قد يشعر الطفل بالوحدة، وهي مشكلة لها تأثيرات سلبية بالغة، فما تأثير الوحدة على الطفل؟ وكيف يُمكن التخلص من هذه التأثيرات؟
أحيانًا يُعاني الأطفال من مشكلات يكون من الصعب عليهم التعبير عنها، ومشكلة الوحدة هي أكثر من مجرد شعور، بل يجب عدم الاستهانة بها ويجب الانتباه إليها جيدًا، إليك الملف الكامل بخصوص تأثير الوحدة على الطفل:
تأثير الوحدة على الطفل
تأثير الوحدة على الطفل تظهر بطرق ونواحي مختلفة كما الآتي:
1. تأثير الوحدة على العاطفة
تُسبب الوحدة شعورًا بالاكتئاب قد يبدأ خفيفًا في البداية، ليغدو مشكلة مزمنة في حياته إذا لم يتم التعامل مع الموضوع وعلاجه بشكل فوري.
غالبًا سوف تتراكم المشاعر السلبية في الداخل دون قدرة على التعبير عنها، وخاصةً إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح، ما يؤدي إلى انغلاق الطفل على نفسه بعد أكثر، وتدني ثقته بالنفس.
2. تأثير الوحدة على تطور الشخصية
عند شعور الطفل بالوحدة، فإنه سوف يواجه صعوبة في رؤية نفسه بالطريقة الصحيحة، بل سوف يرى نفسه بصورة مبنية على الطريقة التي يراه بها الآخرون، الأمر الذي سوف يجعل كافة آرائه عن نفسه مبنية فقط على آراء الآخرين به.
وهنا يحصل الخلل، فالصورة النفسية التي نكونها فقط بناء على ما يعتقده الآخرون بنا، تجعلنا وتجعل الطفل الذي يُعاني من الوحدة يشعر أنه غريب عن نفسه وعن محيطه.
كما أنه هذا قد يساهم في جعل الشخص يكبر وهو يشعر بالكره تجاه الأشخاص حوله بسبب شعوره بالرفض من جهتهم.
كل ما يحصل سوف يُولد لدى الطفل شعورًا بالخوف من العلاقات الاجتماعية والاحتكاك بالآخرين، ويجعله أكثر انغلاقًا على نفسه وأكثر انطوائية مع الوقت، تأثير الوحدة على الطفل من ناحية تطور الشخصية جدًا سيئة.
3. تأثير الوحدة على الحياة الاجتماعية
شعور الطفل بالوحدة سوف يُقلل من قدرته على فهم التعبير غير الشفوي من قبل الآخرين، من انفعالات ومشاعر وحركات جسم وأيدي، كما سوف يُقلل من قدرته على التعبير عن نفسه بالوسائل الطبيعية المختلفة، لذا سيكون تأثير الوحدة على الطفل اجتماعيًا بجعله يواجه الصعوبات الآتية:
- صعوبات عند التعريف عن نفسه أمام الآخرين.
- صعوبات عند التعبير عن نفسه في المناسبات الاجتماعية وأثناء تواجد عدة أشخاص في البيئة المحيطة.
- صعوبات في الحفاظ على العلاقات المختلفة.
- صعوبات في استكمال الحوارات والأحاديث.
4. تأثير الوحدة على الحياة المهنية مستقبلًا
مع الوقت سوف يزداد تأثير الوحدة على الطفل بشكل كبير، فعندما يُصبح في سن تسمح له بالتقدم بطلبات لجامعات أو لعمل، قد يكون من الصعب عليه تجاوز مرحلة المقابلة الشخصية أو التميز فيها، وإذا حصل الشخص على عمل، فربما يكون أكثر عرضة من غيره في بيئة عمله للتعرض للخداع أو التنمر من قبل الآخرين، لا سيما إذا كانت ثقته بالنفس من الأصل متدنية.
5. تأثير الوحدة على الحياة العاطفية
غالبًا الطفل الوحيد عندما يكبر سوف يكون بحاجة لشريك يُحقق له بعض التوازن في نواحي ومشاعر تنقصه، كأن يكون شخصًا اجتماعيًا جدًا وعاطفيًا.
هذا الشريك عليه أن يكون قادرًا على تحفيز الشخص الوحيد على التعبير عن مشاكله ومشاعره بشكلٍ جيد وتدريجي، وإذا لم يتوفر كل المذكور في الشريك، فإن هذا سوف يجعل حياة الشخص الوحيد مع الشريك صعبة جدًا.
طرق مساعدة الطفل على تخطي الوحدة
كما لُوحظ سابقًا أن تأثير الوحدة على الطفل جدًا خطيرة، لذا لا بد من معرفة طرق تُساعد الطفل على التخلص من الوحدة، وتمثلت هذه الطرق في الآتي وفقًا للمرحلة العمرية:
1. في مرحلة الصفوف الابتدائية
يُمكن تخليص الطفل من الوحدة باتباع الطرق الآتية:
- زيارة مدرسة الطفل باستمرار والتحدث مع المعلمين.
- محاولة تطوير مهارات الطفل الاجتماعية في المنزل.
- التفكير في إدخال الطفل في صفوف تدريبية تُساعده على تعلم المهارات المختلفة.
- دعم الطفل بعدم عدم تفويت أي أنشطة مدرسية.
2. في مرحلة الصفوف المتوسطة
يُمكن التخلص من تأثير الوحدة على الطفل في مرحلة الصفوف المتوسطة باتباع الطرق الآتية:
- مراقبة الطفل بشكل مستمر.
- تجنب وضع الطفل في موقف يحتاج فيه للإجابة عن الأسئلة، فيجب الحصول على المعلومات بذكاء، دون طرح أسئلة مزعجة.
- الحرص على التواصل دومًا مع مدرسة الطفل.
- مساعدة الطفل على تطوير مهارات يبرع فيها.
- تشجيع الطفل على إيجاد أصدقاء ومعارف جدد في كل مكان يذهب إليه.
- مراقبة طريقة استخدام الطفل للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
3. في مرحلة ما قبل النضج
يُمكن تخليص الطفل من الوحدة في مرحلة ما قبل النضج باتباع الطرق الآتية:
- مراقبة علاقات الطفل وصداقاته الجديدة.
- الحرص على أن يكون الطفل على دراية كاملة بكافة الفرص المستقبلية الجميلة أمامه والتي تنتظره.
- الحرص على أن ينخرط الطفل في أنشطة تطوعية مناسبة.
- مساعدة الطفل للحصول على رؤية أفضل للمستقبل.