تاريخ جزيرة العرب

كتابة:
تاريخ جزيرة العرب

تقسيم أصول العرب

ينقسم العرب من حيث الأصول، إلى ثلاثة أقسام رئيسة: العرب البائدة، العرب العاربة، والعرب المستعربة، أما البائدة فهم مثل أقوام عاد وثمود، وجديس، وعبيل، وجُرهُم، وأطلق عليهم اسم "البائدة" لقدمهم النسبي، ولاندثارهم قبل الإسلام، أمّا العاربة فهم القحطانيون، أبناء قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، كما يذكر ذلك أكثر النسابين، وأما المستعربة فهم "العدنانيون"، أو "النزاريون"، أو "المعديون"، وهم من صلب سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، الذي تزوج من رعلة الجرهمية، فتعلم منهم العربية، فسموا المستعربة، وصار نسلهم من العرب، واندمجوا فيهم، وهم ينتسبون إلى عدنان من نسل إسماعيل -عليه السلام-، وسيذكر في بقية هذا المقال تاريخ جزيرة العرب.[١]

جغرافية وحدود جزيرة العرب

جزيرة العرب، أو شبه الجزيرة العربية، هي منطقة جغرافية تقع في جنوب غرب قارة آسيا عند تلاقي آسيا مع أفريقيا، وحدودها البحرية هي: البحر الأحمر وخليج العقبة من الجنوب الغربي، ومن الجنوب الشرقي بحر العرب، ومن الشمال الغربي خليج عمان والخليج العربي، وسياسيًا تضم الجزيرة العربية حاليًا عدة دول، وهي: عُمان والبحرين والكويت وقطر والسعودية واليمن والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وهي جزيرة صغيرة داخل الخليج العربي إلى الشرق من شبه الجزيرة، وتقدر مساحة شبه الجزيرة العربية بنحو 3,004,000 كيلومتر مربع "1,160,000 ميل مربع"، وأغلبها صحراء قاحلة غير مستغلة، يسقط المطر في مناطق منها بينما قد ترتفع درجة الحرارة فيها لتصل إلى 54 درجة مئوية في بعض الأوقات، وتعدّ المنطقة مهمة اقتصاديا لوفرة آبار النفط فيها، وأهم أقاليم الجزيرة العربية الجغرافية هي: اليمن، الحجاز نجد، تهامة، العروض، وعمان.[٢]

تاريخ جزيرة العرب

قد أظهرت الأثريات وجود مستعمرات استيطانية، وهذا ما يدل على استغلال البشر القدماء بعض مناطق شبه الجزيرة العربية، فقد ظهرت المستوطنات في مواضع كثيرة، منها في قطر بالشرق حيث عثر على آلات صوانية وفخارية من جنوب بلاد الرافدين، وظهرت الحبوب والبلح في أبو ظبي وظهرت ثقافات أم النار في شبه جزيرة عُمان، وفي النصف الثاني من الألفية الثالثة ق.م. ظهرت صناعة النحاس على نطاق واسع، وبنهاية الألفية الثالثة كان الخليج على اتصال بحضارات بلاد الرفدين ووادي الهند، وقد عرف سكان شبه الجزيرة العربية بمزايا وأخلاق لم توجد في ما سواهم من الأقوام، أخذوها عن أسلافهم، وإلى الآن، يتمسك بعض العرب الأقحاح بهذه الصفات والأخلاق الذي أخذوها عن آبائهم وأجدادهم، ومن يسمع الحديث النبوي الشريف: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"[٣]، يفهم مدى الأخلاق التي تميز بها العرب.[٤]

وقد تميزوا بكثير من الأخلاق الحميدة بَيْدَ أنَّ خصلة الكرم كانت تفوق جميع الخصال، ولذلك تاهوا عُجْبًا بهذه المكرمة، وافتخروا بها على سائر الأمم، وقد بعثتها فيهم حياة الصحراء القاسية، وما فيها من جدب، وأشهر كرماء العرب ثلاثة نفر: حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي، وهرم بن سنان المـُرِّي، وكعب بن أمامة الإيادي، ولكن ضُرب المثل بحاتم وحده، وذاعت شهرته حتى هذا اليوم، لذا يقال: حاتمي الجود، ويقال: أكرم من حاتم!، وأيضًا من أخلاق العرب إكرام الضيف، فالعربي يُكرِم ضيفه ثلاثة أيَّام، ينزل به فلا يسأله عن شيء حتى تمرَّ الأيام الثلاثة، فإذا انقضت سقط حقُّ الضيافة، وكان العرب بفطرتهم أصحاب شهامة ومروءة، فكانوا يأبون أن ينتهز القوي الضعيف، أو العاجز، أو المرأة أو الشيخ، وكانوا إذا استنجد بهم أحد أنجدوه ويرون من النذالة التخلي عمن لجأ إليهم، وهكذا يكون قد عُرف شيء من تاريخ جزيرة العرب.[٤]

أحوال العرب قبل الإسلام

يذكر مصطلح الجاهلية على حال العرب قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبالرغم من الأخلاق الحميدة التي تميز بها العرب إلا أنه قد انتشرت بينهم بعض الرذائل المخالفة للفطرة التي قد محاها الدين الإسلامي، ومنها تفشي شرب الخمر لأبعد درجة، حتى كتبت فيه أشعار تصفه، وتصف مجلسه بأدق التفاصيل، مع أنه كان يؤدي إلى كثير من النزاعات بين الناس، وتفشي الميسر أيضًا بصورة واسعة، وكثيرًا ما أورث الناس البغضاء والشحناء، لذا يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}[٥]، كما كان الربا عندهم من المعاملات الأساسية، ومنتشرًا بشكل كبير، وقال الله تعالى: {قالوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا}[٦]، كما أنه كان للزنا أشكال تزينه وتحسن صورته رغم شدة قباحته، ووأد البنات وهي عادة بشعة غاية البشاعة، وهي عبارة عن دفن البنت حيةً، وكان هذا الوأد يفعل لأسباب كثيرة أهمها:[٧]

  • خشية الفقر، لذا قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}[٨]
  • خوف العار.
  • العيوب الخلقية أو اختلاف اللون، كمن ولدت سوداء.
  • ادعاؤهم أن الملائكة بنات الله -سبحانه عما يقولون- فقالوا: ألحقوا البنات به تعالى، فهو أحق بهن.

وقد وردت عدة آيات تحرم ذلك الفعل الشنيع، وتنهى عن كره البنات، وقد ذكرت أحاديث كثيرة جدًا يذكر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل الإحسان للمرأة، وحبها، وفضل رعايتها.

مزايا جزيرة العرب

تمتاز جزيرة العرب على غيرها من بلاد الشام وغيرها من البلاد بامتيازات كثيرة، وتنفرد بخصائص وأحكام عديدة، فقد خصها الله تعالى بما يميزها من أشياء، ويذكر على سبيل الاختصار أهمها:[٩]

  • أنها قاعدة الإسلام وعاصمة دُولِه.
  • أنها مشرق الإسلام وحرمُه وداره أبدًا.
  • أنها مسقط رأس النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وحاضنته وحاوية جسده الشريف.
  • أنها مكان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومكان السابقين الأولين والمهاجرين والأنصار، والعشرة المبشرين بالجنة، وأصحاب بدر، وأُحُدٍ، وبيعة الرضوان.
  • أنها مهبط الوحي والقرآن.
  • أنها مهد الإيمان.
  • أنها مأرِز الإيمان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الإيمان ليَأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرِها"[١٠].
  • أنها مبدأ انطلاق الدعوة إلى الله، فمنها بعَث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه من بعده الدعاةَ إلى الأمصار لدعوة الناس إلى الإسلام والتوحيد الخالص وتعليمهم القرآن وأحكام الدين.
  • أنها مبدأ إقامة الجهاد في سبيل الله، فمنها سُيِّرت الجيوش الإسلامية لفتح الأمصار، حتى يكون الدين كله لله جل وعلا، وعلى أرضها سُفِك أولُ دمٍ في سبيل الله.
  • أهلها هم الذين يُقاتلون في الملاحم، ويقاتلون الدجَّال.
  • أنها المكان الأول لمعرفة الأصيل في لغة العرب وثقافتها، ومكان الحركة الفكرية في العصور الإسلامية.
  • أنها حاضنة دولة الإسلام الأولى ودار الهجرة "المدينة النبوية" وحاضنة أحب البلاد إلى الله "مكة" والتي بها الكعبة المشرفة، مُتَّجَه المسلمين أجمع في عبادتهم، ولعظيم قَدْر مكة والمدينة حرَسهما الله من الدجّال.
  • أنها حاضنة الحرمين الشريفين.

المراجع

  1. "تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-08-2019. بتصرّف.
  2. "شبه الجزيرة العربية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-08-2019. بتصرّف.
  3. رواه الإمام أحمد بن حنبل، في المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 8729.
  4. ^ أ ب "صفات تفرد بها العرب وأقرها الإسلام"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-08-2019. بتصرّف.
  5. سورة المائدة، آية: 91.
  6. سورة البقرة، آية: 275.
  7. "العرب قبل الإسلام "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-08-2019. بتصرّف.
  8. سورة الإسراء، آية: 31.
  9. "جزيرة العرب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-08-2019. بتصرّف.
  10. رواه الإمام البخاري، في الصحيح ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1777.
3565 مشاهدة
للأعلى للسفل
×