محتويات
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالخوف عبر أحد مراحل حياته، ولكن هل سبق وتساءلت عن تأثير الخوف الشديد على الجسم؟ الإجابة عن هذا السؤال وأكثر في المقال الآتي:
تأثير الخوف الشديد على الجسم
الخوف هو شعور إنساني،عقلي، قوي، وفطري، وبالرغم من أن سبب شعور الخوف عائد للعقل، إلا أنه يثير رد فعل واستجابة جسدية قوية.
يحمل الخوف نوعين من الاستجابة؛ هما استجابة كيميائية حيوية، واستجابة عاطفية، وكلا الاستجابتين تعملان على إحداث تغيرات عدة في الجسم، وفي ما يأتي سنتعرف على تأثير الخوف الشديد على الجسم بالتفصيل:
1. الاستجابة الكيميائية الحيوية
بمجرد أن تشعر بالخوف تقوم اللوزة (Amygdala) التي هي منطقة في الدماغ بتنبيه الجهاز العصبي، وإحداث عدد من التغيرات الجسمية، وتتمثل هذه التغيرات بما يعرف باسم استجابة الكر أو الفر (Fight or flight response)، وهي عبارة عن مجموعة من التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ عند الشعور بالخوف.
من الأمثلة على هذه التغيرات: التعرق، إطلاق هرمون الكورتيزول، ارتفاع مستوى الأدرينالين في الجسم، زيادة معدل التنفس، زيادة معدل ضربات القلب، تضيق الأوعية الدموية الطرفية، تمدد الأوعية الدموية المركزية حول الأعضاء الحيوية لتزويدها بالأكسجين والمواد الغذائية بشكل أكبر، وضخ الدم إلى العضلات لتكون جاهزة لأي فعل، وبالتالي تصبح العضلات مشدودة أكثر، حتى تلك العضلات الموجودة أسفل شعر الجسم مما يسبب القشعريرة.
أما بما يتعلق بتأثير الخوف على الأيض في الجسم؛ فإن الجسم يشهد ارتفاعًا في مستويات الجلوكوز في الدم، مما يوفر جهوزية في مخزون الطاقة في حال دعت الحاجة إلى اتخاذ أي فعل.
بالمثل يحدث لكل من مستوى الكالسيوم وخلايا الدم البيضاء في الجسم، حيث يحدث زيادة مستوياتهم في مجرى الدم.
2. الإستجابة العاطفية
تختلف الاستجابة العاطفية بين فرد وآخر، حيث أن بعض الأفراد لديهم رد فعل سلبي تجاه الخوف، ويحاولون تجنبه في جميع المواقف.
آخرون يبحثون عن الأدرينالين في بعض الرياضات الخطرة، أو المواقف المثيرة، أو حتى مشاهدة فيلم رعب، وذلك لان التفاعلات الكيميائية الحاصلة في الدماغ نتيجة الخوف، قد تتماثل مع بعض التفاعلات الحاصلة نتيجة المشاعر الإيجابية مثل السعادة والإثارة، لذا فإن الشعور بالخوف في ظل بعض الظروف قد يعد ممتعًا للبعض.
الفرق بين الخوف الصحي والغير صحي
يعد الخوف صحيًا عندما يبعدك عن المخاطر ويمنحك غريزة البقاء التي تحتاجها لتكون بسلامة، فمثلًًا إن رأيت أفعى فسيقودك الخوف إلى الابتعاد عنها، ويعد الخوف هذا صحي لأنه حافظ على سلامتك.
لكن المخاوف الغير ضرورية التي تجعلك أكثر حذرًا مما تحتاج إليه بالفعل فهي مخاوف غير صحية، مثل الخوف من مقابلة أشخاص جدد، وذلك لأن مقابلة أفراد جدد لن يشكل أي خطر على سلامتك، وقد يعيقك من عمل أشياء قد تستمتع بها.
الفرق بين الخوف والجزع والرهاب
في ما يأتي سنفرق بين كل من الخوف، الجزع أو القلق (Anxiety)، والرهاب (Phobia):
- الخوف: مشاعر مزعجة من القلق أو التوتر، وبالعادة لا يحتاج الفرد إلى الكثير من المساعدة لمواجهة مخاوفه، لأن هذه المشاعر لا تدوم طويلًًا، وتمر عند اختفاء المسبب.
- الجزع (القلق): هو حالة أكثر خطورة، وشائعة عند تعرض الفرد إلى ضغط كبير، ومن الجدير بالذكر أن هناك اختلاف بين القلق واضطراب القلق، حيث يعد الأخير شعورًا موجودًا حتى في حالة عدم وجود سبب واضح، كما يؤثر على نوعية الحياة.
- الرهاب: هو خوف كبير، غير منطقي، من شيء معين أو موقف معين، وأحيانًا قد يصاب بالخوف والقلق من التفكير بالموضوع فقط، ومن أمثلته رهاب الطيران، ورهاب الأماكن المغلقة.