محتويات
الإسكندرية هي إحدى مدن مصر الساحلية، وهي تقع على البحر الأبيض المتوسط، وسميت بهذا الاسم نسبةً إلى مؤسسها الإسكندر الأكبر،[١] ومن الجدير بالذكر أن الإسكندرية تعد ذات أهمية تاريخية، كما أنها ذات مساحة كبيرة وتعداد سكاني مرتفع، لدرجة أنها كانت بمنزلة العاصمة الثانية لمصر، وتحتوي الإسكندرية على ميناء راكوتيس القريب من دلتا النيل، بالإضافة إلى منارة فاروس، وبهذا فإنها تعد محطة للتجارة ومناسبة للحروب.[٢]
تاريخ الإسكندرية في الفترة 285-332 قبل الميلاد
تأسست الإسكندرية في عام 332 قبل الميلاد، وكانت تعرف باسم نوكراتس قبل الإسكندرية، وقد كلف الإسكندر كبير المهندسين ليتولى مهمة تحويل نوكراتيس إلى الإسكندرية، كما تطلع إلى أن تكون هي الرابط ما بين اليونان ووادي النيل، ولم تمر بضعة أشهر فقط حتى غادرها الإسكندر ولم يعد، وبعدها ظهر بطليموس الأول الذي تسلم حكم الإسكندرية بعد أن نافس خلفاء آخرين في الاستيلاء عليه، ومن أجل إعطاء الإسكندرية أهمية وقيمة أكبر حرص بطليموس على إحضار جثة الإسكندر إلى الإسكندرية بعد وفاته.[٣]
بعد استلام بطليموس الأول الحكم فإنه حقق عددًا من النجاحات؛ إذ ازدهرت في عهده التجارة في الإسكندرية، وأصبحت الإسكندرية واحدة من أكبر مدن البحر الأبيض المتوسط، كما أنها أصبحت منبعًا للدراسات والعلوم اليونانية، وكان من أكبر الفلاسفة الذين برزوا في هذه الفترة: أرخميدس، وأفلاطون، وإقليدس، ومن الضروري معرفة أن الإسكندرية شهدت تنوعاً عرقياً ودينياً كبيراً، إذ إنها كانت تضم عددًا كبيرًا من السكان اليهود، واهتمت وقتها بتعليمهم اليهودية، ولهذا السبب كانت أرضًا لصراعات عرقية كبيرة.[٤]
تاريخ الإسكندرية في القرون الثانية والأولى قبل الميلاد (الرومانية والبيزنطية)
هذه الفترة شهدت تراجعًا للبطالمة (سلالة بطليموس) وظهورًا أكبر لروما، وكان آخر البطالمة في هذا العهد هي كيلوباترا التي حاولت جاهدة إنقاذ عصر البطالمة من خلال التودد إلى يوليوس قيصر، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل؛ لأن القيصر اغتيل عام 44 قبل الميلاد، وبعد وفاة يوليوس قيصر ظهر مارك أنتوني والذي كان يعد الساعد الأيمن ليوليوس قيصر، وقد ترك أنتوني روما واستقر في الإسكندرية إلى جانب كيلوباترا على مدار ثلاثة عشر عاماً، حتى جاءت معركة أكتيوم عام 31 قبل الميلاد ليُهزَم فيها كل من أنتوني وكيلوباترا، وفي العام التالي أقدم مارك أنتوني وكليوباترا على الانتحار معلنيين بذلك نهاية عصر البطالمة،[٥] وبعدها وقعت الإسكندرية تحت الحكم الروماني رسمياً.[٦]
تاريخ الإسكندرية في الفترة الإسلامية
عانت الإسكندرية من الفقر الشديد عند ظهور المسيحية وبعدها تعرضت للغزو من الفرس في عام 619 ميلادي، أما في عام 628 ميلادي وضعت الإمبراطورية البيزنطية المسيحية تحت حكم هرقل إلى أن جاء الخليفة عمر وأخذها في 641 ميلادي، وتوالت الحروب بين المسيحية والمسلمين والبزنطيين إلى أن وقعت رسميًّا تحت الحكم الإسلامي، ومع حلول عام 1323 ميلادي كانت الإسكندرية البطليمة قد اندثرت معالمها بسبب الزلازل الطبيعية.[٧]
تاريخ الإسكندرية في عصر النهضة
في عام 1805 ميلادي، جاء نائب الملك العثماني محمد علي وبدأ ببناء شارع طوله (72) كيلومتراً على مدخل الإسكندرية، بالإضافة إلى أنه أنشأ قناة المحمدية، كما أنه أدخل القطن إلى المنطقة، وحفّز التجار الأجانب من خلال إعطائهم حقوقًا قانونية؛ مثل محاكمتهم في محاكمهم الخاصة، كما لا نغفل عن ذكر افتتاح سكة الحديد في القاهرة وافتتاح قناة السويس، إذ إن هذه العوامل لعبت دورا كبيرًا في جعل الإسكندرية مصدرًا لجذب التجارة، أما عام 1882 ميلادي فقد وقعت مصر تحت الانتداب البريطاني إلى عام 1992ميلادي إلا أن ذلك لم يمنعها من متابعة الازدهار والتطور.[٨]
المراجع
- ↑ "Definition", WORLD HISTORY ENCYCLOPEDIA. Edited.
- ↑ "Alexander and Ptolemy: 332-285 BC", HISTORY WORLD . Edited.
- ↑ "Alexandria History", MEMPHIS TOURS. Edited.
- ↑ "Foundation and medieval growth Greek period", Britannica. Edited.
- ↑ "Roman Alexandria", WORLD HISTORY ENCYCLOPEDIA. Edited.
- ↑ "Roman and Byzantine periods", Britannica. Edited.
- ↑ "Christianity & the Decline of Alexandria", WORLD HISTORY ENCYCLOPEDIA. Edited.
- ↑ "Evolution of the modern city", Britannica. Edited.