إثيوبيا في فجر التاريخ
تُمثِّل الأرض التي تُوجَد عليها إثيوبيا اليوم واحدةً من أقدم المناطق التي سكنَها البشر في التاريخ؛ فقد أشارت الأدلّة الأثريّة التي عُثِرَ عليها في وادي أواش الواقع في منخفض عفر في الشمال الشرقيّ من إثيوبيا (حاليّاً) إلى أنّ الإنسانَ سكنَ تلك المنطقة قبل نحو 3,4 مليون سنة، كما يذكر التاريخ أنّ هناك مملكة تُدعَى (مملكة أكسوم) كانت قد نشأت في القرن الأوّل قَبل الميلاد على أرض إثيوبيا في الجزء الشماليّ منها (حاليّاً)، وبَدَت هذه المملكة قويّةً، ومُزدهِرةً، حيث إنّها تطوَّرت مع مرور الوقت، وأصبحت مركزاً تجاريّاً، وثقافياً مُهمّاً في المنطقة، بالإضافة إلى أنّها انخرطَت بثقافة العرب، وتأثَّرت لغتُها (اللغة الأمهريّة) باللغة العربيّة بشكل كبير، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المملكة ظلَّت قائمةً في إثيوبيا حتى مطلع القرن السابع الميلاديّ.[١]
تعاقُب الممالك على إثيوبيا
انهارَت مملكة أكسوم؛ بسبب سيطرة المسلمين على التجارة في المنطقة، والقضاء على تجارة مملكة أكسوم، فحلَّت مكانَها مملكة أُخرى تحت حُكم ما يُسمّى ب(سُلالة زاقوي) التي جعلت من مدينة روها (لاليبيلا حاليّاً) عاصمتها، وفي عام ألف ومئتين، تولّى الملكُ لاليبيلا مقاليدَ حُكم المملكة، وشيَّد خلال فترة حُكمه الكثيرِ من الكنائس المنحوتة في الصُّخور الصلبة، علماً بأنّ هذه المملكة استمرَّت قائمةً في إثيوبيا حتى عام ألف ومئتين وسبعين؛ حيث سقطت على يَدِ الملك يكانو أملاك.[٢]
وبحلول القرن السادس عشر الميلاديّ، انقسمَت الإمبراطوريّة الإثيوبيّة إلى عدّة ممالك صغيرة، إلّا أنّ هذه الممالكَ توحَّدت في عام ألف وثمانمئة وتسعة وثمانين على يد الإمبراطور منليك الثاني، وقد تمكَّن هذا الملك في عام ألف وثمانمئة وستّة وتسعين من الانتصار على الجيش الإيطاليّ الذي كان يُسيطرُ على بعض الأراضي الإثيوبيّة، فكان لهذا الانتصار دور كبير في نَيل الملك احترام شعبه، كما أنّ ذلك ساعده على توسيع نُفوذه، ممّا أدّى إلى توسُّع حدود إثيوبيا نحو الشرق، والجنوب، ومن الجدير بالذكر أنّ منليك الثاني اتَّخذ من أديس أبابا عاصمةً لإثيوبيا، ولم تقتصر إنجازاته على هذا الحدّ؛ فقد أنشأ خطّاً لسكّة حديديّة يصلُ جيبوتي بالعاصمة، وأسَّس عدداً من المستشفيات، والمدارس الحديثة.[٢]
إثيوبيا في القرن العشرين
وافقت إيطاليا بعد هزيمة قُوّاتها على استقلال إثيوبيا، إلّا أنّها أبقت سيطرتها على إريتريا، وعلى الرغم من أنّ قُوّات إيطاليا الفاشيّة كانت قد تمكَّنت خلال الفترة ما بين (1935م-1941م) من غَزو إثيوبيا، وإسقاط الحُكم في البلاد، إلّا أنّ سيطرة الإيطاليّين على إثيوبيا لم تَدُم طويلاً؛ حيثُ تمكَّنت قُوّات المقاومة الإثيوبيّة بمُعاونة البريطانيّين، وقُوات الكومنولث من هزيمتهم، وإخراجهم من أرض إثيوبيا، علماً بأنّه في عام ألف وتسعمئة واثنين وستّين، تمَّ ضَمُّ إريتريا إلى إثيوبيا على يد الإمبراطور هيلا سيلاسي الذي حَكَم البلاد حتى عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين، إذ انتهى حُكمه بعد انقلاب عسكريّ عليه، فخضعت البلاد بعد ذلك لحُكم نظام الديرغ الماركسيّ، أمّا في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين، فقد تمّ إجراءُ استفتاء شعبيّ كانت نتيجتُه أن نالَت إريتريا استقلالَها، وانفصلَت عن إثيوبيا.[٣]
المراجع
- ↑ -، أضواء على دول قارتنا (إثيوبيا)، صفحة 1. بتصرّف.
- ^ أ ب دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 210، جزء الأول. بتصرّف.
- ↑ "حقائق ومعلومات أساسية عن أثيوبيا"، www.bbc.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-1-2019. بتصرّف.