تاريخ السياسة الشرعية

كتابة:
تاريخ السياسة الشرعية

تاريخ السياسة الشرعية

بدأ تاريخ السياسة الشرعية منذ قيام الدولة الإسلاميّة؛ وذلك مع نشأة الدولة الإسلاميّة في المدينة المنورة بقيادة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حيث بدأت معالم الحكم تتضح، ولم تنتهي الدولة الإسلاميّة بوفاة رسولَ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بل أخذت بالتطور والاتساع، وظهرت مدلولاتها السياسية بشكل أوضح.[١]

وحتى وإن لم يدون علماء المسلمين في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- شيئا من السياسة الشرعيّة، إلا أنّ مدلولاتها كانت راسخة لدى المسلمين، وقد جاء في كتاب الله -تعالى- الكثير من الآيات التي تتحدث عن أسس الحكم والعدل.[١]

وكذلك ورد في كتاب الله -تعالى- آيات تتحدث عن مبادئ السياسة كالتمكين والشورى حيث قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)،[٢] وقال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)،[٣] وغيرها من الآيات.[١]

وأمّا أمر الله -تعالى- بالشورى فيدل على ذلك قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)،[٤] وجاء كذلك في سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عدة أحاديث عن الإمارة والإمام العادل، ووجوب طاعة ولي الأمر وعدم معصيته، وغيرها من أساسيات الحكم ونظامه، ولا شك أن جميع هذه المصطلحات تنتمي إلى السياسة الشرعيّة.[١]

أول المصنفات في السياسة الشرعية

لمّا بدأ العلماء بوضع مصنفات في السياسة الشرعيّة، تتابعت بعدها المصنفات التي لا زالت مرجعا في السياسة الشرعية إلى الوقت الحاضر، وأول المصنفات التي وضعت في السياسة الشرعية ما يأتي:[٥]

  • كتاب الخراج

لمؤلفه أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، وهو في الأصل رسالة من أبي يوسف للخليفة هارون الرشيد، يحتوي على مجموعة من النصائح والأسس التي تخص السياسة الشرعية.

  • كتاب الرد على سير الأوزاعي

لمؤلفه أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب، وتحدث فيه عن ما يخصّ الجهاد والحروب، والسياسة الاقتصادية، وغيرها من الموضوعات.

  • كتاب الخراج

لمؤلفه يحيى بن آدم القُرشي، وهو فقيه ومؤلف، وقد تحدث في كتابه عن الموارد المالية للدولة المسلمة، وعن كيفية معاملة أهل الذمة، وتحدث في أحد أبواب الكتاب عن الزكاة.

  • كتاب الأموال

لمؤلفه أبي عبيد القاسم بن سلّام.

  • كتاب السير الكبير

لمؤلفه محمد محمد بن الحسن الشيباني، وقد تحدث فيه عن قواعد الحرب والقانون الدولي.

التعريف بالسياسة الشرعية

تُعرف السياسة الشرعية بأنّها قيام ولي الأمر بشؤون الرعية على النحو الذي يحقق لهم الصلاح من أمرهم، وذلك بنهيهم عما يحقق ذلك، وبإرشادهم إلى ما يجلب لهم الخير، والقيام على تهذيبهم، وذلك عن طريق وضع تشريعات وتنظيمات إدارية تحقق مصالحهم، وتبعد عنهم الضرر والشرّ، وتكون سبيلاً لجلب المنفعة والخير.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "السياسة الشرعية في كتاب (غياث الأمم) للجويني "، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
  2. سورة الحج، آية:41
  3. سورة يوسف، آية:56
  4. سورة الشورى، آية:38
  5. "أول ما صنف في السياسة الشرعية"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
  6. "السياسة الشرعية تعريف وتأصيل"، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
3072 مشاهدة
للأعلى للسفل
×