تأثير التغيرات المناخية على البشر

كتابة:
تأثير التغيرات المناخية على البشر


ما هو التغيّر المناخي؟

هو تغيّرات طويلة الأمد تظهر بشكل واضح على عوامل الطقس في بعض المناطق على الكوكب، أو على كوكب الأرض كاملاً، ويظهر تأثيره من خلال ارتفاع درجات حرارة الأرض، وجفاف الأرض وتصحّرها، وشح المياه، كما أن سخونة الأرض تزيد ذوبان الجليد، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر ثم حدوث الفيضانات.[١][٢]


ما هو سبب التغيّر المناخي؟

تعتبر الأنشطة البشرية الصناعية هي المسبب الرئيسي وراء التغيّر المناخي غير الطبيعي، وخاصةً نشاط حرق الوقود الأحفوري، من الفحم والغاز والنفط، الذي يبعث غازات الاحتباس الحراري في الجو، ويؤدي إلى تسخين الأرض وارتفاع حرارتها.[٢]


ما تأثير التغيّر المناخي على الإنسان؟

تعدّ ظاهرة التغيّر المناخي بمثابة تهديد رئيسي للإنسان وصحّته وجودة حياته، وقد تهدّد حياته بشكل مباشر، فهي تنتهك حقوقه الطبيعية، بما فيها حقّه في الحياة، والحق في الحصول على المياه، والغذاء، والصحة، والسكن، وغيرها، إذ يمكن وصف التأثيرات التي يتسبب بها التغيّر المناخي على الإنسان كالآتي:


تأثير التغيّر المناخي على حياة وصحة الإنسان

يؤثر التغيّر المناخي بشكل مباشر وغير مباشر على صحة الإنسان وحياته أيضًا، مثل التأثيرات الآتية: [٣][٤]


  • خطر الفيضانات: نتيجةً للاحتباس الحراري، سوف تتأثر المناطق القطبية من خلال ذوبان الصفائح والأنهار الجليدية، الأمر الذي يساهم في ارتفاع منسوب المياه في البحر، وتعرُّض بعض المدن الساحلية والجزر المختلفة إلى خطر الفيضانات والغرق.
  • حرائق الغابات: تحدث بسبب الجفاف الشديد، وهذا بدوره يؤدي إلى تهديد حياة البشر بالخطر، والحيوانات أيضًا، كما أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الحريق تؤثر سلبًا على جهاز الإنسان التنفسي.
  • الأعاصير والعواصف المدمّرة: فمن المحتمل أن تصبح الأعاصير والزوابع والعواصف والفيضانات أقوى وأكثر دمارًا في السنوات القادمة، والتي بدورها تتسبب في تدمير المنازل وتهدّد حياة الإنسان بشكل مباشر.
  • انتشار الأمراض المنقولة: مثل ارتفاع عدد الإصابات بمرض لايم ومرض المالاريا، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، التي تزيد من تكاثر الحشرات المسبّبة لها.
  • أزمة الغذاء: يؤثر جفاف الأرض على الزراعة وإنتاجية المحاصيل التي تعدّ أساس الغذاء، وهذا يعني تأثير مباشر على مصادر الغذاء.
  • تلوث الهواء: فإن الانبعاثات الكثيفة للغازات الدفيئة في الجو يؤدي إلى تدنّي جودة الهواء في بعض المناطق، وانعدامها في مناطق أخرى، فتنتشر بذلك أمراض تنفّسية كثيرة قد تهدّد حياة الإنسان، إلى جانب أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • المخاطر الصحية: يسبّب التغيّر المناخي زيادة الأمراض المختلفة الناجمة عن تلوّث الغذاء، والماء، وزيادة الضغوط على الصحة العقلية كذلك، وبالتالي، يمكن أن يُصاب الإنسان بالإسهال، والإجهاد الحراري، والقلق، والاكتئاب، وأمراض أخرى.


تأثير التغيّر المناخي على غذاء الإنسان

من المؤسف أن غذاء الإنسان هو العامل الأكثر تضررًا من التغيّر المناخي، وهو العامل الذي تُبنى عليه صحة الإنسان، واقتصاد الدولة، لذا، إن تضرّره يعني تضرّر ما تبقى، ومن مظاهر التأثير الواضحة على الغذاء:[٣][٥]


  • الجفاف والقطاع الزراعي: يؤدي الاحتباس الحراري إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، ومن المؤكد أنّ هذا سيؤثر سلبًا على الزراعة والمحاصيل، مما قد يؤدي إلى سوء التغذية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، كما ستزداد الأراضي القاحلة غير الصالحة للزراعة.
  • التلوث وقطاع الأسماك: تُهدد معظم الثروات السمكية بالتلوث؛ وذلك بسبب تلوث مياه المحيطات وجعلها مكبًا للفضلات العامة والصناعية، إلى جانب امتصاص مياه المحيطات ثاني أكسيد الكربون في الهواء الملوث، وبالتالي زيادة حمضية المياه.
  • الجفاف والمياه العذبة: يؤثر التغيّر المناخي على مصادر المياه العذبة حول العالم، من الأنهار والجداول والبحيرات والمياه الجوفية، وهذا يعني تسبّبه بانعدام جودة مياه الشرب النقية والنظيفة.


تأثير التغيّر المناخي على اقتصاد الإنسان

بالتأثير على الغذاء والماء والتنقّل والحركة، من المؤكد أن التغيّر المناخي يحمل تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على اقتصاد الدولة: [٣][٥]


  • العواصف المدمّرة: يتأثر اقتصاد الدولة بشكل كبير عند تعرّضه لكارثة مدمّرة مثل الفيضانات والعواصف تتسبب بخسائر اقتصادية فادحة.
  • الفقر والنزوح: فإن هذه الكوارث تؤدي إلى تهجير سكان ومواطني الدولة قسرًا من بيوتهم التي تدمّرت بالأصل، وهذا يبقيهم في حالة فقر وضعف، وبالتالي تأثر اقتصاد الدولة بشكل عام.
  • انعدام الأمن الغذائي: من خلال تدني نوعية المياه، وقلة توافر الغذاء، وسوء جودته، وهذا بدوره يؤدي إلى تزعزع استقرار النظام الطبيعي، وسوف يؤثر سلبًا على عملية تلبية احتياجات الأفراد الغذائية.
  • تعطّل النقل البحري: فإن ارتفاع منسوب المياه في البحر أدى إلى حدوث أضرار بالمنشآت الساحلية نتيجة للفيضانات المتزايدة، وتعطّل سواحل النقل.


دراسات مناخية ملموسة على الإنسان

تم إحصاء بعض الدراسات المُثبتة حول تأثير التغيّر المناخي حتمًا على الإنسان، إليك شرح مفصّل عن كل ذلك:


منظمة الصحة العالمية

تشير منظمة الصحة العالمية في تقاريرها إلى أنّه من المتوقع أن يتسبب تغيّر المناخ في وفاة نحو (250,000) شخص إضافي كل عام؛ بسبب سوء التغذية وانتشار الأمراض الأمر المتأثرة بالمناخ مثل الملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.[١]


منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة

تقول: "إن تغير المناخ يتسبب في حدوث ظواهر جوية شديدة الوطأة وجفاف وفيضانات وكوارث أخرى تحرم ملايين الناس في جميع أنحاء العالم من سبل عيشهم، ويتضرر من ذلك على وجه الخصوص نحو 87% من فقراء العالم، أي ما يقرب من 800 مليون شخص يعيشون في مناطق ريفية، ويعتمدون في بقائهم على قيد الحياة على الزراعة والغابات وصيد الأسماك".[١]


البنك الدولي

يقول: "إن لم تتخذ إجراءات عاجلة، فإن التغيرات المناخية تلقي نحو (100) مليون شخص في قبضة الفقر سنوياً، حيث يعيش حالياً أكثر من مليوني شخص في بلدان تعاني من شح شديد في مصادر المياه، وسوف يتضاعف هذا العدد بحلول عام 2050.[١]


منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"

والتي تنصّ على أن طفلاً واحداً من كل أربعة أطفال في العالم (أي حوالي 600 مليون طفل) سوف يعيشون في مناطق تعاني من شح شديد في المياه بحلول عام 2040.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "تأثير التغيرات المناخية على الحقوق الأساسية للإنسان"، دراسات في حقوق الإنسان، اطّلع عليه بتاريخ 30/10/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "What Is Climate Change?", United Nations, Retrieved 30/10/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Causes and Effects of Climate Change", United Nations, Retrieved 30/10/2023. Edited.
  4. "Climate change impacts", noaa, Retrieved 30/10/2023. Edited.
  5. ^ أ ب "Climate Impacts on Human Health", climatechange, Retrieved 30/10/2023. Edited.
2952 مشاهدة
للأعلى للسفل
×