تركيا
تركيا اليوم هي إحدى دول الشرق الأوسط، تقع بين البحر الأسود وجورجيا شمالًا وبلاد الشام والعراق جنوبًا، وبين إيران وأرمينيا شرقًا واليونان وبحر إيجة وبلغاريا غربًا، وهي دولة ديمقراطية علمانية جمهورية وحدوية دستورية، لها تراث ثقافي قديم وعريق، ولها علاقات قوية مع الغرب فهي عضو في منظمات غربية كثيرة، مثل مجلس أوروبا ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وفي مجموعة العشرين وهي الاقتصادات العشرين الرئيسة في العالم، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول تاريخ تركيا القديم وحول تركيا في العصر الحديث.[١]
تاريخ تركيا القديم
في الحديث عن تاريخ تركيا القديم يُشار إلى أنَّ منطقة الأناضول وهي معظم الأراضي التركية من أقدم منطق العالم المأهولة بالسكان ومن أقدم المستوطنات السكنية إذ تعود للعصر الحجري، وفيها ظهرت مستوطنة طروادة في العصر الحجري الحديث، وبقيَت حتى العصر الحديدي، وفي القرن الثامن عشر قبل الميلاد تمَّ تأسيس أول إمبراطورية في المنطقة من قبل الحيثيين الذين قدموا من الهند الأوروبية، وقد استعمر الآشوريون أجزاء من تركيا في 1950 قبل الميلاد، وفي القرن الخامس قبل الميلاد غزت الإمبراطورية الفارسية الأناضول إلى أن سقطت أخيرًا في يد الإسكندر الأكبر في 334 قبل الميلاد، وتم تقسيمها إلى ممالك هلنستية إلى أن سقطت جميعها بقبضة الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد.[٢]
وفي عام 324م اختار الإمبراطور قسطنطين بيزنطة لتصبح عاصمة الإمبراطورية الرومانية وأسماها روما الجديدة ثمَّ سميت القسطنطينية ثم إسطنبول لاحقًا، وبعد انتشار الإسلام كانت الدولة البيزنطية متاخمة لحدود الدولة الأموية إلى أن تمكن السلاجقة من غزو الأناضول واحتلال مناطقها الوسطى وتأسيس حكم إسلامي فيها، وبقيت القسطنطينية وما حولها تحت الدولة البيزنطية وحاول البيزنطيون تأسيس ممالك كثيرة لكنها لم تعمر طويلًا خاصة من خلال الحملات الصليبية، وبقيت المنطقة التي دخلها السلاجقة عبارة عن إمارات إسلامية متناحرة إلى لمع نجم عثمان الأول بن أرطغرل وبدأ يلتهم الإمارات الصغيرة من حوله مؤسسًا بذلك لقيام الدولة العثمانية في تركيا.[٢]
ويمكن القول في تاريخ تركيا القديم بأنَّ الدولة العثمانية كانت أعظم دولة إسلامية على الإطلاق، إذ استمرت لأكثر من ستمئة سنة منذ تاريخ تأسيسها عام 1299م إلى أن انتهت في عام 1923م، وقد كانت في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر في أوج ازدهارها وعظمتها وبلغت من القوة والجبروت ما لم تبلغه دولة إسلامية أخرى بعد أن دمرت الإمبراطورية البيزنطية ووصلت إلى قلب أوروبا، فقد توسعت لتشمل مناطق واسعة من القارات الثلاث في العالم القديم آنذاك، وبلغت ولايتها 29 ولاية إضافة إلى بعض الإمارات في أوروبا التي أعلنت لها الولاء، ومن أعظم الخلفاء والحكام الذين حكموا الدولة العثمانية: محمد الفاتح، سليم الأول، سليمان القانوني وغيرهم، وبقيت الدولة العثمانية في قوتها إلى أواخر القرن السابع عشر حيثُ بدأت شيئًا فشيًا ملامح الضعف تظهر عليها، وبقيت كذلك رغم محاولات العديد من الخلفاء لإصلاح الأمور، لكن الضعف كان أكبر من أي محاولة إلى أن سقطت في نهاية الحرب العالمية الأولى.[٢]
قيام تركيا في العصر الحديث
بعد الحديث عن تاريخ تركيا القديم سيشار إلى قيام تركيا في العصر الحديث، فبعد أن دبَّ الضف في جسد الدولة العثمانية وعانت خلال قرون من الركود الثقافي والحضاري وصلت فيه إلى مستوى لم يمكنها من الصمود أمام الضربات التي ستتلقاها خلال الحرب العالمية الأولى، فقد خاضت الحرب راجيةً أن تستعيد بعض ما خسرته خلال القرون السابقة إلى أنها بدأت بالسقوط منذ أول مشاركة لها في الحرب وهي تعاني من الفقر والجهل والتفكك الداخلي.[٣]
وانتهت الدولة العثمانية بصفة سياسية في عام 1922م عندما تم خلع آخر السلاطين وهو محمد السادس، وكدولة قائمة قانونيًّا انتهت في 24 من يوليو عام 1923م وفعليًّا فقد زالت نهائيًّا في العام نفسه عندما تمَّ إعلان قيام الجمهورية التركية الحديثة التي أصبحت الوريث الشرعي لها على يد مصطفى كمال أتاتورك وحلفاؤه والذي أصبح أول رئيس للجمهورية التركية.[٣]