تاريخ ظهور الاشتراكية
الاشتراكية هي عبارة عن نظام اقتصادي يبعد كل البعد عن الرأسمالية من حيث الهدف والأسلوب، والذي لوحظ منذ قديم الزمان، حيث لعبت الأفكار الاشتراكية أو الشيوعية بالتأكيد دورًا مهمًا في أفكار الفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون، الذي تصور جمهوريته مجتمعًا صارمًا يتشارك فيه الرجال والنساء من طبقة الوصي مع بعضهم البعض، ليس فقط سلعهم المادية القليلة، ولكن أيضًا مع أزواجهم، وأطفالهم.[١]
وترجع أصول الاشتراكية إلى الثورة الصناعية، حيث إنه في أواخر القرن الثامن عشر، أدى اختراع المحرك البخاري إلى دفع الثورة الصناعية، التي أحدثت تغييرات اقتصادية واجتماعية شاملة في بريطانيا العظمى أولًا، ثم في بقية العالم.[٢]
وأصبح أصحاب المصانع أثرياء، بينما يعيش العديد من العمال في فقر متزايد، ويعملون لساعات طويلة في ظل ظروف صعبة وخطيرة في بعض الأحيان، وهنا ظهرت الاشتراكية كرد فعل على توسع النظام الرأسمالي، وقدمت بديلًا يهدف إلى تحسين أوضاع الطبقة العاملة وخلق مجتمع أكثر مساواة، كما أكدت على الملكية العامة لوسائل الإنتاج.[٢]
وفي القرن العشرين بعد الثورة الروسية عام 1917م، ظهرت الديمقراطية الاجتماعية والشيوعية باعتبارهما الحركتين الاشتراكيتين الأكثر هيمنة في جميع أنحاء العالم، وبحلول نهاية العشرينيات من القرن الماضي، توحد الاشتراكيون السوفييت وغيرهم من الشيوعيين مع الحركات الاشتراكية الأخرى في مقاومة الفاشية، وبعد الحرب العالمية الثانية، وتفكك هذا التحالف عندما أنشأ الاتحاد السوفيتي أنظمة اشتراكية في جميع أنحاء أوروبا الشرقية.[٢]
أهداف الاشتراكية
للاشتراكية أهداف عدة، فيما يأتي أبرزها:
دمقرطة مكان العمل والصناعة والدولة
يعتبر دمقرطة مكان العمل والصناعة والدولة الهدف المركزي للاشتراكية، إذ أنه لطالما كان النقد الأساسي للرأسمالية من قبل اليسار هو أنها غير ديمقراطية، كما تسيطر الطبيعة الاستبدادية على الرأسمالية.[٣]
التقليل من الطبقات الاجتماعية وعدم المساواة
يكره الاشتراكيون تقسيم المجتمع إلى طبقات، وتسعى الاشتراكية إلى تقليل أو إلغاء الفروق الطبقية، حيث يعتبرون أنّ الطبقات الاجتماعية تمنع الناس من العيش معًا، وتولد الانقسام الاجتماعي والكراهية والاستبداد.[٣]
القضاء على الاستغلال
يقول الاشتراكيون أن الرأسمالية تعتمد على استغلال اقتصادي وعلمي وأخلاقي كبير، فهي تدفع بشكل منهجي أقل من اللازم للعمال المأجورين لتوليد أرباح أكبر، وهذا هو السبب في أن أصحاب رأس المال يعارضون في كثير من الأحيان زيادة الحد الأدنى للأجور وتشكيل النقابات العمالية، فأتت الاشتراكية للقضاء على مثل هذا النوع من الاستغلال.[٣]
تلبية الاحتياجات البشرية والاجتماعية
تهدف الاشتراكية إلى ضمان الاحتياجات البشرية، بينما توزع الرأسمالية هذه الاحتياجات الأساسية وفقًا لمبدأ الربح الخاص والعرض والطلب وآلية السعر، وكل هذا يساهم في التدهور الاجتماعي وعدم المساواة الشديدة.[٣]
زيادة كفاءة وإنتاجية الصناعة
حيث تهدف الاشتراكية إلى توسيع القوى الإنتاجية للاقتصاد، بحيث يمكن تلبية كل رغبة وعوز للدولة والمجتمع.[٣]
القضاء على المنافسة المدمرة
القضاء على المنافسة المدمرة هو أحد أسمى أهداف الاشتراكية، حيث تسعى الاشتراكية إلى خلق تعاون اجتماعي مفيد بين الناس والمؤسسات، وتسعى أيضًا لشفائهم من الانقسامات الحادة التي أحدثها المجتمع الطبقي والربح.[٣]
إلغاء حكم القوانين الاقتصادية الصارمة
إذ تسعى الاشتراكية إلى تحرير الاقتصاد من القوانين الاقتصادية الصارمة، وخاصة قوانين السوق، ويتم تحقيق ذلك من خلال التنظيم والتخطيط الاقتصاديين المعقولين.[٣]
المراجع
- ↑ " Socialism", history, 17/10/2019. Edited.
- ^ أ ب ت "socialism", britannica, Retrieved 7/9/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "The basic goals of socialism", bobocheesechimp.medium, 22/3/2021, Retrieved 7/9/2022. Edited.