تأثير السيلكا على الجهاز التنفسي

كتابة:
تأثير السيلكا على الجهاز التنفسي

الجهاز التنفسي

يعد الجهاز التنفسي الجهاز المسؤول عن تبادل الغازات في جسم الإنسان؛ فهو الجهاز الذي يأخذ الأكسجين ويطرد ثاني أكسيد الكربون، وتقع الرئة، وهي أهم مكونات هذا الجهاز، في الصدر، حيث يحمي القفص الصدري العظمي والعضلات المحيطة به الأنسجة الرقيقة في الرئة، وتقوم الرئة بتزويد أنسجة جسم الإنسان بتدفق مستمر للأكسجين، إلى جانب فلترة الدم من ثاني أكسيد الكربون، والذي يمثل النفايات الغازية في الجسم، كما يتم ضخ الهواء وإخراجه بانتظام من خلال نظام يشبه الأنابيب، والذي يعرف بالممرات الهوائية، والتي تمثل حلقة الوصل بين منطقة تبادل الغازات و الجزء الخارجي من الجسم، ويمكن تقسيم المسالك الهوائية إلى أنظمة المسالك الهوائية العلوية والسفلية، وفي الجزء العلوي من الحنجرة، يلتقي كل من هذين النظامين، إلى جانب أنه في الحنجرة تتقاطع مسارات الجهازين التنفسي والجهاز الهضمي، وتؤثر العديد من العوامل على الجهاز التنفسي، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن المعلومات المتوفرة حول السيلكا والجهاز التنفسي[١].

السيلكا

قبل الحديث عن السيلكا والجهاز التنفسي، من المهم معرفة ماهية السيلكا أولًا، والتي كما تعرف كيميائيًا باسم أكسيد السيليكون، تعد موجودةً وشائعةً بشكل كبير في الطبيعة، كما هو الحال في الكوارتز، والذي يعد الشكل الأكثر شيوعًا، ومع ذلك، فهي توجد في العديد من الأشكال البلورية، وفي أغلب أماكن عمل المهن الحرفية المتربة، يحدث التعرض للسيلكا البلورية، والتي يجعلها حجمها الصغير الذي يصل لأقل 10 ميكرومتر قابلةً للتنفس، حيث تكون على شكل غبار أو جزيئات دقيقة مزعجة، ويقصد بهذه المهن تلك التي غالبًا ما تشمل التفجير، أو الحفر، أو عمليات التعدين، أو حفر الأنفاق ، أوالقطع والنشر ، وبشكل عام يمكن أن يؤدي استنشاق غبار السيلكا إلى التسمم السيلكي، أو التهاب الشعب الهوائية أو السرطان، ومع ذلك يعد داء السيلكا هو الأكثر شيوعًا، ويتميز بالتهاب مزمن في الأجزاء العليا للرئتين، وغالبًا ما يتم تصنيفه بناءً على الكمية المستنشقة، والمدة الزمنية وطول التعرض للسيلكا، ويعد النوع الحاد منه هو أشد أشكال التسمم، وتترسب الجسيمات في الحويصلات الهوائية حيث لا يمكن إزالتها، الأمر الذي يحفز الاستجابة والالتهابات في الجسم، مما يحفز الخلايا الليفية في جهاز المناعة على التكاثر وإنتاج الكولاجين، وبذلك يتم تغليف جزيئات السيليكا بالكولاجين، مما يؤدي إلى تليف الرئة وظهور الأعراض المميزة للمرض[٢].

تأثير السيلكا على الجهاز التنفسي

من المعروف عند الحديث عن السيلكا والجهاز التنفسي، أن نسبة كبيرة من السكان يتعرضون لغبار السيلكا، تحديدًا 2.3 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، وتكمن المشكلة في تنفس الناس هذا الغبار، أنه مع مرور الوقت، يمكن أن تتسبب جزيئات غبار السيليكا في التهاب الرئة، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين عقيدات الرئة، وظهور تندب في الرئتين، والذي يسمى بتليف الرئة، ويعد هذا مرضًا تقدميًا؛ أي يستغرق عادة من 10 إلى 30 عامًا ليظهر بعد التعرض لأول مرة للسيلكا، إضافةً إلى أنه بمرور الوقت، تقل سعة الرئة، مما يعني أن الأشخاص المصابون قد يحتاجون إلى دعم بالأكسجين والأجهزة الأخرى لمساعدتهم على التنفس، وفي بعض حالات التسمم، يمكن أن يكون هذا التندب شديدًا لدرجة أنه يؤدي إلى شكل من أشكال التليف الحاد، المعروف باسم التليف الضخم التقدمي، و بالنسبة لهؤلاء المرضى،يمكن أن يجعل التندب الشديد وتصلب الرئة التنفس أمرًا صعبًا للغاية، إلى جانب أن استنشاق السيلكا يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالمشاكل الصحية الأخرى،بما في ذلك السل، وسرطان الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن.[٣]

المراجع

  1. "Human respiratory system", www.britannica.com, Retrieved 2020-04-13. Edited.
  2. "Silica, Silicosis, and Autoimmunity", www.frontiersin.org, Retrieved 2020-04-13. Edited.
  3. "Learn About Silicosis", www.lung.org, Retrieved 2020-04-13. Edited.
3310 مشاهدة
للأعلى للسفل
×