تأثير تسوس الأسنان على القلب

كتابة:
تأثير تسوس الأسنان على القلب

ما هو تأثير تسوس الاسنان على القلب؟ كيف من الممكن لمشكلات الفم واللثة أن تؤثر سلبًا على صحة القلب وجهاز الدوران؟ معلومات هامة في هذا المقال.

سوف نعرفك في هذا المقال على الطريقة التي قد يؤثر بها تسوس الأسنان ومشكلات الفم الأخرى على صحة القلب:

تأثير تسوس الأسنان على القلب: هل هو موجود؟ 

إذا كنت تتساءل عن تأثير تسوس الأسنان على القلب، عليك أن تدرك أن العلماء لم يحسموا الأمر بعد بشأن وجود رابط بين الصحة الفموية وبين أمراض القلب، فالأدلة العلمية المتوفرة في هذا الصدد لا تزال محدودة، وبالنسبة للأدلة العلمية المتعلقة بتأثير تسوس الأسنان على القلب تحديدًا فهذه تعد شحيحة.

تبعًا للأدلة العلمية المتوفرة، هذا هو الرابط المحتمل بين تسوس الأسنان وأمراض القلب:

1. تسوس الأسنان: مضاعفات قد تؤدي لأمراض القلب

عند محاولة إيجاد تأثير تسوس الأسنان على القلب، يعتقد أنه يوجد رابط غير مباشر بينهما، وهذا الرابط غالبًا ما ينبع من بعض مضاعفات تسوس الأسنان التي قد تنشأ إن لم يحصل المريض على العلاج اللازم.

إليك نبذة عن مضاعفات تسوس الأسنان المحتملة:

  • ألم الأسنان.
  • تساقط الأسنان.
  • خراج الأسنان.
  • رائحة فم كريهة أو طعم غريب في الفم.
  • أمراض اللثة.

ويعتقد أن مضاعفات تسوس الأسنان المرتبطة بمشكلات القلب هي تحديدًا:

  • تساقط الأسنان، فهذا قد يرفع هذا من فرص الإصابة بمرض الشريان التاجي (Coronary artery disease).
  • أمراض ومشكلات اللثة والتي قد تنشأ إذا ما تسبب التسوس في تهيج اللثة، مثل المشكلات الآتية: التهاب اللثة (Gingivitis)، والتهاب دواعم السن (Periodontitis).

2. تسوس الأسنان: مؤشر على عادات صحية سيئة

قد لا يكون تأثير تسوس الأسنان على القلب واضحًا، ولكن أحد الأمور التي قد تجعل بعض الباحثين يربطون بينهما هو أن التسوس وغيره من المشكلات الفموية قد تكون مؤشرًا على اتباع نمط حياة غير صحي. 

إذ يعتقد أن الأشخاص المصابين بمشكلات الفم والأسنان، مثل تسوس الأسنان، يميلون لممارسة عادات ضارة قد تؤثر سلبًا على صحة اللثة والأسنان، مثل العادات الآتية: التدخين، وعدم ممارسة الرياضة، واتباع حمية غير صحية.

كيف قد تسبب مشكلات اللثة والأسنان أمراض القلب؟

على الرغم من أن العلماء لم يتمكنوا بعد من حسم الأمر حول تأثير تسوس الأسنان على القلب أو طبيعة الرابط بين أمراض الفم وبين أمراض القلب، هذه بعض الفرضيات التي قد تفسر وجود رابط محتمل بينهما:

1. البكتيريا

يعتقد الباحثون أن البكتيريا الفموية التي تسبب نشأة أمراض اللثة قد تنتقل مع مجرى الدم إلى الأوعية الدموية في الجسم لترفع من فرص الإصابة بمشكلات جهاز الدوران، مثل: النوبة القلبية، والجلطات الدموية، وتلف والتهاب الأوعية الدموية، وتضيق الشرايين الهامة، ومشكلات في صمامات القلب.

وما قد يدعم هذه الفرضية هو ملاحظة الباحثين أن بعض أنواع البكتيريا التي كانت حاضرة في مشكلات اللثة كانت بقاياها حاضرة كذلك في الأوعية الدموية أحيانًا في أجسام بعض مرضى التصلب العصيدي. 

يجب التنويه إلى أن البكتيريا المسببة لأمراض اللثة تختلف عن البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان، والأدلة العلمية المتوفرة حاليًّا تتعلق غالبًا بأمراض اللثة والبكتيريا المسببة لها وعلاقتها بأمراض القلب ولم تتطرق لتسوس الأسنان.

2. الالتهاب 

قد يكون للالتهاب دور في وجود رابط محتمل بين أمراض اللثة وأمراض القلب، فالالتهابات عمومًا قد تحفز حدوث أضرار عامة في مختلف أجزاء الجسم، لذا من الوارد أن يؤثر الالتهاب الحاصل في اللثة مثلًا على القلب، وهكذا دواليك. 

وقد لاحظ الباحثون أن الإصابة بأمراض اللثة قد ترفع من مستويات بروتين سي التفاعلي (C-reactive protein)، وهو بروتين ترتفع مستوياته عمومًا في مختلف أنحاء الجسم عند الإصابة بالتهابات عامة في الجسم، كما يتم أحيانًا قياس مستوياته في الجسم عندما يحاول الأطباء تقييم احتمالية تعرض المريض للنوبة القلبية

رأي الدراسات بشأن وجود رابط بين مشكلات الفم وأمراض القلب

لم تتناول الأدلة العلمية المتوفرة تأثير تسوس الأسنان على القلب، وما تم القيام به من دراسات علمية حتى اللحظة يتعلق بأمراض اللثة تحديدًا وتأثيرها المحتمل على صحة جهاز الدوران، وهذه الدراسات عادت بنتائج متباينة، إليك نبذة عنها:

  • تبعًا لإحدى الدراسات، فإن تدني الصحة الفموية قد لا يكون هو السبب الذي قد يرفع من فرص إصابة البعض بمشكلات جهاز الدوران، بل قد تكون بعض العوامل الخارجية مثل التدخين هي العامل الحقيقي وراء ما يحصل.
  • أظهرت إحدى الدراسات أن البكتيريا المسببة لأمراض اللثة قد ترفع من فرص الإصابة بأمراض القلب.
  • أظهرت إحدى المراجعات العلمية أن أمراض اللثة قد ترفع من فرص الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20%.

لذا ونظرًا لتباين النتائج، يعتقد بعض الباحثين أن العلاقة بين التهابات اللثة وأمراض القلب قد لا تكون موجودة، وأن ترافق أمراض القلب مع المشكلات الفموية قد لا يكون أكثر من مصادفة.

ولكن هذا لا يعني أن عليك إهمال النظافة الفموية، لا سيما وأن جمعية القلب الأمريكية وجمعية طب الأسنان الأمريكية قد أصدرت تحذيرات أقرت فيها بوجود رابط محتملة بين أمراض القلب ومشكلات اللثة، فاحتمالية وجود رابط بين التهابات اللثة وأمراض القلب لا تزال قائمة وقيد البحث.

نصائح للحفاظ على صحة اللثة والأسنان 

على الرغم من أن العلم لم يحسم الأمر بعد حول علاقة المشكلات الفموية بأمراض القلب، إلا أنه يفضل الحفاظ على الصحة الفموية من خلال تطبيق الآتي: 

  • تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون، على أن يتم القيام بذلك مرتين يوميًّا على الأقل.
  • تنظيف الأسنان باستخدام الخيط بانتظام.
  • زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري. 
5473 مشاهدة
للأعلى للسفل
×