مجال بحث الألوان وعلاقتها بحياتنا لا يزال قيد التطوير، لكن هل حدث وتأمّلنا لنعرف حقيقة تأثير الألوان على حياتنا؟ التفاصيل في المقال.
الألوان التي تحيط بنا قد تضفي على أيامنا نكهة جديدة، لكن هل خطر ببالنا أنّه من الممكن أن يكون تأثيرها على صحتنا وحياتنا أعمق من ذلك؟ فلنتعرف أكثر عن تأثير الألوان على حياتنا في ما يأتي:
تأثير الألوان على حياتنا
إن تأثير الألوان على حياتنا أمر جدًا هام، حيث يكون التأثير على كل مما يأتي:
1. الذاكرة
ذاكرتنا قد تتأثر فعلًا بالألوان التي تحيط بنا، لكن هذا لا يعني أنّ الألوان تقوّي الذاكرة أو تضعفها، بل أنّ ذاكرتنا تتأثر من حيث نوعية الذكريات التلقائية التي تنجم عنها، فعلى الأرجح أنّنا سنتذكّر الكلمات والمواقف المتفائلة الإيجابية في حال كانت بيئتنا خضراء مثلاً، بينما نتذكر أمورًا وتعبيرات سلبية عندما نكون في بيئة يطغى عليها اللون الأحمر.
2. الرغبة والانجذاب الجنسي
في موضوع الانجذاب الجنسي فيبدو أنّ كلا الجنسين قد ينجذب أكثر في حال كان الطرف الآخر يرتدي لونًا أحمر.
بالطبع لا نقصد هنا أنّ من يرتدي اللون الأحمر سيكون محبوبًا أكثر، لكنّه سيلفت الانتباه بالبداية على الأقل.
3. الشّهية
قد يبدو ذلك غريبًا بالنسبة لنا، لكن لون الطبق الذي تضع به طعامنا يوميًا من شأنه أن يؤثّر بشكل كبير على كمية الطعام المتناولة، فكلّما كان التباين بين لون الطبق ولون الطعام بداخله أكبر، كلّما قلّت الكميّة التي نستهلكها.
أمّا بالنّسبة للأطفال، فكلّما أضفنا ألوانًا أكثر في الطبق، كلّما أبدوا استعدادًا أكبر للتذوّق والأكل والشهية المفتوحة.
4. المشاعر والعواطف
وُجد أنّ اللون الأخضر يميل إلى تعزيز المشاعر الإيجابية وتعميقها في حين يخفف من حالة الاستنفار والعصبية، ولا تزال الأبحاث تدرس إن كان تأثير اللون الأبيض والوردي يحظيان بنفس التأثير.
اللون الأحمر فله تأثير معاكس تمامًا، حيث يُعزز المشاعر التي تخلق في الجسم حالة من الضغط والاستنفار، إذ يرتبط في الدماغ مع الخطر والتأهّب، الأمر الذي يؤثّر على سرعة ودقة ردود أفعالنا، فنصبح سريعين في رد الفعل لكن غير دقيقين.
من هنا قد ينفع اللون الأحمر عندما نمارس عملًا أو نشاطًا يستدعي بذل مجهود دون تركيز عميق، بينما الألوان المذكورة سابقًا للاسترخاء والتأمل عميقًا.
5. العلاقة مع الأصحاب
من منا لا يريد أن يحيط نفسه بالأصدقاء؟ لكن هل نعلم أنّ من شأن ألوان بيتنا أن تعزّز من علاقاتنا مع أصحابنا.
طلاء الجدران بالألوان: الوردي، والأخضر والأبيض، والمحافظة على بيئة بهذه الألوان قد تساعد في رفع مشاعر الود وتعزيزها، فتجعل من السهل علينا التقاط حتى تعابير الوجه السعيدة والراضية الأمر الذي يحافظ على بيئة وديّة أكثر لطفًا.
6. الساعة الداخلية
لقد وجد العلماء أنّ الضوء الأزرق الساطع يساعد في إعادة ضبط إيقاعنا اليومي في حال فقدنا السيطرة عليه، حيث أنّ اللون الأزرق قد يكون له تأثير إيجابي وفعال على الأنماط البدنية، والعقلية والسلوكية التي نكررها خلال أيامنا، كروتين استيقاظنا صباحًا، أو الشعور بالجوع عند تفويت ساعة الغداء مثلًا.
لا يزال العلماء يدرسون مدى تأثير اللون الأزرق على المشكلات المزاجية، حيث يفترض أن يكون ذا تأثير إيجابيّ في هذا المضمار أيضًا.
7. الطاقة
يجب أن نحرص على ممارسة الرياضة في الأماكن المفتوحة والخضراء في الطبيعة، حيث يبدو أنّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة في بيئة خضراء يبدون سعادة أكثر من الذين يمارسونها في أماكن مغلقة.
بالإضافة إلى ذلك فإن وجود مساحة خضراء بجانب البيت سواء كانت حديقة عامّة أم شخصيّة تؤثّر على صحتنا ككل وخصوصًا العقلية.
8. الصداع النصفي
إن كنا نعاني من الصداع النصفي فلربّما نشعر بأنّنا غير قادرين على الانكشاف لأي ضوء وأي لون، فالأطوال الموجيّة للضوء الأزرق والأحمر مثلًا تؤثّر سلبًا وتزيد الأمر سوءًا.
كل أضواء الألوان قد تزعنا في هذه الحالة، ما عدا الضوء الأخضر، لكن المشكلة تكمن في صعوبة فصل موجات اللون الأخضر عن باقي الألوان في الظروف الطبيعية في الحياة وخارج المختبر.
يمكن في هذه الحالة وضع مصابيح خاصة أو نظارات شمسية تعمل على عزل الأطوال الموجية الخضراء، لكنّنا نحتاج لتصنيع منتجات كهذه وإتاحتها في الأسواق.
خلاصة تأثير الألوان على حياتنا
الخلاصة هي أن الألوان وخاصةً الأخضر والأزرق والأبيض والأحمر لها تأثير جدًا فعال على حياتنا، لذا يجب التركيز على هذه الألوان على وجه الخصوص وربطها بالأحداث المختلفة.