أصل الأمازيغ
الأمازيغ أو البربر، هم جماعة عرقيّة أصلُها من شمال أفريقيا، يستوطنون بشكل رئيس في الجزائر، شمال مالي، موريتانيا، المغرب، شمال النيجر، تونس، ليبيا والمنطقة الغربية من مصر، بالإضافة إلى جاليات مهاجرة كبيرة تعيش في فرنسا، إسبانيا، كندا، بلجيكا، هولندا، ألمانيا، وبلدان أوروبية أخرى، ومعظم الأمازيغ من المسلمين السنة، ويعتقد أن معظم سكان شمال أفريقيا من أصل أمازيغي، ويتحدث أكثر من 30 مليونًا من سكان شمالي إفريقيا باللغة الأمازيغية، غير أن عددهم "ناطقين باللغة الأمازيغية وغير ناطقين" أكثر من ذلك بكثير، وأمّا عن أصولهم فمعظم الباحثين يذهبون إلى أن البربر أو الأمازيغ من أصل سامي أولي، أي من أبناء سام بن نوح، وسيتم ذكر تاريخ الأمازيغ في المغرب.[١]
تاريخ الأمازيغ في المغرب
يتوزّع الأمازيغيّون في شتى نواحي العالم، ولكنْ يتمركز وجودهم أكثر في الجانب الشمالي من القارة الإفريقية، كالجزائر والمغرب وتونس، وللناطقين باللغة الأمازيغية تجمعات كبيرة وضخمة وتتوزع على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة، وأول تلك المناطق هي منطقة الريف الشرقي والأوسط شمال المغرب، رغم تعَرُّب الريف الغربي، احتفظ الريف الشرقي والأوسط بلغته الأمازيغية التي تعرف باسم الريفية.[٢]
ويمتدّ الريف الشرقي والأوسط الناطق بالريفية على مساحة حوالي 40.000 كيلومتر مربع ويسكنه حوالي 4 ملايين ونصف المليون من الناطقين بالأمازيغيّة الريفية، وتتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي، وإطلالها على البحر المتوسط والانخفاض النسبي لدرجات الحرارة مقارنة ببقية المغرب.[٢]
والمنطقة الثانية هي منطقة الأطلس المتوسّط وشرق الأطلس الكبير والصحراء الشرقية، وهي منطقة واسعة متنوعة جغرافيًا ومناخيًا لا تطل على البحر، وتبلغ مساحتها ما لا يقل عن 70.000 كيلومتر مربع، وتتميز بقساوة نسبية في المناخ تتراوح ما بين البرد القارس في أعالي جبال أطلس وجفاف الصحراء الشرقية، ويبلغ عدد السكان الناطقين بالأمازيغية الزيانية فيها حوالي 6 ملايين نسمة.[٢]
والمنطقة الثالثة هي مناطق سهل سوس وغرب الأطلس الكبير والأطلس الصغير ومشارف الصحراء الجنوبية، وهي مناطق واسعة متنوعة يغلب عليها المناخ الدافئ قرب البحر والحار في الداخل والبارد في جبال الأطلس، ويبلغ مجموع مساحة هذه المناطق ما لا يقل عن 100.000 كيلومتر مربع، وتنتشر في هذه المناطق أمازيغية الجنوب المعروفة بالشلحة أو السوسية، ويبلغ عدد السكان الناطقين بأمازيغية السوسية هناك حوالي 10.5 مليون نسمة، وتنتشر الأمازيغية أيضا بكل المدن المغربية ولكن بنسب متفاوتة، وتنتشر أيضًا بالعديد من الواحات في الصحارى الشرقية والجنوبية المغربية.[٢]
أمّا المناطق المغربية المتبقية فهي إما تنتشر فيها العربية المغربية الدارجة وإما تنتشر فيها اللغة الأمازيغية بنسب منخفضة، مع العلم أن الغزو الثقافي الذي خلّفه احتلال فرنسا بلاد المغرب أثر بشكل سلبي كبير على ثقافة الشعوب، حتى تدخل بلغاتهم، إذ يستعمل عدد كبير من سكان شماليّ إفريقيا اللغة الفرنسية أكثر من استعماله اللغةَ العربية أو الأمازيغية.[٢]
الأمازيغ ونشر الإسلام
تميز تاريخ الأمازيغ في المغرب بعد دخولهم الدين الإسلامي الحنيف بشجاعتهم منقطعة النظير، فقد كان يستخدمهم الامراء والخلفاء والقادة جنودًا وقادًة على الجيوش لمعرفتهم بخبرة الامازيغ بأمور القتال وفروسيتهم، وأشهر قادة الأمازيغ هو القائد الكبير طارق بن زياد فاتح الأندلس، المشهور عند كثير من المؤرخين أنه أسلم على يد موسى بن نصير، وأنه كان مولاه، وكان طارق -رحمه الله تعالى- من قبيلة ورفجوم، أحد بطون قبيلة نفزة الأمازيغية.[٣]
وأرجح الأقوال أنَّه بربريُّ قُحٌّ، ولكنّه كان على صلةٍ بالعروبة والإسلام منذ زمن ليس بالقصير، فقد ذكر له ابن عذاري أبوين في الإسلام، فاسمه الكامل: طارق بن زياد بن عبد الله، ويبدو أنّه ليس هو الذي أسلم أولًا، بل والدُه وجدُّه الذي يكون قد انتقل إلى المشرق، وهناك نشأ طارق في بيئة عربية إسلامية، مع احتفاظه بلهجة أجداده البربرية، ثمَّ جُنّد بعد ذلك في جيش موسى بن نصير، وجاء معه إلى المغرب، وكان من أشد رجاله، وهكذا قد تم الانتهاء من مقال: تاريخ الأمازيغ في المغرب.[٣]