تاريخ العصر الجاهلي

كتابة:
تاريخ العصر الجاهلي

العرب قبل الإسلام

العرب قبل الإسلام مصطلحٌ يُعبِّرُ عن أحوال العرب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في شبه الجزيرة العربية والمناطق التي سكنها العربُ قديمًا قبل انتشار الإسلام، وتسمى هذه الفترة زمنيًّا بالعصر الجاهلي، وهي تمتد لمئة وخمسين عاما قبل الإسلام وبعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد بدأت دراسة هذه الفترة في سياقها الزمنيّ والجغرافي بشكل عامّ في العصر الحديث، تحديدًا في القرن التاسع عشر، عندما أظهر المستشرقون اهتمامًا كبيرًا فيها، فترجموا عددًا كبيرًا من النقوش المكتشفة، وأعادوا صياغة التاريخ عن العصر الجاهلي صياغة علميّة، معتمدين في ذلك على المصادر الأوليّة القديمة التي أشارت إلى حياة العرب في تلك الأزمنة، وهذه المقالة ستتناول تاريخ العصر الجاهلي.[١]

مفهوم كلمة الجاهلية

تستخدم كلمة الجاهلية في تاريخ العصر الجاهلي للدلالة على الفترة الزمنية التي سبقت عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا يقصد منها الجهل، فقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي وصفت العرب الذين عاصروا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالمعرفة، قال تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}،[٢] وبهذا تكون كلمة الجاهلية استخدمت للدلالة على فترة زمنية شهد أهلها جهلًا بالدين الصحيح.[٣]

كما أن الجاهلية في لغة ما قبل الإسلام كما ورد في تاريخ العصر الجاهلي، تعني الخضوع لقوة العاطفة، وسطوة الانفعال دون الاحتكام إلى العقل والمنطق، وبالتالي فقد افتخر بعض الشعراء الجاهليين بقدرتهم بالقدرة على مقابلة الجهل بالمعنى السابق، كقول عمرو بن كلثوم:[٤]

أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا

فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

فالجهل هنا يعني السلوك الذي لا يقبله العقل والمنطق، وكان الظلم في العلاقات الاجتماعية من أسباب الجهل العام في الحياة الجاهلية، لذا جاء الإسلام ليحتكم إلى العقل وينفي الظلم والجهل، وبالتالي فإن الجاهلية هي الفترة الزمنية التي سبقت الإسلام، وساد فيها الظلم والقهر والطيش والبغي.[٥] ويمكن الاستدلال على بعض مظاهر العصر الجاهلي من حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما جاءته أُمَيْمةُ بنتُ رُقَيْقةَ تبايعُهُ علَى الإسلامِ، فقالَ لها: "أبايعُكِ علَى أن لا تشرِكي باللهِ شيئًا، ولا تسرِقي ولا تَزني، ولا تقتُلي ولدَكِ ولا تأتي ببُهْتانٍ تفترينَهُ بينَ يديكِ ورجليكِ، ولا تَنوحي، ولا تتبرَّجي تبرُّجَ الجاهليَّةِ الأولى".[٦]

تاريخ العصر الجاهلي

عرف تاريخ العصر الجاهلي العبودية وشراء العبيد من الأسواق العامة المختلفة، مما أدّى إلى ظهور سلوكيات تحض على الكراهية والاستغلال، كالربا والسكر، التي نبذها الإسلام. وكان الجاهليون في معظمهم من البدو، دائموا التنقل والترحال من مكانٍ إلى آخر بحثًا عن المأكل والمشرب والمأوى الآمن، وكانوا يسكنون الخيام ويربون المواشي، عدا فئة قليلة منهم كانوا من أصحاب الأموال والذهب، ويسكنون في منازل مشيدة من الطين. كما كان الانتقام فكر أساسية تسود في الجاهلية كما ورد في تاريخ العصر الجاهلية، فكان أيًا كان، وأيّ شيء كان يشعل حربًا بين القبائل بهدف الانتقام.، ومثلها حرب البسوس التي وقعت بسبب ناقة واستمرت لأربعين سنة للانتقام لمقتل كليب أخ الزير سالم.[٧]

كما ورد في تاريخ العصر الجاهلي، أن مكانة المرأة كانت منتقصة، فقد كره أهل هذا العصر النساء وولادة الفتيات، وقد انتشرت لديهم فكرة وأد البنات، ودفنهن أحياء بعد الولادة، وكان الرجال يعددون في الزوجات عددًا غير محدد. وعلى جانب آخر، عَرف تاريخ العصر الجاهلي الكرم بوصفها سمة أساسية للعرب الجاهليين، وذاع صيتهم بكرمهم، وعُرفوا بشجاعتهم في لحظة الشدائد، ويدافعون عن أراضيهم وقبائلهم ويقدمون في سبيلها الغالي والرخيص، والمقالة مستمرة في عرض جوانب من حياة العرب كما ورد في تاريخ العصر الجاهلي.[٧]

الحياة السياسية في العصر الجاهلي

يذكر تاريخ العصر الجاهلي أن العرب في شبة الجزيرة، كانوا إما بدوا يسكنون الصحراء، ويرتحلون من مكان للآخر طلبا للطعام والماء، وإمّا حضرا يسكنون المدن، ويعيشون بالتجارة أو الزراعة، وكانوا يعيشون وفقًا للنظام القلبي، فلكل قبيلة شيخ له مجلس يُعاوِنه ويستشيره، ويتم اختيار المجلس من البطون والعشائر وفق معايير تَفرِضها البيئة: كالشجاعة والفروسية، وكثرة المال والولد، والجرأة، وحُسْن الدفاع عن القبيلة، وكان شيخ القبيلة يرشّح لزعامة القبيلة بمقتضى هذه المعايير التي تُقاس بها أقدار الرجال، وتُوزَن بها مكانتهم.[٨]

وكان يفضّل شيخ القبيلة، عن بقية أفرادها في الحقوق بخمسة: فله ربع الغنائم في الحرب، وما يصطفيه لنفسه من عبد وملابس وأسلحة، وله الرأي في إعلان الحرب والتخطيط لها ووقفها، وله النشيطة مما يأخذ من العدو قبل الاشتباك، وله الفضول مما لا يقبل القسمة كالسيف، والجارية، وكانت الروابط القبلية روابط قوية، فالقبيلة تقف مع أفرادها ظالمين أو مظلومين، والأفراد يناصرون قبيلتهم، ويبذلون لها الأرواح والأموال.[٨]

اقتصاد العصر الجاهلي

يذكر تاريخ العصر الجاهلي، أن التجارة كانت المحرك الرئيس لاقتصاد الجزيرة العربية، باللإضافة إلى نشاطات اقتصادية مختلفة كالزراعة وتربية الماشية، بالنسبة للزراعة، فقد ازدهرت في العصر الجاهلي، مع استخدام العرب لأنظمة السدود وقنوات الري، في مناطق خاصة كشرق الجزيرة العربية واليمن ووادي القرى شمال الحجاز والطائف، فأنتجت هذه المناطق، منتجات متنوعة من الفواكه والحبوب، أما في مناطق أخرى من الجزيرة العربية فقد عرفت زراعة نخيل التمر بشكل أساسي، وكان اقتصاد مكة قويًا، فقد كانت مركزا تجاريًا مهمًا إلى جانب كونه دينيًا، فقد كانت القوافل التجارية القادمة من الشمال والجنوب تمر منها، كما ساعد توافد الحجاج إليها كل عام في ازدهارها الاقتصادي.[١]

ويذكر تاريخ العصر الجاهلي أن قريش كانت أهل التجارة في مكة، وكانت لها رحلتان في الصيف والشتاء، تنطلق رحلة الصيف إلى الشام ومصر، ورحلة الشتاء إلى اليمن، وكانت هذه الرحلة تمر بأطراف شبه الجزيرة العربية، على ثلاثة طرق رئيسة علي ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول القوافل الجنوبي الشمالي من جدة إلى الشام وسيناء ومصر، والثاني يأتي أطراف شرق الجزيرة العربية، ويتجه من الخليج العربي جنوب العراق ليصل بلاد الرافدين شمالا، ثم إلى دمشق. والطريق الثالث يقع غرب الجزيرة العربية ويمر بجانب ساحل البحر الأحمر، ويبدأ من اليمن ثم جدة، ثم يثرب ثم البتراء، وصولا إلى الشام.[١]

الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي

يذكر تاريخ العصر الجاهلي أن القبيلة العربية لم تكن طبقة واحدة، فقد كان منهم الصُّرحاء، الذين ولدوا لأب وأم عربيين ويعودون في نسبهم إلى جِذْمِ القبيلة، ومنهم الموالي، وهم أربعة أصناف: الأول ويعرف بالحليف وهو المقيم في القبيلة إقامة دائمة. والثاني يعرف بالمُجَار وهو المقيم في القبيلة بصفة مؤقَّتة، وهذان الصِّنفان ليسوا من القبيلة ولا يحملون نسبها، وهم أحرار فيها، جاؤوا إليها طلبًا للأمن والحماية، أو هربًا من ثأر، أو طمعًا في زواج، والصنف الثالث هم العتيق وهم من حرَّرهم أسيادهم بمال أو عملٍ جليل قام به الواحد منهم في السِّلم أو الحرب، والصنف الرابع هو الهجين وهو ابن العربي من جاريته البيضاء، أما إن كانت أُمُّه سوداءَ فيسمّى الغراب.

وكان الموالي كما يذكر تاريخ العصر الجاهلين، يقعون في منزلة أدنى، ومكانة أقل من الصُرحاء، وقد كانت لهم حقوق، وكانت عليهم واجبات، ولكنهم اختلفوا فيها باختلاف أقدارهم ومنازلهم، فليس الحليف كالمُجَار، وليس من تجري في عروقه الدماء العربية كالعجم. إلّا أن هذه الأصناف جميعها كانت تحظى على حماية القبيلة، وكان من العار على القبيلة ألا تنتصر لصنف من هذه الأصناف، وهناك طبقة أخيرة ذكرت في تاريخ العصر الجاهلي وهي طبقة الأرِقَّاء من العبيد والإماء، الذين امتلكتهم القبيلة عن طريق غاراتها وما سلبته في حروبها، أو عن طريق الشراء من الأسواق، ولم يكن لهؤلاء إلا خدمة السادة، والسهر على مصالحهم. وكانت هذه أعراف وتقاليد المجتمع الجاهلي التي سار عليها الجميع.[٨]

إلّا أن هناك مجموعة من العرب، خرجوا عن عادات وتقاليد الناس في شبه الجزيرة، وهم الصعاليك، ويقول المؤرخون: "إنه كان يتألَّف من الشُّذَّاذ وخُلَعَاء القبائل، ومُحترفي السطو والقتل، وكان مقره رؤوس الجبال، ومُوحِش الفَلَوات، وكانت حياته قائمة على السلب والنهب، لا فَرْق عنده بين زمن وزمن، ولا بين موضع وموضع؛ فالأشهر الحرام وغيرها لديه سواء، وقُصَّاد بيت الله وغيرهم لديه سواء كذلك"، وقدد أسهمت عدّة عوامل في ظهور هذه المجموعة، منها الفقر المدقع في البادية، وقسوة العادات والتقاليد، ولكن كانوا أصحاب ثقافة، فظهر منهم ما عرف باسم "شعراء الجاهلية الصعاليك".[٨]

الفكر العربي في العصر الجاهلي

يذكر تاريخ العصر الجاهلي أن العرب في الجاهلية عرفوا الكتابة والكتابة وأدوات الكتابة كالأقلام والمداد، والصحف والسجل، وقد دلّ على ذلك غير آية وردت في القرآن الكريم، وكذلك عرف العرب في العصر الجاهلي كما ورد في تاريخ العصر الجاهلي القراءة، والدليل على ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- جعل فداء أسرى المشركين في غزوة بدر الكبرى ممن عجزوا عن فداء أنفسهم بالمال، أن يعلّم كل واحد منهم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة.[٣]

كما يذكر تاريخ العصر الجاهلي، أن العرب في الجاهلية، كانت لهم معرفة فلكية وطبيعية، فعرفوا أحوال النجوم ومنازل القمر والشمس والأفلاك وحركاتها، وعرفوا كيفية الاهتداء بالنجوم في أسفارهم ورحلاتهم. كما كانت لديهم معرفة بعلم الأنواء الجوية والأحوال الجوية وأماكن هبوب الرياح وحدوث الأمطار، هذا وقد استفادوا في معلوماتهم الفلكية والجوية من الأقوام السابقة كالكلدانيين، ويدل على ذلك تشابه المصطلحات الفلكية بين العرب والكلدان، كما كان لدى العرب معرفة بالفراسة، والفيافة، والركافة، والقيافة في نوعيها: قيافة البشر التي تعني الاستدلال من خلال هيئات أعضاء الأشخاص على اشتراكهم في النسب، وقيافة الأثر التي تعني الاستدلال بآثار الأقدام والأخفاف والحوافر. أما الفراسة فهي الاستدلال على أخلاق الأشخاص وسلوكهم من خلال هيئة الشخص وحركاته، أما الريافة فهي التعرف على أماكن المياه الجوفية من خلال تراب الارض وما فيها من أعشاب.[٣]

وقد عرف العرب في تاريخ العصر الجاهلي العرافة التي تعني المعرفة بالماضي، والكهانة التي تعني معرفة المستقبل والتنبؤ بأموره، وكانت نظرة العرب الجاهليين للكاهن والعراف نظرة إجلال؛ فهم يلجأون إليهم لحل مشاكلهم وتفسير أحلامهم، ومن أشهر الكهان والعرافين عند العرب وأقدمهم شق، وسطيع. كما امتلك العرب الجاهليون في تاريخ العصر الجاهلي المعرفة الجغرافية التي تساعدهم في رحلاتهم التجارية البرية والبحرية إلى الشام واليمن ومصر والحبشة. وامتلكوا معرفة بأخبار الأمم السابقة، خاصة أخبار عرب الجزيرة وقصص الأنبياء والرسل كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم والشعر الجاهلي.[٣]

الأدب في تاريخ العصر الجاهلي

كانت اللغة العربية هي اللغة المستخدمة في منطقة غربي نهر الفرات، بين المناذرة في الحيرة بالقرب من الكوفة جنوب العراق، في القرنين الرابع والخامس الميلادي، وكانت تنحدر من اللغة الآرامية. تحولت بعد ذلك اللغة العربية إلى اللغة الرئيسية في كل المناطق غربي الفرات، ويذهب بعض الباحثين في تاريخ العصر الجاهلي إلى أن تسميتها "بعربي" يعود إلى كلمة "غربي"، أي لغة غربي الفرات، التي انتشرت فيما بعد إلى الشام ثم مكة والحجاز بواسطة التجارة. وكانت شبه الجزيرة العربية حينئذ على هوامش الحضارة في الجاهلية، إلا أن الأدب العربي في مملكة كندة 480-550 م نما وازدهر، حتى ظهرت في القرنين السادس والسابع الميلادي أشهر القصائد العربية التي سميت بالمذهبات أو المعلقات العشر.[٩]

ويعرف تاريخ الأدب العربي بأنه بداية التأريخ لنشأة الأدب وتطوره والعصور التاريخية التي مرّ بها وأحاطت به، ويدرس شعراءه وأدباءه وأغراضه الشعرية، وقصائده، والظواهر الأدبية التي برزت خلال تاريخ الأدب العربي، والأجناس الأدبية، ويقسّم تاريخ الأدب العربي من بداية العصور التي مرّ بها، فيبدأ من العصر الجاهلي يليه العصر الإسلامي وما تبعه من عصور، ويذكر تاريخ العصر الجاهلي أن الشعر كان أقدم الفنون في الأدب العربي في العصر الجاهلي، وكان أكثره غنائي وحدائي، بالإضافة إلى الخطب والأمثال. ومن نظموا الأدب الجاهلي كانوا من عرب شبه الجزيرة العربية، ولم يكتبوا إلا المعلقات التي كانت تروى وتتناقل مشافهة، مما كان يعرض الأدب في تلك الفترة إلى الاندثار والتحريف والتبديل والخلط.[٩]

وقد سمي الأدب العربي كما يذكر تاريخ العصر الجاهلي لتاريخ الأدب العربي لأنه كتب باللغة العربية في العصر الإسلامي، وقد انتشر واللغة العربية بانتشار الإسلام في القرن السابع، ولا سيما أن اللغة العربية هي لغة القرآن في المشرق والمغرب والأندلس، فقد تأثر المشارقة والمغاربة بالثقافة والعلوم الإسلامية، وكان العرب والفرس والأتراك والهنود، ممن ساهموا في وضع الأدب العربي في العصر الإسلامي، ومنهم أيضًا المصريون والروم والأرمن والبربر والزنوج والصقليون والأندلسيون الذين تعرّبوا ونظموا الشعر العربي، وجددوا في الشعر وألفوا الكتب العربية في مختلف العلوم.[٩]

وكانت كلمة أدب في الجاهلية تعني الدعوة إلى الطعام، واستخدمها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمعنى التهذيب والتربية، وفي العصر الأموي وصف دراسة التاريخ والقرآن والفقه الإسلامي والحديث والشعر والنثر وتعلم المأثور بالأدب، حتى استقل الأدب في العصر العباسي الأول، وأصبحت كلمة الأدب تشمل علوم البلاغة واللغة، وشملت النحو واللغة والمأثور في العصر العباسي الثاني. أما في العصر الحديث فباتت تعني الكلام الإنشائي البليغ، وقد تأثر الأدب الجاهلي بالحياة القبيلية وعصبيتها وحالتها الاجتماعية والعقائدية، لهذا كانت أغراض الشعر الجاهلي هي الفخر القبلي الذي نبذه الإسلام، والحماسة ووصف الطبيعة والغزل وهجاء والخصوم، وقد برّزت النساء الشاعرات الرثاء ومنهن الخنساء في رثائها لأخويها صخر ومعاوية. وقد صور الشعر الجاهلي البيئة الجاهلية بالواقعية التصويرية الممزوجة بخيال الشاعر، والصدق التعبيري.[٩]

وتميز الأدب الجاهلي كما ورد في تاريخ العصر الجاهلي بأمثاله وخطبه ووصاياه، نثرًا مرسلًا أو سجعًا منثورًا، وكان للشاعر منزلة رفيعة؛ فهو المتحدث الرسمي باسم القبيلة، والمدافع عنها في قصائده، وكان الشاعر يلتزم بالقافية والأوزان في القصيدة كاملة، وكانت القصيدة تتكون من 25 – 100 بيت، تبدأ القصيدة منها بوصف الديار والأطلال، ثم وصف الرحلة سعيًا خلف الماء والكلأ، كما صوّر الشعراء الجاهليين في قصائدهم حيواناتهم، وغيرها من الموضوعات.[٩]

العمارة في العصر الجاهلي

ذكر تاريخ العصر الجاهلي، أن العمارة لدى العرب قبل الإسلام اتّسمت بالطابع الشخصي، فكثرت في الجاهلية البقايا العمرانية والأطلال التي امتلكها أفراد عاديين كبقايا البيوت، بينما قلّت آثار الدول كالمعابد وغيرها، كما يذكر تاريخ العصر الجاهلي أن معظم المساكن في الجاهلية بنيت من اللبن فوق أسس من الحجر، ومن هنا تم اكتشاف أسس العديد من المستوطنات، وكان فن العمارة قد ازدهر في شمال وجنوب وغرب الجزيرة العربية بشكل خاص، ومن أبرز الآثار العمرانية إلى اليوم، مدينة البتراء المنحوتة في الصخر.[١]

الفنون في العصر الجاهلي

يذكر تاريخ العصر الجاهلي، أن العرب الجاهليين، عرفوا الفنون، فقد عرفوا النحت والرسم على الفسيفساء، كما عرفوا الآلات الموسيقية، كالطنبور، والعود بأنواعه: المزهر ذو التجويف الجلدي، والكران، والبربط الذي يعني صدر البطة، والموتر، كما عرفوا آلة الجنك التي تشبه القانون، والمعزفة كنوع من أنواع القانون، والمربع وهو القيثار المربع ذو التجويف المنبسط.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "العرب قبل الإسلام"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  2. سورة فصلت، آية: 3.
  3. ^ أ ب ت ث "الفكر العربي في العصر الجاهلي"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  4. "أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَا ( معلقة )"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019.
  5. "ما هي الجاهلية؟"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في جلباب المرأة، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 121، إسناده حسن.
  7. ^ أ ب "ما هو العصر الجاهلي"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث "جوانب من حياة العرب في الجاهلية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت ث ج "أدب جاهلي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
6372 مشاهدة
للأعلى للسفل
×