هل من الممكن تحريض الولادة بالفحص الداخلي؟ هل للفحص الداخلي خلال الحمل أية أضرار على الأم أو الجنين؟ وما هي طرق تحريض الولادة المتاحة؟
تعتقد بعض الحوامل أن الفحص الداخلي في مرحلة ما من الحمل قد يتسبب في تسريع المخاض وتحريضه، ولكن ما مدى صحة هذا الاعتقاد؟ الإجابة ومعلومات هامة أخرى عن تحريض الولادة بالفحص الداخلي تجدينها في ما يأتي:
تحريض الولادة بالفحص الداخلي
الطرق المتبعة لتحريض الولادة عديدة ومتنوعة، ولكن الفحص الداخلي ليس إحداها على عكس ما قد يعتقد البعض، بل توجد طرق وأساليب خاصة يقوم من خلالها الطبيب بمحاولة تحريض الولادة عن قصد من خلال إدخال أدوات أو مواد معينة إلى فتحة المهبل.
-
ما هو الفحص الداخلي؟
الفحص الداخلي هو فحص تقوم الطبيبة من خلاله بتفحص بعض أعضاء الجهاز التناسلي للمرأة عن كثب لتحري الحالة الصحية للجهاز التناسلي ولتشخيص بعض الأمراض والمشكلات الصحية.
لا يستغرق الفحص الداخلي عادة أكثر من 10 دقائق، وهذا ما عليك توقعه خلال الفحص:
- بدايًة، يتم تفحص المهبل للبحث عن أي مشكلات في الأعضاء التناسلية الخارجية، ثم توضع أداة في عنق الرحم تساعد على توسعته لجعل الأعضاء الداخلية لجهاز المرأة التناسلي أكثر وضوحًا.
- بعد ذلك قد يتم أخذ عينة من خلايا الرحم أو عنق الرحم أو عينة من الإفرازات لفحصها مخبريًّا لاحقًا.
- ثم تتم إزالة الأداة الموسعة لعنق الرحم، لتقوم الطبيبة بإدخال إصبعين إلى عنق الرحم للتأكد من عدم وجود أي خلل في الأعضاء الداخلية، كما قد يتم كذلك تفحص فتحة الشرج للبحث عن أية مشكلات قد تتواجد في محيط المنطقة التناسلية.
-
الفحص الداخلي خلال الحمل
الغرض من الفحص الداخلي خلال الحمل هو ذات الغرض منه خارج فترة الحمل، ويضاف إليه كذلك أمور أخرى، مثل:
- تقييم قوة عنق الرحم، فعنق الرحم الضعيف قد يسبب الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- تحري أمور قد تدل على مدى جاهزية الجسم وعنق الرحم لعملية الولادة في المراحل المتأخرة من الحمل، مثل: توسع عنق الرحم، ونضوج عنق الرحم، ووضعية الجنين.
وقد يتم إجراؤه في الأوقات الآتية من الحمل:
- المرة الأولى: في المرحلة الأولية من الحمل.
- المرة الثانية: مع بلوغ عمر الحمل 36 أسبوعًا، لتفحص أي تغييرات في عنق الرحم.
- المرة الثالثة: في مرحلة متقدمة من الحمل، وقد يتم إجراؤه أكثر من مرة تبعًا للحالة.
مخاطر هذا النوع من الفحص خلال فترة الحمل غير معروفة تمامًا، ولكن يربطه البعض أحيانًا بتسريع عملية الولادة نظرًا لأنه لوحظ إصابة بعض النساء اللواتي خضعن له بتمزق باكر في الأغشية، وربما لهذا يتم ربطه بالولادة، ولكن فعليًّا لا يمكن تحريض الولادة بالفحص الداخلي.
يفضل الأطباء عمومًا إبقاء عدد مرات خضوع المرأة للفحص الداخلي خلال الحمل قليلة قدر الإمكان تحسبًا لحصول أية مضاعفات محتملة.
طرق تحريض الولادة بالمشفى
بعد أن استبعدنا إمكانية تحريض الولادة بالفحص الداخلي، هذه بعض الطرق التي قد يتم اللجوء إليها طبيًّا لتحريض الولادة، والتي قد تشبه في بعض خطواتها الفحص الداخلي:
1. نزع الأغشية الأمنيوسية
تقوم الطبيبة خلال عملية نزع الأغشية بإدخال إصبع في فتحة المهبل، ثم تقوم بتحريك الإصبع بطريقة معينة لتحفيز انفصال الأغشية الأمنيوسية المحيطة بالجنين عن جدار الرحم.
عندما تنفصل الأغشية عن جدار الرحم، يقوم الجسم بإطلاق هرمونات البروستاجلاندينات (Prostaglandins)، والتي تساعد بدورها على جعل عنق الرحم أكثر استعدادًا لعملية الولادة، كما قد تساعد على تحفيز بدء انقباضات الولادة والطلق.
2. بزل السلى
تقوم الطبيبة خلال عملية بزل السلى (Amniotomy) بإحداث تمزق في الكيس الأمينوسي المحيط بالجنين من خلال إدخال أداة بلاستيكية تشبه الخطاف إلى داخل الرحم.
وإذا ما كان عنق الرحم مستعدًا من الأصل لبدء عملية الولادة، قد لا يستغرق الأمر أكثر من بضعة ساعات بعد إحداث بزل السلى ليبدأ المخاض.
3. إنضاج عنق الرحم بالهرمونات
قد يتم إعطاء المرأة هرمون البروستاجلاندين إما فمويًّا أو على هيئة جل يتم إدخاله في فتحة المهبل، وذلك بهدف تحريض الولادة، حيث يعمل الهرمون المذكور على تحفيز ترقق عنق الرحم وإنضاجه بطريقة قد تساعد على تحفيز الولادة.
تتم هذه العملية عادة في المشفى، حيث يقوم الأطباء بعد الانتهاء من إدخال هذا الهرمون لجسم المرأة بمراقبة المرأة لتحري حدوث أية انقباضات أو أية تغييرات في نبض قلب الجنين.
مخاطر تحريض الولادة
على الرغم من أن طرق تحريض الولادة الطبية غالبًا ما تكون آمنة، إلا أن رد فعل الجسم على طرق التحريض قد يختلف من امرأة لأخرى، وهذه بعض المشكلات التي قد يسببها تحريض الولادة:
- إصابة المرأة بالالتهابات: لا سيما إذا لم تنجح طريقة تحريض الولادة في تحفيز حصول الولادة بعد مضيّ يوم أو يومين من الخضوع للتحريض.
- مضاعفات محتملة أثناء عملية الولادة: لا سيما إذا ما كانت المرأة قد خضعت في ولادة سابقة لعملية قيصرية، فتحريض الولادة في مثل هذه الحالات قد يسبب مضاعفات خطيرة، مثل تمزق الرحم.
- مشكلات صحية لدى الجنين، مثل: مشكلات التنفس، ومشكلات نمو طويلة الأمد.