محتويات
تاريخ الفكر اللساني عند الهنود
اهتم الهنود باللغة الخاصة فيهم اهتمامًا بالغًا، ممّا أسهم في تطور الفكر اللساني عندهم وخاصةً فيما يتعلق بالمجال الصوتي، فعمل الهنود في أبحاثهم في الفكر اللساني على دراسة الكتب الدينية التي اهتمت بالكتاب المقدس الخاص بهم وهو كتاب "الفيدا"، إذ ظهر كتاب الفيدا حوالي عام 1200-1000 ق.م.[١]
جدير بالذكر أنّ كتاب الفيدا كُتب باللغة السنسكريتية التي عُرفت قديمًا بأنّها لغة الدين والأدب عند الهنود، إذ حافظت هذه اللغة على أقدم الملاحم التي عُرفت عند الهنود، مثل: ملحمة "الماها بها راتا" وملحمة "رامايانا"، ولم تكن اللغة السنسكريتية هي لغة الفكر اللساني فقط، بل كان إلى جانبها لغة "براكيت".[١]
اهتم الهنود أيضًا بالعلاقة الاعتباطية بين عناصر الدليل اللغوي، بالإضافة إلى اهتمامهم بأهمية السياق ودراسة الحقيقة والمجاز في الفكر اللساني، وعالج الهنود العديد من المشكلات التي طالت الفكر اللساني، مثل: مشكلة اللغة ومحاكاة الطبيعة والتواضع الاجتماعي، بالإضافة إلى تحديد دلالة الكلمة.[١]
علم النحو عند الهنود
اهتم الهنود بعلم النحو في تاريخهم، ويُعد هذا العلم من أقدس العلوم لديهم، وتشتهر مقولة عندهم تقول: "أنَّ الماء هو أقدس شيء على الأرض، والكتب المقدسة أكثر قداسة من الماء، ولكن النحو أكثر قداسةً من الكتب المقدسة"، وعُرف أنّ أشهر كتاب نحو عند الهنود هو كتاب "المثمن" لبانيني.[٢]
أمّا عن سبب تسمية كتاب "المثمن" بهذا الاسم؛ لأنّه احتوى على 8 أجزاء، ويتضمن كل جزء قواعد نحوية، بلغ عددها 4000 قاعدة، وتُعد هذه القواعد كنزًا ثمينًا في تاريخ الفكر اللساني في علم النحو، ومن أهم الموضوعات التي تناولها بانيني في كتابه ما يأتي:[٢]
- الإبدال.
- مشكلات صوتية.
- اللواحق الأساسية.
- التصريف.
- قواعد الجنس والعدد.
أعلام الفكر اللساني عند الهند
برز العديد من الأعلام الذين عُرفوا في الفكر اللساني في الهند، وقدّموا إنجازاتٍ كبيرةً في هذا القسم من العلوم، منهم الآتي:
ياسكا
يُعد ياسكا مؤسس علم الاشتقاق في الهند، ووضع العديد من الكتب منها: كتاب عرف باسم Nirukta أيّ التفسير، وكتاب Nigranthu أيّ المجموع المرتب، وهذه الكتب ليست معاجم، إنّما هي شرح لكلمات باللغة السنسكريتية الهندية.[٣]
بانيني
عُرف بانيني بالذكاء والعبقرية والريادة، فهو كاهن أعلام الفكر اللساني في الهند قبل ياسكا، وبانيني هو اسم العائلة وليست اسمه الحقيقي، إذ عُرف له اسمان هما: ahika, salanki ، ونسبه يعود إلى بلدة تُسمى Salaturiya، حيث وُلد وعاش فيها، وهي بلدة موجودة في غرب الهند.[٤]
تاريخ الفكر اللساني عند اليونان
تبلور الفكر اللساني عند اليونان في القرن السادس ق.م، إذ اهتم اليونان بعلم النحو في الفكر اللساني اهتمامًا كبيرًا، وعَرف النحاة فنون الكتابة والكلام النحوي، بالإضافة إلى نظرية العقل والمنطق في النحو واللّغة، وعدّوا النحو قسمًا من الفكر اللساني وجزءًا لا يتجزأ من الفلسفة.[٥]
أعلام الفكر اللساني في اليونان
من أعلام الفكر اللساني في اليونان ما يأتي:[٦]
- أفلاطون
هو أول من تحدث عن النحو الإغريقي، وميّز بين الأفعال والأسماء في النحو، ودرس النحو الإغريقي والتداخل اللّغوي، وتحدث أيضًا عن قواعد درس الافتراض اللغوي والتداخل اللغوي، كما درس أفلاطون العلاقة بين التداخل اللغوي وبين وجود أصل أجنبي للعديد من المفردات الإغريقية، وعمل على تقسيم الجملة إلى اسمية وفعلية.
- أرسطو
كان أرسطو تلميذاً لدى أفلاطون، ومع ذلك فإنّه خالف أستاذه في العديد من الأمور، مثل: النظرة الفلسفية وأصل اللغة وطبيعة اللغة، وعمل أرسطو على تقسيم الكلام إلى فعل واسم، وأضاف على ذلك السند السموي أو ما يُدعى بالرابطة.
المراجع
- ^ أ ب ت محاضرات، تاريخ الفكر اللساني، صفحة 1. بتصرّف.
- ^ أ ب محاضرات، كتاب تاريخ الفكر اللساني، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ أحمد مختار عمر، كتاب البحث اللغوي عند الهند واثره على اللغويين، صفحة 29_30. بتصرّف.
- ↑ أحمد مختار عمر، كتاب البحث اللغوي عند الهند، صفحة 33. بتصرّف.
- ↑ سيدي موسى، كتاب اللسانيات عند اليونان، صفحة 3-4. بتصرّف.
- ↑ سيدي موسى، كتاب اللسانيات عند اليونان، صفحة 3_4. بتصرّف.