تأثير العلاج بدواء الغفل في التجارب

كتابة:
تأثير العلاج بدواء الغفل في التجارب

عندما يستخدم الشخص أيّ نوع من العلاج الصحيّ ويرى تحسناً في أعراضه، فمن الممكن أن يكون تحت تأثير الدواء الغُفل. لهذا السبب يجب إدراك تأثير الدواء الغُفل عند الحكم على فعالية معالجةٍ ما

" أغفلناهم  وهم لا يعلمون"، هكذا نصف حالة من أخذ الدواء الوهمي " الغفل" Placebo، لمعالجة مرضه، وقد تعافى من المرض، وهو لا يدرك، انه تناول دواءً لا يحمل أي عناصر فعالة،  وأن التغير الذي حدث أثناء العلاج،  ناجم عن عوامل نفسية، حيث توقع المريض أن يكون هذا الدواء " دواء الغفل" هو المنقذ والداعم لمرضه.  وقد أكد علماء النفس، أن الفئة التي تأثرت نتيجة تناول الدواء" الوهمي" هي الفئة التي تعاني من القلق النفسي أو الإنطواء.

ويستخدم دواء الغفل، في العديد من الدراسات التجريبية للأدوية، عن طريق إختيارمجموعات بحثية.  فالمجموعة الأولى تتناول الدواء الحقيقي المستخدم للعلاج، أما المجموعة الثانية فتتناول دواء الغفل، أي الدواء الوهمي. وذلك لمعرفة مدى التأثير الحقيقي للدواء من خلال تجربته على المجموعات المختارة.

" معتقداتنا، وتوقعاتنا، قد تؤدي الى تغير حقيقي في أجسادنا"، هذا ما توصل اليه الخبراء، ومستخدمي الدواء الوهمي" الغفل"،  حيث تلخص هذه العبارة تأثير الدواء على المرضى، وهي ظاهرة لا يمكن فهمها تماماً، ولكنها فعالة ومستخدمة في جميع الأساليب، والظروف المختلفة. ولكن علينا أن ندرك تأثير الدواء الوهمي" الغفل"، عند اختيار علاجات الطب المكمل والبديل، وذلك لأنه في حال تم اختيار العلاج البديل، أو المكمل غيرالفعال- أي الإقتصار فقط على تأثير الدواء الوهمي" الغفل" - فأننا سنخسر الإستفادة من العلاجات الأكثر فعالية.

إذ يكمن تأثير الدواء الوهمي" الغفل" في الدرجة الاولى على  العقل، وينجم عنه إحداث تأثير في جميع أنحاء الجسم،  ويمكن أن يحدث هذا التأثير، عندما يستخدم الشخص أي نوع من العلاج الصحي، سواء أكان هذا العلاج تقليدي، أو تكميلي أو بديل. ويظهر تأثير الدواء الوهمي" الغفل"، سواء علمنا بتأثيره أم لم نعلم.

تأثير الدواء الوهمي" الغفل"

احياناً عندما يتوقع المريض تحسن حالته الصحية، وتلاشي أعراض المرض الذي أطاح به، تتحسن حالته غالباً، ولكن هذا ما قد يحدث في بعض الحالات، حسب ما ذكرالأطباء.  ومع تقدم العلم، فقد أظهرت الحالات الصحية، تحسناً لمجموعات واسعة، بعد أن كانت مقتصرة على مجموعة صغيرة، لاسيما وأن المرضى الذين يتم إعطاؤهم حقناً، أو حبوب فارغة غير فعالة من الدواء الوهمي، ظهر لديهم تحسن ملحوظ وبشكل واسع، مقارنة بالسنوات السابقة نتيجة خضوعهم لتأثير دواء الغفل.

علاج وهمي لا يشعرك بالحمق

دراسة أجريت في عام 1996، حول  تأثير الدواء الوهمي تريفاريكايين trivaricaine، وإعتباره مسكناً للألم. ويجدر الأشارة هنا،  أن هذا الدواء هو عبارة عن غسول بني اللون، يدهن على الجلد، ورائحته تشبه رائحة الدواء.

 وتم اختبار هذا الدواء وما ينجم عنه من ألم، من خلال القيام بفحص لعدد من الطلاب ومشاركتهم الدراسة،  حيث تم دهن دواء تريفاريكايين الوهمي على إصبع السبابة لدى الطلاب، وترك الإصبع الآخر دون علاج.  ثم الضغط على إصبع السبابة بالتوالي. وقد أفاد الطلاب حينها، بأن الشعور بالألم كان أقل في الإصبع المعالجة، على الرغم من أن الدواء، هو دواء وهمي.

وبناءاً على هذه التجربة، فقد إستنتج الباحثون،  أن عملية التوقع والإعتقاد لدى الطلاب، أدت الى ظهور نتائج حقيقة، على الرغم من أن الدواء المستخدم هو دواء وهمي. وقد توقع الطلاب أن هذا الدواء هو مسكن للألم، ومن المؤكد أنهم عانوا ألماً أقل. وهذا هو تأثير الدواء الوهمي " الغفل".

وقد أثبت فعالية الدواء " الغفل"، في شفاء قرحة المعدة وبشكل أسرع. حيث أثبتت النتائج التي توصل إليها الخبراء، أن للدواء الوهمي " الغفل" تأثير حقيقي وقوي. لاسيما وأن العلاج الكاذب أو الوهمي، يمكن أن يؤدي الى تحسن حقيقي في الحالة الصحية لدى المريض. ولكن خضوعك لهذه التجربة، لا يعني بأنه تم خداعك، أو انك أحمق، فالأذكياء أيضاً، يخضعون لهذه التجربة سواء أكانوا يعرفون عن تأثير الدواء الوهمي " الغفل" أم لا.

اقرأ حول: 99.6٪ من التجارب السريرية لأدوية مرض الزهايمر فشلت

علاجات الطب المكمل وتأثير الدواء الوهمي

تجمع الأدلة حول علاج الطب المكمل أو البديل، بإجراء اختبارات معيارية، حيث يتمكن العلماء من خلالها معرفة ما إذا كان العلاج  قد يؤدي الى تحسن،  يتجاوز التحسن الناتج عن تأثير الدواء الوهمي " الغفل" لوحده.

وتلعب الأدلة دوراً هاماً في عالم الطب، أيّ أنّه عند استخدام الأدوية التقليديّة،  فإنّ هناك بالتأكيد أدلة على فعاليتها. وعندما يتحسن المرضى بعد استخدامهم لعلاج رعاية صحيّة لم يتم إثبات عمله بعد، فمن الممكن أنهم تعرضوا لتأثير الدواء الغُفل فقط. ولذا فإننا دائما ما نرحب بالعلاج بواسطة الدواء الغفل، لان الحالات الصحية تواجه تحسناً ملحوظا.  لذا العلاج بتأثير الدواء الوهمي " الغفل" مفيد ومرحب به لدى البعض.

ومن المهم معرفة، ان هناك العديد من الطرق العلاجية المستخدمة للعلاج، والتي تعمل بشكل أفضل من طريقة العلاج بالدواء الغفل. إذ انه اذا تم اختيار العلاج بطريقة الدواء الغفل فقط، سنفتقد الفوائد التي سيوفرها العلاج الأفضل.

كيف أتحقق من فعالية العلاج؟

التحقق من الأدلة، هي الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان العلاج مثبت فعاليته، ويعمل بشكل أفضل من العلاج الوهمي،  والذي يصفه البعض بالعلاج الكاذب.

3058 مشاهدة
للأعلى للسفل
×