محتويات
الحضارة الإغريقية
تُعتبر الحضارة الإغريقيّة أو اليونانية هي حضارةَ اليونان القديمة التي امتدت من عام 1200 قبل الميلاد فور انتهاء الحضارة الموكينيّة (أو الميسينيّة) حتّى موت الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، ومن الجدير بالذكر أنها كانت فترةً مليئةً بالإنجازات العلميّة، والسياسيّة، والفلسفيّة، والفنيّة، حيث تركت أثراً لا مثيل له على الحضارة الغربيّة.[١]
موقع الحضارة الإغريقية قديماً
نشأت الحضارة الإغريقية في أرض دولة اليونان وجزر بحر إيجه، ومنطقة الساحل الغربي لآسيا الصغرى (تركيا الحديثة).[٢]
وفي القترة التي تلت عام 750 قبل الميلاد بدأ الحضارة الإغريقية بالتوسع في جميع الاتجاهات، لتبدأ المدن بالظهور في سواحل وجزر البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، وبحلول عام 600 قبل الميلاد، امتدت المدن الإغريقية من سواحل إسبانيا غرباً إلى قبرص شرقاً، ومن أوكرانيا وروسيا الحالية شمالاً و وحتى مصر وليبيا.[٢]
وبعد فتوحات الإسكندر الأكبر انتقلت الحضارة الإغريقية إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط، واختلطت مع الثقافات القديمة هناك، مشكّلة حضارة هجينة جديدة عُرفت باسم "الحضارة الهلنستية". [٢]
إنجازات الحضارة الإغريقيّة
تفوّق الإغريق على الكثير من الحضارات في العديد من الإنجازات، ومن أهمها:[٣]
- الفن: برع الإغريق في فنّ النّحت، فقد كانت أعمالهم مثيرة للإعجاب في تمثيل الإنسان، حيث أبدعوا في تفصيل الشعر، والملابس، مع إضافة حركة إبداعيّة للتماثيل، بالإضافة إلى تجسيد العديد من العواطف، والحالة المزاجيّة للإنسان، فبعضها كان كوميديّاً، والآخر كان بملامح جديّة، كما أبدع النحّاتون في تجسيد الوطنيّة، والحريّة من خلال هذه التماثيل.
- العلوم السياسية: كان للحضارة الإغريقية أثرٌ كبيرٌ على العلوم السياسيّة، فقد كانت أوّل من قدّم دراسةً منهجيّةً لنظام حُكم البشر، وأوّل من درس الأشكال المختلفة من أنظمة الحُكم، مع تحديد نقاط الضّعف والقوّة لكلّ منها، حيث قدّم أفلاطون أول حكم سياسيّ في كتاب (الجمهورية) الذي يتحدث فيه عن العدالة، كما قدّم أرسطو الكثير من السّياسات التي درست نهج الكثير من حكومات المدن اليونانية القديمة، ثمّ صنّفها حسب نقاط الضّعف والقوّة لكلّ منها.
- الرياضيات: قدّمت الحضارة اليونانيّة مساهمات عديدة ومهمّة في مجال الرياضيات، مثل: نظرية فيثاغورس، وأعمال إقليدس المتخصّص بعلم الهندسة، حيث كان كتاب العناصر لإقليدس مرجعاً أساسيّاً للنّصوص الهندسية خلال السبعينيات.
- الرياضة: ساهمت الحضارة اليونانية في العديد من أصناف الرياضة التي تُمارَس حالياً، ومنها: الألعاب الأولمبية، والماراثون، اللذان اكتسبا أسمائهما من اللغة اليونانية، بالإضافة إلى صالة الألعاب الرياضية (بالإنجليزية: gymnasiums)، والملاعب (بالإنجليزية: stadiums)، وغيرها.
- التاريخ: اهتم الإغريق بالتاريخ، وقدموا أفضل الأعمال التاريخية الحقيقية، وكان من بينهم أفضل المؤرخين، وهم: ثوسيديدس (بالإنجليزية: Thucydides)، وزينوفون (بالإنجليزية: Xenophon)، وهيرودوت (بالإنجليزية: Herodotus)، ومن الجدير بالذكر أنّ هيرودوت قدم عملاً تاريخيّاً مثيراً للإعجاب عن الحروب الفارسية، لأنه قدمها بطريقة تتجاوز مجرد الأحداث الماضية، فحاول تفسير سبب حدوثها، والعبر التي يمكن أن تدرس من التاريخ الماضي، بالإضافة إلى تحدثه عن الدين، والعلاقات الأسرية، وغيرها.
- الشعر: كان للحضارة الإغريقية تأثير دائم على الشعر حيث أنهم كانوا أول من حلل الشعر بشكل منهجي، وعلى رأسهم أرسطو المبدع في النقد الأدبي، إضافة إلى تقديمهم الأشعار، والقصائد، ومنها: الإلياذة (بالإنجليزية: the Iliad)، والأوديسا (بالإنجليزية: The Odyssey لهوميروس (بالإنجليزية: Homer).
- العلوم: العديد من المصطلحات العلمية المستخدمة حالياً أصلها أسماء يونانية، لأنهم كانوا أول من استكشف هذه المجالات، مثل: الفيزياء (بالإنجليزية: Physics)، والأحياء (بالإنجليزية: Biology)، وعلم وظائف الأعضاء (بالإنجليزية: Physiology)، وعلم الحيوان (بالإنجليزية: Zoology)، من الجدير بالذكر أنّ طاليس (بالإنجليزية: Thales) الفيلسوف اليوناني الأول وأب الفيزياء كان على الدوام يطرح أسئلة أساسية وجوهرية عن الكون، وأيضاً أرسطو الذي أعتقد أن العالم يتكون من أربعة عناصرأساسية، ليأتي من بعده يونانيون آخرون، ويضيفوا أن هذه العناصر تتكون من جسيمات غير مرئية، وغير قابلة للتجزئة، تسمى الذرات، كما قام أرسطو بتقديم العديد من الأعمال الأخرى في علم التصنيف (بالإنجليزية: taxonomy)، وعلم النبات (بالإنجليزية: botany)، وعلم الحيوان.
الديانة في الحضارة الإغريقية
عبد الإغريق العديد من الآلهة، مثل: زيوس الذي كان يُعتبر الأهم، وزوجته هيرا، وأثينا آلهة الحكمة والمعرفة، وأبولو إله الموسيقى والثقافة، وأفروديت إله الحب، وديونيسوس إله النبيذ، وديانا إلهة الصيد، حيث كانت هذه الآلهة تعتبر آنذاك مصدراً للمساعدة، ولم يكن يُنظر إليها كمصدر للعبادة والإخلاص، وبالرغم من ذلك ركّز الدّين لدى الإغريق على السلوك الأخلاقيّ، كما سعى النّاس إلى طلب المشورة والنصائح من الكهنة الذين كانوا يتلقّون رسائل من الآلهة كما كانوا يعتقدون.[٢]
الملابس في الحضارة الإغريقية القديمة
كانت ملابس الرجال عبارة عن قطعة فضفاضة من الملابس بدون أكمام، وتصل إلى الركبة، ويمكن ارتداء أو لف قطعة أخرى من القماش عليها، أما النساء فكانت ملابسهن فضفاضة وتصل إلى الكعبين، وكانت الملابس مصنوعة من الصوف عادة، إضافة إلى ارتداء صنادل جلدية في القدمين.[٢]
كما كان شعر الذكور قصيراً عادة، وكانوا حليقي الذقن، باستثناء الرجال الأكبر سنًا إذ كانوا يُطلقون اللحى، وامتلكت النساء شعراً طويلاً، تم ربطه على شكل كعكة أو ذيل حصان باستخدام الأشرطة.[٢]
المراجع
- ↑ Simon Hornblower (17-1-2018), "Ancient Greek civilization"، www.britannica.com, Retrieved 15-2-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Ancient Greek Civilization", www.timemaps.com, Retrieved 15-2-2018. Edited.
- ↑ "Greek Achievements ", www3.northern.edu,24-3-2009، Retrieved 15-2-2018. Edited.