محتويات
أصول السلاجقة
قبل دراسة تاريخ دولة السلاجقة لابد التعرف على أصول السلاجقة، هذه السلالة التي حكمت في مناطق مختلفة منها: إيران، العراق، سوريا وغيرها، وينتسب السلاجقة إلى سلجوق بن دقاق وهو أحد زعماء قبائل الغز التركية، وعليه فإن السلاجقة هم أتراك وموطنهم الأصلي بلاد ما وراء النهر وتُعرف في العصر الحالي باسم تركستان، وكان تاريخ دولة السلاجقة حافل قبل وبعد تأسيس الدولة، فكان لهم صراعات كثيرة مع الغزنوين والدولة البويهية والفاطميين، وقد بدأت سيطرتهم على الدول وبدأ نفوذهم بعد هجرتهم نحو آسيا الصغرى، وذلك بسبب العديد من العوامل منها: الاقتصادية، الأخطار المغولية وغيرها، وبهذا يبدأ تاريخ دولة السلاجقة، وتبدأ علاقتهم مع الخلافة العباسية.[١]
تاريخ دولة السلاجقة
يبدأ تاريخ دولة السلاجقة مع مؤسس الدولة طغرل بك، بعد أن سيطر على الكثير من الأراضي الإيرانية وأجزاء من أراضي الخلافة العباسية، وكان ذلك بعد القضاء على كل قوة تعرقل تاريخ دولة السلاجقة، وفي عام 429هـ سيطر طغرل بك على مرو وهي عاصمة خراسان التي كان يحكمها الغزنويون بعد أن انتصر عليهم في نفس العام، وبهذا الانتصار تشكل تاريخ دولة السلاجقة في بلاد فارس، وقد سيطر أيضًا على الديلم وكرمان عام 433هـ، هذه الأحداث تسارعت لتشكل معالم تاريخ دولة السلاجقة، بقيادة السلطان طغرل بك الذي أسس دولة قوية لمدة زمنية لا بأس بها.[٢]
السلاجقة والعباسيين
بدأت علاقة السلاجقة بالدولة العباسية عندما ازداد خطر الدولة البويهية على أراضي الخلافة العباسية التي كانت تحكمها، وقد سيطر البويهيون على بلاد كثيرة منها: العراق، الأهواز، الريّ وغيرها، وقد سيطرت على أراضي الخلافة العباسية وجعلت من الخليفة صورة لا أكثر بحيث كانت السلطة الحقيقية بيد الأسرة البويهية، وقد ساعدت الفوضى في العراق وفي بغداد تحديدًا السلاجقة على دخولها، وكان صراع السلاجقة مع الأسرة البويهية له دور كبير في توطيد العلاقة بينهم وبين العباسيين، وبحلول عام 446هـ كان يحكم بغداد في ظل الخلافة العباسية القائد البساسيري وهو من قادة الدولة البويهية، لكن كان هناك خلاف بينه وبين الخليفة العباسي القائم بأمر الله، الأمر الذي دفع البساسيري للتحالف مع الفاطميين في مصر.[٢]
باشتداد الصراع مع القائد البساسيري أرسل الخليفة القائم بأمر الله يطلب المساعدة من طغرل بك، الأمر الذي ادّى إلى دخول السلاجقة بغداد دون أيّ عناء، بالفعل استجاب طغرل بك إلى نداء الخليفة العباسي ودخل إلى بغداد عام 447هـ، وقد كان هذا العام بمثابة نقطة تحوّل في تاريخ دولة السلاجقة، وقد تم إعلان طغرل بك سلطان على كافة الأراضي التي يحكمها، لكن الأمر لم ينتهي بالنسبة للبساسيري الذي توحدّ مع الفاطميين في مصر، وتجدد اللقاء بينهم عام 449هـ لإنهاء التمرد الذي قاده البساسيري لمصلحة الفاطميين، إلّا أن طغرل بك انشغل في ثورة أخيه إبراهيم ينال التي قادها ضده، وهذا الأمر مكّن البساسيري عام 450هـ من دخول بغداد وذكر اسم الخليفة الفاطمي فيها بدلا من اسم الخليفة العباسي، لكن وبعد عودة السلطان طغرل بك استطاع القضاء على البساسيري الذي قتل عام 451هـ.[٢]
قوة السلطان طغرل بك دفعته أن يسيطر على كافة أمور الحكم الخاصة بالخلافة العباسية، الأمر الذي اشعل الخلاف بينه وبين الخليفة العباسيّ، وأيضًا الأمر الذي أجّج الخلاف هو فكرة المصاهرة السياسية التي أرادها السلطان طغرل بك بعد أن أراد الزواج من ابنة الخليفة العباسيّ وهذا ما تمّ فيما بعد، وكان هدف طغرل بك من هذا الزواج هو تقوية حكم السلاجقة في العراق خصوصًا أنه سيعد من أقرباء الخليفة العباسيّ، وبالرغم من رفض الخليفة العباسيّ القائم بأمر الله لهذا الأمر إلّا أن طغرل بك تزوج ابنة الخليفة عام 455هـ.[٢]
معركة ملاذكرد
بعد وفاة السلطان طغرل بك تسلّم حكم الدولة السلجوقية السلطان ألب أرسلان وقد سطّر الكثير من الإنجازات خلال فترة حكمه التي بدأت عام 455هـ وانتهت عام 465هـ، وقد ساهم في إبراز تاريخ دولة السلاجقة، وقد خاض العديد من المعارك ضد البيزنطيين ومن أبرزها معركة ملاذكرد، فقد خرج السلطان ألب أرسلان لقتال الروم وتوجه نحو بلاد الأناضول، الأمر الذي دفع ملك الروم رومانوس إلى الخروج وذلك للتصدي لخطر السلاجقة[٣]، وفي عام 463هـ اجتمع كل من الجيش السلجوقي بقيادة السلطان ألب أرسلان وجيش الروم بقيادة ملك الروم رومانوس، وفي عام 464هـ كان النصر حليف السلاجقة، انتصر السلطان ألب أرسلان بعد معركة كبيرة دارت بينه بين الروم، وقد قام بأسر الكثير من قادة جيش العدو وأيضًا وقع ملك الروم رومانوس في الأسر.[٢]
الوزير نظام الملك الطوسي
أبو علي حسن بن علي بن إسحاق الطوسي وهو الوزير نظام الملك الذي برز في تاريخ دولة السلاجقة، وقد برز نظام الملك في عهد السلطان ألب أرسلان الذي اعتمد عليه، وكان نظام الملك مشهورًا في اهتمامه بالعلم والعلماء، وقد قام ببناء مدرسة في بغداد عرفت باسم المدرسة النظامية، وقد كان لنظام الملك دور كبير في المعارك التي خاضها السلطان ألب ارسلان وخصوصًا معركة ملاذكرد، وبعد وفاة السلطان ألب أرسلان عام 465هـ، تسلّم الحكم ابنه ملكشاه وكان أيضًا نظام الملك هو وزير الدولة في عهد السلطان ملكشاه، وقد كان له أثر مهم في تشكيل تاريخ دولة السلاجقة.[٢]