محتويات
الآيات المتعلقة بقسم الله تعالى
قال الله -سبحانه-: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا).[١]
في الآيات الثلاث الأولى من السورة المباركة يُقسم الله -سبحانه وتعالى- بالخيل عندما تجري بسرعة وهي تحمل الفرسان المجاهدين في سبيل الله -عز وجل- إلى ساحات القتال، ولسبب جريانها السريع تتسارع أنفاسها، فيُسمع لزفير أنفاسها صوتاً يتصاعد، وعندما تصطك حوافرها بحجارة الأرض وصخورها يخرج منه شرر النار، وهدف هذه الخيول مهاجمة الأعداء في وقت الصباح الباكر.[٢]
الآيات المتعلقة بوصف الخيل في المعارك
قال الله -سبحانه-: (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا).[٣]
وينتج لجريان تلك الخيول في ساحة المعركة في وقت الصبح أو في ساحة المعركة غباراً مثاراً يملأ المكان، ليصلن في نهاية رحلتهن بفرسانهن إلى وسط عدوّهم ليفرِّقوهم وينتصروا عليهم.[٤]
الآيات المتعلقة بوصف حال الإنسان
قال الله -سبحانه-: (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)[٥]
تبين الآيات الكريمة بعض صفات الإنسان الملازمة له، ولا تنفك عنه إلا بجهد وتربية وتوفيق من الله -سبحانه وتعالى-، وهي أنّ الإنسان يكفر نعمة ربه، وهذه الصفة على درجات عند الإنسان: فمن يشرك بالله -سبحانه وتعالى- ويكفر به يصل إلى أشد تلك المراتب.[٦]
وقد يكون كفرانه للنعم بعصيان الله -سبحانه وتعالى- من خلال استخدام النعمة على غير الوجه الذي يرضي به الرب -سبحانه وتعالى-، كمن أعطي البصر وهو ينظر إلى المحرمات، وقد يكون كفران النعمة بنسيانها وتذكر المصائب فقط، وهكذا فالإنسان عادة ما يكون كنوداً.[٦]
ولفظاعة هذه الصفة والتصاقها بالإنسان فإنه مُقِرٌّ باتّصافه بها، حتى وإن لم يرد الإقرار فإن في فلتات لسانه وأفعاله ما يقرّ بها، كقول الكفار إنهم يعبدون الأصنام لتُقَرّبهم إلى الله -سبحانه وتعالى-، وفي هذا إقرار بكنودهم لربهم بعبادة من لا يستحق العبادة مع الله -عز وجل-.[٦]
ومن الأفعال التي تشهد بكنود الإنسان عصيانه ربه -سبحانه وتعالى-.[٦] ومن صفات الإنسان اللصيقة به أيضا أنه شديد المحبة للمال، وبسبب حبه المال حريص بخيل بالمال، والخير: هو المال في الاستخدام القرآني.[٤]
الآيات المتعلقة بعلم الله
قال الله -سبحانه-: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ).[٧]
وفي هذه الآيات الكريمة يهدد الله -سبحانه وتعالى- الإنسان المتصف بهذه الصفات، ويتوعّده أنّه إذا أصرّ على هذه الصفات الذميمة بيوم إخراج ما في القبور من الأموات، وجمع وتحصيل ما في النفوس مما أخفت، ومهما أخفت فلا يمكنها إخفاء ذلك عن الرب -سبحانه وتعالى-، فهو الخبير بهم.
وهو المطّلع على جميع أحوالهم في يوم إخراجهم من القبور وفي غيره، وهو سيجازيهم على جميع أعمالهم دون أن يُنقصوا شيئا، وحريٌّ بمن علم ذلك المصير ألا يشغله حب المال عن شكر الله -عز وجل- وعبادته والاستعداد للآخرة.[٨]
المراجع
- ↑ سورة العاديات، آية:1-3
- ↑ الزحيلي (1991)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر ، صفحة 369، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ سورة العاديات، آية:4-5
- ^ أ ب الزحيلي (1422)، التفسير الوسيط للزحيلي (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 2918، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ سورة العاديات، آية:6-8
- ^ أ ب ت ث ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية للنشر ، صفحة 503، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ سورة العاديات، آية:9-11
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 506. بتصرّف.