تجميد البويضات

ازداد مؤخرًا الاستفادة من التقنيات والتطورات الطبية التي ساهمت بتسهيل العديد من المشكلات الطبية المتعلقة بالتقدم بالسن والإنجاب، ومن هذه التقنيات تجميد البويضات أو الاحتفاظ بالخلية البيضية الناضجة بالتجميد، تعرف على أهم التفاصيل والمعلومات بكل ما يتعلق بتجميد البويضات في المقال الآتي:

ما هو تجميد البويضات؟

تجميد البويضات هي طريقة للحفاظ على خصوبة المرأة حتى تتمكن من محاولة إنجاب الأطفال في المستقبل، إذ يتم استخراج البويضات من مبيض المرأة وتجميد البويضات غير المخصبة والاحتفاظ بها لعدة سنوات، وعند الرغبة بالإنجاب يتم إذابة البويضات المجمدة وتلقحيها في المختبر مع حيوان منوي، ومن ثم زراعة البويضة المخصبة في رحم المرأة عن طريق تقنية التلقيح الصناعي.

الأسباب التي تستدعي تجميد البويضات

من الأسباب التي قد تلجأ إليها المرأة لتجميد البويضات تجدها فيما يأتي: 

• السرطان: تحتاج النساء المصابات بالسرطان إلى علاج كيميائي أو علاج إشعاعي للحوض مما قد يؤثر على الخصوبة.
• الجراحة: قد تسبب بعض أنواع الجراحة تلف المبيض.
• فشل المبايض المبكر: بسبب تاريخ عائلي لانقطاع الطمث المبكر، أو تشوهات الكروموسومات، مثل: متلازمة تيرنر (Turner syndrome)، ومتلازمة إكس الهشة (Fragile X syndrome).
• الإصابة بأمراض المبيض: الذي يتسب بخطر تلف المبيض.
• الطفرات الجينية: بعض الطفرات التي تتطلب إزالة المبيضين، مثل طفرة جين سرطان الثدي 1 (Breast cancer gene1 - BRCA1).
• الحفاظ على الخصوبة: لأسباب اجتماعية أو شخصية لتأخير الإنجاب.

كيف تتم عملية تجميد البويضات؟

تتم عملية تجميد البويضات في مركز متخصص تحت الإشراف الطبي، ويمكن تقسيم عملية تجميد البويضات إلى ثلاث خطوات رئيسة، توضح فيما الآتي: 

1. تحفيز المبيض 

بشكل طبيعي يتم إنتاج بويضة واحدة شهريًا، وفي هذه الخطوة يتم تحفيز المبيض على زيادة إنتاج البويضات عن طريق أخذ أدوية الهرمونات الاصطناعية لمدة 10 - 12 يومًا لإنضاج ما يقارب 6 - 15 بويضة، ومن هذه الأدوية الآتي:

• الأدوية المحفزة للهرمون المنشط للحويصلة (Follicle stimulating hormone)، والهرمون المنشط للجسم الأصفر (Luteinizing Hormone) مما يحفز المبايض على إنتاج المزيد من البويضات.
• الأدوية المحفزة للهرمون المحرر لإفراز الهرمونات المنشطة للمناسل (Gonadotropin releasing hormone) التي تفرز في منتصف الطمث تقريبًا، مما يمنع حدوث عملية الإباضة في وقت مبكر جدًا من الطمث.
• الأدوية المستخدمة لغايات تنشيط التبويض من خلال تنشيط الغدد التناسلية في المشيمية (Human chorionic gonadotropin).

كما يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الفحوصات لمتابعة العلاجات الهرمونية للكشف عن الإباضة وتقييم نمو البويضة، ومنها: الفحوصات الدم، والفحص بالموجات فوق الصوتية.

2. استخراج البويضات

يتم استخراج البويضات من المبايض باستخدام مسبار موجَّه بالموجات فوق الصوتية يتم إدخاله في المهبل، إذ إن الإبرة بداخل المسبار مرنة ويمكن تمريرها برفق عبر جدار المهبل إلى كل مبيض على التوالي، مما يسمح للطبيب بسحب البويضات من المبيض، وتتم تحت تأثير التخدير العام أو التخدير الموضعي.

3. تجميد البويضات

بعد عملية استخراج البويضات يتم نقل البويضات إلى المختبر لتخضع لعملية تجميد تسمى التزجيج (Vitrification)، وتتضمن التجميد السريع لبويضات باستخدام عملية تستخرج السوائل من البويضات، كما تسمح بتخزين البويضات لسنوات عديدة.

ما بعد عملية تجميد البويضات

يُنصح بعدم الإجهاد وأخذ قسط من الراحة بعد عملية تجميد البويضات، ويمكن العودة إلى الحياة الطبيعية بعد أسبوع من العملية، ولكن يجب تجنب ممارسة العلاقة الحميمة دون استخدام وسائل منع الحمل تفاديًا لحصول الحمل.

ويجب مراجعة الطبيب أو المركز المختص بعميلة تجميد البويضات عند ظهور إحدى الأعراض الآتية: 

1. حمى تزيد فيها درجة الحرارة عن 38.6 درجة مئوية.
2. ألم شديد بالبطن.
3. اكتساب وزن ما يزيد عن 0.9 كيلوغرام خلال 24 ساعة.
4. نزيف مهبلي شديد يتطلب تغيير فوطتين صحيتين خلال ساعة.
5. صعوبة التبول.

ما مدى نجاح عملية تجميد البويضات؟

يلعب عمر المرأة عند تجميد البويضات دورًا مهمًا بتحديد جودة البويضات لضمان نجاح عملية تجميد البويضات، إذ تكون بويضات المرأة الأصغر عمرًا أعلى جودة، ولكن العمر لا يؤثر على الإجراءات الطبية التي بعد التجميد.

وعند الرغبة بالإنجاب يتم إذابة البويضات المجمدة ويتم تخصيبها بحيوانات منوية من خلال تقنية حقن الحيوانات المنوية بالبويضة، إذ تتراوح نسبة الحمل بعد الزراعة ما بين 30% - 60% اعتمادًا على العوامل السابقة.

ما مدى أمان عملية تجميد البويضات؟

نحتاج إلى المزيد من الأبحاث والدراسات للتأكد من سلامة عملية تجميد البويضات، إذ إنه يجب اختيار المكان والطبيب المناسب تفاديًا لأي مخاطر ممكنة، قد تسبب عملية تجميد البويضات مجموعة من المخاطر، ومنها الآتي: 

• يسبب تناول الأدوية المستخدمة لتحفيز المبيض الإصابة بمتلازمة فرط تنبيه المبيض (Ovarian hyperstimulation syndrome).
• يحدث خلال استخراج البويضات نزيف أو عدوى أو ضرر للأمعاء أو المثانة أو الأوعية الدموية.