محتويات
تأثير الفلسفة البراجماتية على التربية العربية
تعد الفلسفة البراجماتية من أشهر التيارات الفلسفية في القرن العشرين، وظهرت بالتزامن مع صعود النظام الرأسمالي العالمي، وترجع أصولها إلى الفيلسوف بيرس، إلا أن أصل كلمة براجماتية يرجع إلى اللغة اليونانية، ويعني بها مزاولة، أو عملية، وعدتا لاحقًا من مبادئ الفلسفة البراجماتية، فالفكرة بالنسبة للتيار البراجماتي لا تكون صائبة إلا إذا كانت ذات نفع، ويمكن الاستفادة منها، وترتب على هذا الأساس ظهور انعكاسات للفلسفة البراجماتي على إبستمولوجيا القرن العشرين، ومنها ظهرت نظرية المعرفة البراجماتية، والتربية في الفكر البراجماتي، وتجدر الإشارة إلى أن كلا الفرعين حديث النشأة، إلا أنهما كان لهما قبول عالمي، وأصداء في الوطن العربي.[١]
فلسفة التربية البراجماتية عند جون ديوي
من أهم ما يذكر عنها:
- يعد الفيلسوف جون ديوي من أهم فلاسفة التيار البراجماتي، وأكد على الصلة بين التقدم العلمي والتكنولوجي، ولذلك كانت الولايات المتحدة الأمريكية دولة جاذبة للعقول، ولوحظ هجرة العقول من الدول الأخرى إليها، وظهرت مبادئه من خلال النظرة إلى الفلسفة على أنها أداة تشريعية، تعمل في النظر باستمرار في قيم المجتمع، وتقديم قيم تتماشى مع حياة الأفراد فيه.[١]
- فالفلسفة ليست نظريات ثابتة، والحقيقة بالنسبة لوليم جيمس نامية، أي أنها تتجدد، تبعًا للتغيرات الحاصلة في المجتمعات، كما أن الفلسفة أم العلوم، ومن هنا نظر التربويون إلى سبل الوصول إلى مجتمع عادل وآمن يعيش فيه الفرد في سعادة تامة، وبالنسبة لديوي تعد التربية ميدانًا، لإعادة إنتاج المبادئ التي تقوم سلوك الفرد، ومن هذا المنطلق دعا إلى أن يكون للفلسفة دور.[١]
- دعا ديوي إلى ألا تكون الفلسفة أسيرة للتأمل في البرج العاجي،[٢] بل يجب أن تكون نشاطاً عملياً يمكن ممارسته، وقال: "الفلسفة تؤدي وظيفة تربوية، تتمثل في التكوين الشخصي والنقدي والحوار المثري، من خلال نقد الواقع، ورفض ما هو قائم، والتطلع إلى قيم جديدة تلبي سعادة الأفراد"، وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إلى التيار البراجماتي في التربية، منها استحالة معرفة نتائج فكرة ما بدقة ووضوح.[٣]
- إلا أن البراجماتيين أكدوا على أن الاختبار هو الفيصل والحكم في قيمة الفكرة، وفائدتها، وبهذا يتضح مدى التقارب بين التيار البراجماتي والمنهج العلمي، وهذا الأمر جعل من بيرس يرى أن الفلسفة البراجماتية فلسفة علمية، ولكن في حال حصل تضارب بين النتائج فما هو صالح لشخص قد لا يكون صالحًا للآخر، يجيب البرغماتيون أن النفع يجب أن يكون لأكبر قدر ممكن من الأفراد.[٣]
فلسفة التربية البراجماتية وأثرها على العلوم التربوية عند العرب
من أهم ما يذكر عنها:
- يعتقد ديوي أنّ مصدر القيم الأخلاقية هي الخبرات الإنسانية والتجارب، فحتى الضمير الإنساني يعتمد على التجربة والخبرات، والتفاعل مع البيئة المحيطة، وينظر ديوي للقيم على أنها أخلاق اجتماعية، غير نابعة من الضمير أو من فكر قبلي، هذا الأمر يمكن ملاحظته في المبادئ العامة في الفلسفة البراجماتية، فقد انتقد الفلاسفة البراجماتيون عمومًا وجود أي مقولات قبلية تعد مصدراً للمعارف، وهذه الفكرة تتضح عند الفلاسفة العقلانيين.[٤]
- وتؤكد الفلسفة البراجماتية على ضرورة وجود جو من الديمقراطية، في فضاء التعليم يقوم على أساس الحوار والاستماع إلى الآراء المختلفة، ومن خلال هذه الفكرة يكتسب الطالب العديد من الأمور اللازمة لتكوين طالب علم مميز، ويتمكن من خلالها تطوير مهاراته، ويتدرب على أن يبحث بنفسه ويجرب، وألا يعتمد على النتائج الجاهزة، وكنتيجة للتطور المذهل لفلسفة التربية البراجماتية تبنى الأكاديميون العرب السياسات البراجماتية في التربية.[٤]
- ومن أهم المفكرين العرب الذين تأثروا بالفكر البراجماتي في التربية وتحديدًا عند جون ديوي، المفكر المصري إسماعيل قباني وأكدت دراساته على أن مهمة المدرسة تنمية استعدادات الطالب، مع مراعاة التوجيه الاجتماعي"[٤]
- ومن خلال مجموعة من الدراسات التي أجريت في الدول العربية، توصل الأكاديميون إلى أن المعلمين متأثرون إلى حد كبير بالفلسفة البراجماتية، فظهر أن أكثر من 44% من الأكاديميين يتبنون مبادئ الفلسفة البراجماتية، ومن أهم المجالات التي يظهر بها تأثر المعلمين في الدول العربية بالفلسفة التربوية البراجماتية ما يأتي:[٤]
- الأغراض التربوية.
- المنهج الدراسي.
- التعامل مع المادة الدراسية.
- النظرة إلى طبيعة المتعلم.
- فكر المتعلم.
- تفكير التلاميذ كمجموعة متعلمين.
- أدوار المعلم.
- كفايات المعلم التربوية.
- التقويم التربوي.
المراجع
- ^ أ ب ت "قراءة تربوية في الفلسفة البراغماتية"، موقع مؤسسة الحوار المتمدن ، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "قراءة تربوية في الفلسفة البراغماتية"، الحوار المتمدن ، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب رفاء عبداللطيف حسن ، فلسفة جون دوي ودورهفيالتربية، صفحة 439-442. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث يزيد عيسى السورطي ، تأثير الفلسفة البراجماتية على التربية العربية: أسبابه، ومصادره، ونتائجه، صفحة 595-598.