محتويات
الزبير بن عوام
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، القرشي، الأسدي، من قبيلة بني أسد، ويكنى بأبي عبد الله، كان من السابقين للإسلام بدعوة من أبي بكر الصديق، ويعرف من بين الصحابة بحواري رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأمّه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أحد الستة أصحاب الشورى، ورد أنه كان طويلًا، إذا ركب خطت رجلاه في الأرض، وكان خفيف اللحية والعارضين، ومن مناقبه أنه كان له ألف مملوك يؤدون له الخراج، وكان لا يدخل بيته منه شيئًا، يتصدق به كله، وسيتم ذكر تاريخ الدولة الزبيرية.[١]
نسب عبد الله بن الزبير
هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي، وأمه السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق، وهو أحد العبادلة، وأحد الشجعان من الصحابة، وأحد من ولي الخلافة منهم، ويكنى أبا بكر، ولد بن الزبير عام الهجرة، وحفظ عن النبي وهو صغير، وحدَّث عنه بجملة من الحديث، وهو يُعَدّ أول مولود للمسلمين في المدينة بعد الهجرة، وكان فرح المسلمين بولادته كبيرًا، وسعادتهم به طاغية، لأن اليهود كانوا يقولون: "سحرناهم فلا يولد لهم ولد"، وقد كانت خالته السيدة عائشة -رضي الله عنها- تُعنَى به وتتعهده، حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها: "أم عبد الله"؛ لأنّها لم تنجب ولدًا.[٢]
ومن مناقبه -رضي الله عنه- أنه قسَّم الدهر على ثلاث ليال، فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح، وقد نشأ عبد الله بن الزبير محبًّا للجهاد، فقد شهد وهو في الرابعة عشرة من عمره معركة اليرموك الشهيرة عام 15هـ/ 636م، واشترك مع أبيه في فتح مصر، وأبلى بلاءً حسنًا، وخاض عمليات فتح شمال إفريقيا تحت قيادة عبد الله بن سعد بن السرح في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ومن شجاعته وقوة شخصيته، أنه في يوم من الأيام مرَّ عمر بعبد الله وهو يلعب مع رفاقه من الصبيان، فأسرعوا يلوذون بالفرار هيبةً لعمر بن الخطاب وإجلالاً له، في حين ثبت عبد الله بن الزبير، ولزم مكانه، فقال له عمر رضي الله عنه: ما لك لم تفر معهم، فقال عبد الله -رضي الله عنه-: "لم أجرم فأخافك، ولم يكن الطريق ضيقًا فأوسع لك".[٢]
ثورة عبد الله بن الزبير
في عام 60هـ / 679م، تولى يزيد بن معاوية الخلافة، وكان حريصًا على أخذ البيعة من الأمصار الإسلامية، فأخذها بكل سلاسة، إلا أن إقليم الحجاز قد استعصى عليه، فأبى إلا أن يأخذ البيعة ممن امتنع، حيث يعيش أبناء الصحابة الذين امتنعوا عن مبايعة يزيد رضي الله عنه، وكان في مقدمة الممتنعين الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وحاول يزيد أخذ البيعة من عبد الله بن الزبير، لكنه رفض وأصر على رفضه، فاحتمى بالبيت الحرام بمكة المكرمة، وسمى نفسه: "العائذ بالبيت"، وبعد استشهاد الحسين بن علي -رضي الله عنه- في معركة كربلاء في العاشر من المحرم سنة 6هـ / 680م، زاد أنصار ابن الزبير، وزاد السخط على يزيد بن معاوية.[٢]
فلمّا خشي أن تخرج الأمور عن السيطرة، أرسل إليه جيشًا بقيادة مسلم بن عقبة غير أنه توفي وهو في الطريق إلى مكة، فتولى قيادة الجيش الحصين بن نمير، وبلغ مكة في 26 من المحرم 64هـ، وحاصر ابن الزبير -رضي الله عنه- أربعة وستين يومًا، دارت خلالها مناوشات لم تحسم الأمر، وخلال هذه المدة أتى نبأ وفاة يزيد بن معاوية، فاضطرب جيش يزيد، فعرض الحصين بن نمير على ابن الزبير قائلًا: "إن يك هذا الرجل قد هلك "أي يزيد"، فأنت أحق الناس بهذا الأمر، هلُمَّ فلنبايعك، ثم اخرج معي إلى الشام، فإن الجند الذين معي هم وجوه أهل الشام وفرسانهم، فوالله لا يختلف عليك اثنان".[٣]
تاريخ الدولة الزبيرية
بعد وفاة يزيد بن معاوية -رضي الله عنه-، وتزعزع الوضع في جيشه ودولته، نجح عبد الله بن الزبير أن ينتزع السلطة من الأمويين في معظم الأقطار الإسلامية، الحجاز، فلسطين، العراق، مصر، وحتى أجزاء كبيرة من سوريا، حتى زعماء البيت الأموي كادوا يتنازلون لابن الزبير عن الخلافة، وعلى رأسهم مروان بن الحكم الذي وحد كلمة الأمويين بعد معركة مرج رهط 684 م، وقد نجح مصعب بن الزبير أخو عبد الله في القضاء على ثورة التوابين، وهم من الشيعة وزعيمهم المختار 67 هجري، ولكن بعد تولي عبد الملك الخلافة على من بايعه، حاول إعادة السيطرة على البقاع الإسلامية، فنصّب الحجاج بن يوسف الثقفي واليًا، وأعطاه الإذن ليقاتل الدولة الزبيرية، فتوجّه الحجاج الثقفي بعد مقتل مصعب بن الزبير على رأس جيش كبير من عشرين ألفًا من جند الشام إلى الحجاز، وفرض حصارًا على مكة، فأصاب أهل مكة مجاعة كبيرة.[٤]
وراح عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- يسأل أمه أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-، ماذا يفعل وقد تخلّى عنه الناس، فقالت له: "إن كنت على حقٍّ فامضِ لشأنك، لا تمكّن غلمان بني أميّة، وإن كنتَ إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت! أهلكت نفسك ومن معك؛ القتل أحسن"، فقال: "يا أُمَّتِ، إني أخاف إن قتلوني أن يمثِّلوا بي"، فقالت القولة المشهورة: "إنّ الشاة لا يضرُّها سلخها بعد ذبحها"، فخرج من عندها، وذهب إلى القتال، فاستشهد في المعركة في 17 من جمادى الأولى 73هـ / 4 من أكتوبر 692م، وبوفاته انتهت دولته التي استمرت نحو تسع سنوات، وكان ابن الزبير رضي الله عنه قد بلغ من العمر يوم استشهاده 72 سنة، وهكذا يعرف تاريخ الدولة الزبيرية.[٢]
أقوال العلماء في عبد الله بن الزبير
لقد كان ابن الزبير مُحِبًّا للجهاد، وقد أظهر كفاءته بالقتال، في المعارك التي شارك فيها، وقد كان طالبًا للعلم مجتهدًا في ذلك، فقد روى الحديث، وروى عنه أخوه عروة، وابناه عامر، وعباد، وابن أخيه محمدٍ بن عروة، وأبو ذُبيان خليفة بن كعب، وعبيدة بن عمرو السماني، وعطاء، وطاووس، وعمرو بن دينار، ووهب بن كَيْسان، وابن أبي مُليكة، وسماك بن حرب، وأبو الزبير، وثابت البُنَاني وآخرون، وحَفِظ عن النبيّ -صَلَّى الله عليه وسلم- وهو صغير، وحدّث عنه بجملةٍ من الحديث، وعن أبيه، وعن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وخالته عائشة، وسفيان بن أبي زهير وغيرهم.[٥]
وقد قال إبراهيم بن مرزوق أبو إسماعيل الثقفي مولى الحجاج بن يوسف: "حدثنا أبي وكان خادمًا لعبد الله بن الزبير قال: كان عبد الله بن الزبير إذا سمع أذان المغرب، قام فصلّى ركعتين بين الأذان والإقامة، فإذا انصرف من الصلاة انصرف عن يمينه"، وقال عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ويقول: "إن هذا لوعيد لأهل الأرض شديد"، وقال عمرو بن دينار: "كان ابن الزبير إذا صلى يرسل يديه"، وعنه، قال: "ما رأيت مصلِّيًا أحسن صلاةً من ابْنِ الزّبير"، وقال مجاهد: "كان ابنُ الزبير إذا قام للصلاة كأنه عَمُود وهو الخشوع في الصلاة"، وهكذا يختم مقال: تاريخ الدولة الزبيرية.[٥]
المراجع
- ↑ "الزبير بن العوام رضي الله عنه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "عبد الله بن الزبير"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد أبو الفضل إبراهيم، أيام العرب في الإسلام، لبنان: دار الجيل للنشر والطبع والتوزيع، صفحة 432. بتصرّف.
- ↑ "ثورة عبد الله بن الزبير"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عبد الله بن الزبير"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-08-2019. بتصرّف.