تاريخ الصحافة العربية

كتابة:
تاريخ الصحافة العربية

الصحافة

في قاموس أوكسفورد تُستخدم كلمة Presse بمعنى صحافة وهي شيء مرتبط بالطبع والطباعة ونشر الأخبار والمعلومات وكلمة Journal يقصد بها الصحيفة وJournalisme بمعنى الصحافة وJournaliste بمعنى الصحفي فكلمة الصحافة تشمل إذن الصحيفة والصحفي في الوقت نفسه[١]، وكلمة صحافي أكثر دلالة من صحفي للدلالة على الشخص الذي يعمل في الصحافة، فهي الكلمة الأصح لمن يلقب بِـ Journalist في الغرب، أما صُحفي "بالضم" خطأ شائع إذ لا تجوز النسبة إلى الجمع في اللغة العربية، والأصح صَحفي "بالفتح" نسبة إلى الصحيفة، وقديمًا استعمل العرب كلمة صحفي بمعنى "الوراق" الذي ينقل عن الصحف، وقيل فلان من أعلم الناس لولا أنه صحفي "بمعنى أنه ينقل عن الصحف والصحائف"، وللمزيد سيتم الحديث سيتم عن تاريخ الصحافة العربية.[٢]

تاريخ الصحافة العربية

بدأ تاريخ الصحافة العربية بالصحافة الخبرية، وأول صحيفة عربية ظهرت هي جريدة "التنبيه" التي أصدرها نابليون بونابرت في مصر عام 1800م، وثاني صحيفة عربية من حيث القدم كانت صحيفة "الوقائع المصرية" التي أصدرها الملك محمد علي باشا عام 1828م، أما الثالثة فهي جريدة "المبشر" الجزائرية، بحيث أصدرها المستعمرون الفرنسيون في مدينة الجزائر عام 1847 بأمر من الملك لويس فيليب، وكان الأمر كذلك مع بقية الصحف الأولى التي صدرت في بقية أجزاء الوطن العربي، بحيث بدأت جميعها صحفا خبرية مثل: المبشر الجزائرية 1847م، وحديقة الأخبار اللبنانية 1858م، والرائد التونسية 1860م، وصحيفة سورية 1866م، وصحيفة طرابلس الغرب الليبية 1879م، والزوراء العراقية 1869م، وصحيفة المغربية 1889م، والغازيتة السودانية، وصنعاء اليمنية 1879م، والحجاز السعودية 1908م.[٣]

ومن خلال الحديث عن تاريخ الصحافة العربية وبدايتها الخبرية، فإن الصحافة الأوروبيّة بدأت خبرية؛ تلبيةً لاحتياجات الطبقة البورجوازية لمعرفة أخبار السوق، بينما الصحافة العربية بدأت خبرية، تلبية لاحتياجات الحكومات، فالصحف العربية الأولى تعدّ جميعًا صحفًا رسميةً أي صدرت بأوامر حكوماتها، ولكن سرعان ما أخذ العرب يخوضون ميدان الصحافة العربية بأنفسهم وطبعوها بطابعهم الخاص دون أن يقلدوا الغربيين في ذلك، واستخدم العرب الصحافة كأداة جهاد، ووسيلة حرب ونضال من استشراق الأجانب وتقاليدهم وعاداتهم، فقد عملت الصحافة العربية على تحرير الأمة من المحتلين والمستعمرين البريطانيين بمصر والعراق والإيطاليين بليبيا، كما حاربت الصحافة العربية الأمية والجهل والفقر، وكافحت لإصلاح اللغة وقد أدركتها الركاكة.[٣]

بمرور الوقت وبتعدد وظائف الصحافة وتنوع أغراضها وشمول مادتها لجميع مجالات النشاط الإنساني، أصبحت الصحافة تقوم بوظيفة خامسة وهي تسجيل وقائع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي صارت مصدرًا من مصادر التاريخ، فتقدم الصحافة اليومية للمؤرخ وقائع الحياة الاجتماعية اليومية، في حين تقوم المجلات الأسبوعية بتلخيص هذه الوقائع وتحليلها والكشف عن أبعادها ودلالاتها.[٤]

توالت الصحف العربية في الصدور في شتّى الأقطار العربية حتى بلغت عام 1870م سبعًا وعشرين صحيفة ومجلة، وهو عدد كبير في بدايات تاريخ الصحافة العربية بالنظر إلى انتشار الجهل والأمية بين السكان في ذلك الوقت وندرة عدد المتعلمين في البلدان العربية، فأخذت الصحافة العربية تتقدم شيئًا فشيئًا، فبدأت الأساليب الصحفية تتحسن، والأفكار أخذت ترتقي بانتشار التعليم وميل الناس إلى اكتساب العلوم والمعارف، ثم توالت الصحف بالانتشار والتوسع خاصة أبان الاحتلال الغربي للدول العربية أثناء الحرب العالمية الأولى، وكانت تنادي بالدفاع عن الأرض والوطن ضد المحتل، وكانت من الأسباب الرئيسة في دعم الحصول على الاستقلال، ومازالت الصحافة العربية في تطور مستمر ومواكب للتطورات التكنولوجية الحديثة حتى هذه الأيام، كان هذا حديث موجز مفصل عن تاريخ الصحافة العربية.[٣]

شبكة الصحافة العربية

بعد الحديث عن تاريخ الصحافة العربية يجدر ذكر شبكة الصحافة العربية، وهي شبكة الكترونية للصحف العربية تدعم نمو صحافة مستقلة في العالم العربي عن طريق تسهيل تبادل الآراء والخبرات بين ناشري الصحف ومحرريها ويديرها الاتحاد العالمي للصحافة وتمولها مجموعة جي بي بوليتيكين الدنماركية الصحفية، وتدعم شبكة الصحافة العربية تطوير وتنمية صحافة مستقلة في العالم العربي عبر تمهيد السبيل من اجل تشجيع تبادل الأفكار والخبرات بين ناشري الصحف ورؤساء تحريرها.[٥]

وتهدف الشبكة أيضًا إلى دعم الصحف فيما يتّصل بتطوير استراتيجياتها التجارية من خلال تزويد أعضائها بأحدث المعارف والاستراتيجيات وأكثرها نجاحاً في مجال صناعة الصحف، وتقوم شبكة الصحافة العربية، من خلال رسالتها الإخبارية وموقعها على شبكة الإنترنت، بتوزيع المعلومات والإسهامات الخاصة التي يقدمها مهنيون محترفون في وسائل الإعلام في المنطقة العربية ومن أجلها.[٥]

المراجع

  1. فاروق أبو زيد (1988)، مدخل إلى علم الصحافة (الطبعة الثانية)، القاهرة: عالم الكتب، صفحة 37. بتصرّف.
  2. أديب مروة (1961)، الصحافة العربية نشأتها وتطورها (الطبعة الأولى)، بيروت: منشورات مكتبة دار الحياة، صفحة 15. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت أديب مروة (1961)، الصحافة العربية نشأتها وتطورها (الطبعة الأولى)، بيروت: منشورات مكتبة دار الحياة، صفحة 142-145. بتصرّف.
  4. فاروق أبو زيد (1988)، مدخل إلى علم الصحافة (الطبعة الثانية)، القاهرة: عالم الكتب، صفحة 64. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سعد المشهداني (2014)، الصحافة العربية والدولية (الطبعة الأولى)، الإمارات: دار الكتاب الجامعي، صفحة 223-224. بتصرّف.
5729 مشاهدة
للأعلى للسفل
×