدواء على شكل أقراص فمويَّة، بقوة 5، 7.5، 10، 15، 30 ملغرامًا،[٦] ويمكن تقسيم القرص للحصول على الجرعة الصحيحة والملائمة،[٤] ويعتمد تحديد الجرعة الدوائية وشكل الدواء وعدد مرَّات تناوُله على عوامل عِدَّة، أبرزها نوع المشكلة الصحيَّة التي يُعانيها الفرد، وعمره، وكيفيَّة تفاعله مع الجرعة الأولى من العلاج، وشِدة الحالة الصحيَّة لديه، ووجود مشكلات صحيَّة أخرى يُعانيها، ويجب الإشارة إلى عدم إمكانيَّة شمل جميع الجرعات في هذا الجزء، فالمعلومات التالية ليست بديلةً عن الاستشارة الطبيَّة، ويجب دائمًا الأخذ بمشورة الطبيب أو الصيدلاني حول الجرعات الدوائيَّة المناسبة، وعمومًا تُعطى جرعات هذا الدواء لعلاج اضطرابات القلق كما يأتي:[٦]
- جرعة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-64 سنةً: تُعطى الجرعة الابتدائية من هذا الدواء بقوة 15 ملغرامًا مرَّةً واحدةً يوميًّا، أو 7.5 ملغرام مرتين يوميًّا، ومن المُمكن أنْ يبدأ الطبيب بزيادة الجرعة الدوائيَّة كل 2-3 أيام بمقدار 5 ملغرام في اليوم، أمَّا الجرعة اليوميَّة القصوى فهي تعادل 60 ملغرامًا.
- الأطفال تحت سن 18 عامًا: لا يُستخدم هذا الدواء للأطفال تحت عمر 18 عامًا؛ إذْ لا تتوفر معلومات كافية حول فعاليَّة استخدامه أو أمانه في علاج الأطفال لفترة طويلة.
- كبار السنّ الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا: من المُمكن أنْ تتم مُعالجَة هذا الدواء ببطء في أجساد كبار السن، ويُعزى ذلك إلى احتماليَّة انخفاض كفاءة عمل الكلى مع تقدُّم العمر، ويُسفر عن ذلك وجود الدواء بكميَّات كبيرة في الجسم وارتفاع خطورة الأعراض الجانبيَّة، ولمنع تراكمه بكميَّات كبيرة في الجسم قد يبدأ الطبيب في هذه الحالة بخفض الجرعة الدوائيَّة أو تغيير جدول مواعيد الجرعات.
الأعراض الجانبية للبوسبيرون
إلى جانب تأثيره العلاجي في تخفيف أعراض القلق قد يرافق استخدام دواء بوسبيرون ظهور عدد من الأعراض الجانبيَّة النادرة التي تستدعي طلب الرعاية الطبيَّة الفوريَّة، منها:[٧]
- تسارع نبض القلب، أو خفقان القلب.
- الحمَّى.
- الشعور بالألم في الصدر.
- الضعف العضلي.
- الارتباك.
- الخدر أو النخز أو الألم في اليدين أو القدمين.
- التيبُّس في الساقين أو الذراعين.
- الاكتئاب.
- عدم السيطرة على حركة الجسم.
- التهاب الحلق.
- الشرى، أو الطفح الجلديّ.
- فقدان التّوازن والتنسيق البدني الحركي.
كما أنَّ بعض الأعراض الجانبيَّة لدواء البوسبيرون لا تستدعي طلب الرعاية الطبيَّة الفوريَّة، فربما تزول من تِلقاء نفسها مع استمرار العلاج، وقد يقدِّم اختصاصي الرعاية الصحيَّة وسائل لمنع بعض هذه الأعراض الجانبيَّة أو تخفيفها، ومن أكثرها شيوعًا توتُّر الأعصاب، والشعور بالانفعال غير الطبيعي، والتَّملمُل أو عدم القدرة على الاسترخاء، أمَّا الأعراض الجانبيَّة الأقل شيوعًا أو النادرة التي لا تستدعي طلب الرعاية الطبيَّة الفورية فمنها ما يأتي:[٧]
- انخفاض التركيز.
- تشوش الرؤية.
- التيبس أو الألم أو التشنج العضلي.
- جفاف الفم.
- التعرق.
- الإسهال.
- التعب، أو الضعف غير الاعتيادي.
- اضطرابات النوم، أو الكوابيس، أو أحلام اليقظة.
- النعاس.
- الطنين في الأذن.
تفاعلات البوسبيرون مع الأدوية الأخرى
يتسبب التداخل الدوائي بزيادة فرصة حدوث الأعراض الجانبيَّة الشديدة أو تغيير كيفيَّة عمل الدواء، لذا يجب تحضير قائمة تضم كافَّة الأدوية والمنتجات العشبية التي يتناولها الفرد، ومشاركتها مع الطبيب أو الصيدلاني، وفي ما يأتي أهم التداخلات بين البوسبيرون والأدوية الأخرى:[٤]
- مثبطات أكسيداز أحادي الأمين أو اختصارًا (MAO): منها سافيناميد (Safinamide)، وموكلوبيميد (Moclobemide)، وإيزوكاربوكسازيد (Isocarboxazid)، فتناوُل هذه الأدوية مع البوسبيرون قد يتسبَّب بحدوث تداخل دوائي خطير، لذا يجب الحرص على تجنُّب تناول أيْ من الأدوية التي تنتمي إلى مجموعة (MAOIs) أثناء فترة العلاج بالبوسبيرون وتوقيفها قبل وبعد أسبوعين من بِدء تناوله.
- مضادات الاكتئاب: منها مضادات الاكتئاب ثلاثيَّة الحلقات، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أو اختصارًا (SSRIs).
- الأدوية التي تؤثر على بعض إنزيمات الكبد: فتبطئ طرح الدواء من الجسم، ومنها ديلتيازيم (Diltiazem)، وريتونافير (Ritonavir)، والآزولات من مضادات الفطريات، ومن الأمثلة عليها إيتراكونازول (Itraconazole)، وكيتوكونازول (Ketoconazole).
- الأدوية التي تؤثر على أنواع معيَّنة من إنزيمات الكبد: إذ تزيد سُرعة طرح الدواء من الجسم، منها الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)، وريفاميسِن (Rifamycin)، وأنواع معينة من مضادات الاختلاجات، مثل: فينوباربيتال (Phenobarbital)، وفينيتوين (Phenytoin).
- الأدوية التي تسبب النعاس: مثل المسكّنات الأفيونية، وأدوية القلق والنوم، مثل: لورازيبام (Lorazepam)، والبرازولام (Alprazolam)، وزولبيديم (Zolpidem)، والمرخيات العضليَّة، مثل سيكلوبينزابرين (Cyclobenzaprine)، أو مضادات الهستامين، مثل دي فين هيدرامين (Diphenhydramine).
- أنواع معيَّنة من المضادات الحيوية: التي تسبِّب زيادة مستويات البوسبيرون في الجسم وزيادة فرصة الإصابة بتأثيراته الجانبيَّة، ومن الأمثلة على هذه المضادات الحيوية إريثروميسين (Erythromycin)، وتيليثرومايسين (Telithromycin)، وكلاريثروميسين (Clarithromycin).[٦]
تفاعلات البوسبيرون مع الأطعمة
يُسفر عن تناول دواء البوسبيرون مع عصير الجريب فروت ارتفاع مستويات هذا الدواء في الدم، وزيادة فرصة ظهور أعراضه الجانبيَّة، لذا يُنصح بتجنب شرب كميَّات كبيرة من عصير الجريب فروت أو فاكهة الجريب فروت أثناء فترة العلاج بدواء البوسبيرون.[٨][٦]
مخاطر الجرعة الزائدة من البوسبيرون
تتمثّل أعراض تناول جرعة زائدة من دواء البوسبيرون بالدوخة، والتشوش في الرؤية، والغثيان، والنعاس، والتقيُّؤ، واضطراب المعدة، وفي هذه الحالة يجب التواصل مع مركز السيطرة على السموم في أقرب وقت لاتِّخاذ الإجراءات اللَّازمة، وقد يستدعي الأمر طلب الطوارئ فورًا في حال ظهور مشكلات وأعراض أكثر خطورةً، كتدهور الحالة الصحيَّة، أو حدوث التشنُّجات، أو صعوبة التنفس، أو عدم الاستيقاظ.[٣]
مخاطر إهمال تناول جرعة البوسبيرون الموصوفة
يوصف هذا الدواء لعلاج قصير الأجل أو طويل الأجل اعتمادًا على نوع المُشكلة التي يُعالِجها، وفي حال التوقف عن تناوله أو عدم تناوله كليًّا قد تستمر أعراض القلق عند المصاب أو تزداد سوءًا، كما يتسبَّب نسيان الجرعات العلاجيَّة أو عدم الانتظام بتناول الدواء في مواعيد محدَّدة تأثُّر فعاليَّته في الجسم، فمن الضروري بقائه بكمية محددة في الجسم في جميع الأوقات لضمان عمله وتأثيره.[٦]
أمَّا في حال نسيان الجرعة فيجب على الفرد أخذ الجرعة الدوائيَّة في أقرب فُرصة ممكنة عند تذكرها، لكنْ عليه تفويتها في حال اقتراب موعد الجرعة التي تليها، والاكتفاء بتناول جرعة واحدة فقط عندما يحين موعد الجرعة التالية، فمن الضروري تجنُّب أخذ جرعة مضاعفة من الدواء في وقتٍ واحد؛ لما قد يسبِّبه ذلك من ظهور أعراض جانبيَّة خطيرة.[٦]
كل ما ذُكر عن الدواء استند إلى النشرة الطبية الخاصة به، ولكن لا يُغني ذلك عن استشارة الطبيب.
المراجع
- ↑ "Description and Brand Names", mayoclinic, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Buspirone ", drugs, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Buspirone", medlineplus, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Buspirone ", webmd, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ↑ "Buspirone for anxiety disorders", medicinesforchildren, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Buspirone, Oral Tablet", healthline, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Buspirone Side Effects", drugs, Retrieved 16-5-2020. Edited.
- ↑ "BUSPAR", rxlist, Retrieved 16-5-2020. Edited.