تبرُّك أبو أيوب بالنبي
اتّفق العلماء على مشروعية التبرّك بكل ما هو أثر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمما ورد في ذلك مع الصحابي الجليل أبي ايوب الأنصاري -رضي الله عنه-؛ أنّه كان حينما يرسل طعامًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يأخذ الصحن بعد عودته من عند رسول الله، فيتفقد مكان أصابع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويأكل من حيث أثر أصابعه؛ رجاء التبرّك بكل ما قد لامسه رسول الله -صلى الله عليه وسلم.[١]
فقد ثبت في صحيح مسلم: (فَكانَ يَصْنَعُ للنبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- طَعَامًا، فَإِذَا جِيءَ به إلَيْهِ سَأَلَ عن مَوْضِعِ أَصَابِعِهِ فَيَتَتَبَّعُ مَوْضِعَ أَصَابِعِهِ، فَصَنَعَ له طَعَامًا فيه ثُومٌ، فَلَمَّا رُدَّ إلَيْهِ سَأَلَ عن مَوْضِعِ أَصَابِعِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-، فقِيلَ له: لَمْ يَأْكُلْ، فَفَزِعَ وَصَعِدَ إلَيْهِ، فَقالَ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ فَقالَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: لا وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ، قالَ: فإنِّي أَكْرَهُ ما تَكْرَهُ، أَوْ ما كَرِهْتَ).[٢]
تبرُّك أبو أيوب بقبر النبي
فيما ورد عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري بأنه وُجد واضعاً وجهه على قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فاستنكر عليه المروان بن الحكم حينما رآه، فقال حينها أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- بأنّه كان قاصدًا بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس قاصدًا الحجر.[٣][٤]
ومما ورد في ذلك بأثر ضعيف وقد صححه الحاكم في مستدركه؛ (أقبَلَ مَرْوانُ يَومًا، فوَجَدَ رَجُلًا واضِعًا وَجْهَه على القَبرِ، فقال: أتَدْري ما تَصنَعُ؟ فأقبَلَ عليه فإذا هو أبو أيُّوبَ، فقال: نَعَمْ، جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولم آتِ الحَجَرَ، سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا تَبْكوا على الدِّينِ إذا وَلِيَه أهْلُه، ولكنِ ابْكُوا عليه إذا وَلِيَه غيرُ أهْلِه).[٣][٤]
تبرُّك الصحابة بالنبي
ثبت عن صحابة رسول الله تبركهم بكل ما لامسه رسول الله -صلى الله عله وسلم-؛ وفيما يأتي ذكر بعض من تبرك الصحابة -رضوان الله عليهم- بآثار رسول الله:[٥]
- التبرك بوضوءه
ومما ورد في ذلك: (وإذَا تَوَضَّأَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كَادُوا يَقْتَتِلُونَ علَى وَضُوئِهِ)،[٦] وذلك لحرصهم الشديد على التبرك بكل ما مسّه رسول الله.
- التبرك بريقه ونخامه
ومما ورد في ذلك: (واللَّهِ إنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أصْحَابُهُ ما يُعَظِّمُ أصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مُحَمَّدًا، واللَّهِ إنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إلَّا وقَعَتْ في كَفِّ رَجُلٍ منهمْ، فَدَلَكَ بهَا وجْهَهُ وجِلْدَهُ).[٧]
- التبرك بدمه
فقد ثبت عن بعض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شربهم لدمه بغية التبرك به.
- التبرك بشعره
فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحرصون على أن يأخذوا من شعر رسول الله عندما يحلق شعره.
- التبرك بأظافره
فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قام بتوزيع أظافره التي قام بتقليمها على الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- للتبرك بها.
المراجع
- ↑ صهيب عبدالجبار، كتاب الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 60. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:2053، صحيح.
- ^ أ ب رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:23585، إسناده ضعيف.
- ^ أ ب ابو عبدالله الحاكم، كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم، صفحة 560. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 73-70. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن محمود بن الربيع الأنصاري، الصفحة أو الرقم:189، صحيح والشطر الثاني معلق وصله البخاري في موضع آخر.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، الصفحة أو الرقم:2731، صحيح.