تاريخ الحج

كتابة:
تاريخ الحج

الحج

الحج فريضة وعبادة يقوم بها المسلم بغرض التقرب إلى الله -تعالى-؛ وذلك من خلال التوجه إلى بيت الله في مكة المكرمة، والقيام ببعض الأعمال والمناسك التي فرضها الله -تعالى- على الحاج، فيمثل بين يدي ربه ليغفر له ذنوبه ويدخله جنته، والحج هو فريضة من الفرائض، وركن من أركان الإسلام الخمسة فلا يصح إسلام المرء دونها في حال مقدرته على أدائها.[١]

الجذور التاريخية لفريضة الحج

لا يرتبط تاريخ الحج بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون وحدهم، بل يرتبط بما قبل ذلك أي بتاريخ أنبياء الله إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-؛ فللحج تاريخ عظيم يزيد من أهميته ومكانته في قلوب المؤمنين.

قام إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- ببناء بيت الله في صحراء عربية قاحلة؛ بعد أن رفضا الشرك في العراق، وتوجها إلى المكان الذي يقدران فيه على عبادة الله -تعالى- وحده، فأمرهما الله ببناء هذا البيت ليكون مكاناً لعبادة الله وحده دون شريك، وأخذ المؤمنون من الكعبة مكاناً مقدساً يحجون إليه كلّ عام كما فعل إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-.[٢]

وبقي الأمر كذلك حتى دخلت عبادة الأصنام إلى مكة المكرمة؛ فقام العرب آنذاك بنصب الأصنام في بيت الله الحرام، وأصبحوا يحجون إلى البيت بهدف التقرب إلى الأصنام، وعندما بعث الله بنبيه الكريم محمد -عليه الصلاة والسلام- وفتح -عليه السلام- هو ومن معه من المؤمنين مكة، وحرروها من الوثنية حجوا أول حجة للمسلمين في بيت الله الحرام بعد أن فرضها الله عليهم.[٢]

وقام الرسول -عليه السلام- بتعليم المسلمين مناسك الحج التي نؤديها اليوم على نفس المنهج.[٢]

مناسك الحج

هنالك العديد من المناسك التي يقوم بها المسلمون بموسم الحج؛ والتي تدلّ كل واحدة منها على أمر معين، وهذه المناسك هي:

  • الإحرام

بحيث يقوم المسلمون بقص أظافرهم والاغتسال والوضوء، ومن ثم لبس ملابس الإحرام، ومن ثم صلاة ركعتي الإحرام ونية الحج، ثم يبدأ بالطواف.[٣]

  • يوم التروية

في اليوم الثامن من ذي الحجة يقوم المسلمون بشرب الماء من مكة، ويخرجون بهذا اليوم إلى منى، ويمكن للحاج أن يبيت في منى، ويتوجه لله -تعالى- بالدعاء والإلحاح على الله بتلبية دعائه، وبعد أن يقضي يوماً كاملاً بجميع صلواته الخمسة، يخرج بعد الفجر من منى إلى عرفة.[٤]

  • يوم عرفة

في اليوم التاسع من ذي الحجة يتجه المسلمون إلى جبل عرفة، ويقفون عليه (يجب أن يقف الحاج ضمن حدود جبل عرفة حتى لا تبطل حجته)، ويتجهون إلى ربهم بالدعاء والذكر، ويتجهون بعد ذلك إلى منى لرمي الجمرات.[٥]

  • يوم عيد الأضحى

في اليوم العاشر من ذي الحجة يتجه المسلمون من مزدلفة إلى منى، ويرمون جمرة العقبة، ويقومون بعد ذلك بذبح الهدي، وحلق الرأس، أو التقصير، وبذلك يتحللون من إحرامهم التحلل الأول، ومن ثم يعودون إلى مكة، ويطوفون حولها طواف الإفاضة، ويصلون ركعتين ويشربون من ماء زمزم، ويسعون بين الصفا والمروة، وبذلك يتحللون التحلل الثاني.[٦]

  • أيام التشريق

في اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة، يقومون برمي الجمرات الثلاث مع التكبير والدعاء، ومن ثم يتجهّون إلى منى ويقضون ليلتهم هناك ويتّجهون بعدها إلى مكة، ويقومون بطواف الوداع من خلال طوافهم حول الكعبة سبع مرات.[٦]

أهمية الحج

للحج أهمية عظيمة سنذكر بعضاً منها:

  • الشعور بعظمة الله تعالى، وقربه.
  • الاتحاد بين جميع الحجاج وعدم وجود فروق بينهم

فجميعهم يرتدون نفس الرداء، ويقومون بنفس المناسك؛ مهما عظم شأنهم بين الناس؛ فهم عند الله سواسية كأسنان المشط.

  • التخلص من كافة الذنوب والمعاصي

وعودة الحاج كيوم ولدته أمه دون أي ذنوب، وذلك لمن صح حجه.

المراجع

  1. [علي بن عمر بادحدح]، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت [أحمد معمور العسيري]، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 46-47. بتصرّف.
  3. [ابن عثيمين]، دروس للشيخ العثيمين، صفحة 11. بتصرّف.
  4. [مجموعة من المؤلفين]، الموسوعة الفقهية، صفحة 216. بتصرّف.
  5. [علي الرملي]، فضل رب البرية في شرح الدرر البهية، صفحة 272. بتصرّف.
  6. ^ أ ب [ابن باز]، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، صفحة 224. بتصرّف.
4716 مشاهدة
للأعلى للسفل
×