الرأي العام
الرأي العام هو عبارة عن رغبة وإرادة وتفكير غالبيّة النّاس، وهو الرأي الجماعي لأفراد المجتمع حول قضيّةٍ أو مشكلةٍ ما، وظهر هذا المفهوم وبرزت أهميّته مع التحضّر وتغيّر نمط الحياة، وظهور قوى سياسيّة واجتماعيّة، حيث أصبح رأي النّاس مهمًّا، خصوصًا مع تبنّي مبدأ الديمقراطيّة كأسلوب حكم، وبالتّالي أصبح من المهم لدى الأطراف السياسيّة والاجتماعيّة المختلفة، العناية بالرأي العام وتوجيهه بما يخدم مصالحها، فهي تستمد السلطة من الأغلبيّة المؤيّدة، وقد لجأت النخب السياسية والاجتماعيّة إلى وسائل عدّة لكسب الرأي العام، مثل الكتب والمقالات والمحاضرات ووسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئيّة، ومواقع التواصل الاجتماعي، كما ظهرت مفاهيم وتقنيات عديدة في هذا المجال، مثل البروباغندا، هذا المصطلح الحديث باسمه، القديم من حيث المفهوم والغاية.[١].
تاريخ ظهور البروباغندا
يمكن القول أنّ تاريخ ظهور البروباغندا كمصطلح، كان في القرن السّابع عشر، حيث إنّ كلمة البروباغندا والتي تعني الدّعاية، مشتقّة من اسم منظّمة من الكرادلة الرومان الكاثوليك تأسّست في عام ١٦٢٢م، تُدعى Congregatio de Propaganda Fide -جماعة الدّعاية لحسن النيّة- تهدف إلى مواصلة العمل التبشيري، فهي كلمة من النّاحية التبشيريّة والدّينيّة بشكل عام، وتبدو لها دلالة هادفة ومحط تقدير، إلّا أنّه حتّى من هذا الجّانب فإنّ الكثير يعتقد بأنّ الدّعاية التبشيريّة كانت تبرّر وتغطّي على الكثير من أهداف الحروب المعلنة التي شهدها العالم، والكثير من الجرائم والاستغلال الاقتصادي والتجاري والثقافي الذي عايشته الشعوب.[٢]
لذا فالبروباغاندا كمصطلح حديث، أصبحت تُعبّر عن عمليّة خداع المتلقّي من قبل أفراد أو جماعات، بهدف التأثير على رأيه وتوجيهه واستمالته بما يخدم مصالحهم، وتكوين رأي عام يخدم أهداف محدّدة مسبقًا، باستخدام أساليب عديدة، مثل تقديم معلومات مشوّهة تفتقر للدّقّة والمصداقيّة، أو بالتأثير العاطفي على المتلقّي باستغلال الدّين أو العادات أو المعتقدات بطرق مدروسة وممنهجة وبعيدة عن الموضوعيّة،[٣] أو حتّى من خلال عمليّة التعليم والكتب الدراسيّة، وقد تمثّلت البروباغندا بهذا المعنى خلال الحرب العالميّة الأولى والثانيّة بشكل واضح من خلال خداع الشعوب بأهداف هذه الحروب.[٢]
أمّا بالنّسبة لتاريخ ظهور البروباغندا كمفهوم، فيمكن اعتبار الحيل المستخدمة في الخطابات، واللّغة الرنّانة والإطراء التي كان يستخدمها المحامون وهيئة المحلّفين والفلاسفة في أثينا مثل أرسطو وسقراط منذ عام ٥٠٠ قبل الميلاد انعكاسًا لمفهوم البروباغندا، كما اقترح ميكافيللي في كتابه الأمير عام ١٥١٣م، استخدام الحرب النفسيّة ضد العدو وهي نوع من أنواع البروباغندا، وكذلك أشار المؤلّف الصيني سونزي في كتابه فن الحرب إلى مفهوم البروباغندا، حيث قال أنّ كلّ الحروب تقوم على الخداع، وغيرها الكثير من الأمثلة عبر التّاريخ القديم والحديث.[٢]
أنظمة تبنّت البروباغندا
برزت أنظمة وشخصيّات عديدة على مر التاريخ الحديث أدركت أهمية البروباغندا ومدى تأثيرها على الشعوب، مثل النظام النازي، فقد كان جوزيف جوبلز وزير الدّعاية السياسيّة في عهد أدولف هتلر صانع أسطورة الفوهرر، وكانت له سيطرة كاملة على الحياة الثقافيّة والفن الحديث ومضمون الصحف وغيرها من وسائل إعلام ذلك العصر، لترسيخ مبادئ هتلر وإقصاء كلّ من يخالفهم بالفكر والرأي،[٤] كما أنّ الحركة الشيوعيّة مارست البروباغندا لنشر أفكارها، وبرز لديهم مصطلح التّحريض الذي استُخدم جنبًا إلى جنب مع البروباغندا للمساعدة في تبنّي وتعليم الفكر الماركسي والاقتصاد السياسي، وتُستخدَم البروباغندا في الوقت الحالي في أغلب المجالات السياسيّة منها والاقتصاديّة والاجتماعيّة والدينيّة، وتسيطر العديد من الدول والأحزاب على شعوبها عن طريقها.[٢]
المراجع
- ↑ "Public opinion", www.wikiwand.com, Retrieved 15-02-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Propaganda", www.britannica.com, Retrieved 15-02-2020. Edited.
- ↑ "30 مصطلحًا ثقافيًا شائعًا وهامًا أنت بحاجة لمعرفتهم وفهمهم"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.
- ↑ "من هو جوزيف جوبلز - Joseph Goebbels؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-02-2020. بتصرّف.