تحليل الأجسام المضادة بعد مطعوم الكورونا

كتابة:
تحليل الأجسام المضادة بعد مطعوم الكورونا

قد يتساؤل كثيرون عن تحليل الأجسام المضادة بعد مطعوم الكورونا: فهل يُوصى به؟ وما هي الأسباب وراء ظهور نتائج سلبية أو منخفضة للأجسام المضادة حتى بعد الحصول على المطعوم؟ إجابات وتفاصيل أكثر في المقال الآتي.

إليكم أبرز المعلومات عن تحليل الأجسام المضادة بعد مطعوم الكورونا:

تحليل الأجسام المضادة بعد مطعوم الكورونا: هل يُوصى بها حاليًّا؟

صرّحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بأنّ نتائج تحليل الأجسام المضادة لفيروس كورونا لا ينبغي استخدامها لتقييم مُستوى مناعة الشخص أو الحماية من الفيروس، لا سيّما بعد تلقّي مطعوم الكورونا.

في حين أنّه من الممكن استخدام نتيجة تحليل الأجسام المضادة الإيجابية لتحديد الأجسام المضادة التي تُعدّ جزءًا من الاستجابة المناعية للجسم لعدوى فيروس كورونا، إلّا أنّ هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث بالنسبة لنتائج تحليل الأجسام المضادة بعد مطعوم الكورونا.

إذ إنّ اختبارات تحليل الأجسام المضادة لفيروس كورونا المُصرَّح بها حاليًّا لم يتمّ تقييمها حتى الآن لتحديد مُستوى الحماية التي تُوفِّرها الاستجابة المناعية للمطعوم ضد الفيروس.

أنواع اختبارات تحليل الأجسام المضادة

توجد أنواع عديدة ومُتنوِّعة لاختبارات تحليل الأجسام المضادة، ولكن يُمكن تقسيمها اعتمادًا على نوع الأجسام المُضادّة كالآتي:

1. تحليل الأجسام المضادة المرتبِطة (Binding antibodies)

تكشف هذه التحاليل الأجسام المضادة لأحد نوعي البروتين من فيروس كورونا: بروتين نوكليوكابسيد (Nucleocapsid protein)، وبروتين سبايك (Spike protein)، فعندما يُصاب الجسم بعدوى فيروس كورونا فإنّه يصنع أجسامًا مُضادة لجميع أنواع بروتينات فيروس كورونا.

ولكنّ مطاعيم الكورونا المُصرَّح باستخدامها حاليًّا تُؤدّي فقط إلى تحفيز الأجسام المُضادة ضد بروتين سبايك، لذا فإنّ تحليل الأجسام المضادة بعد الحصول على المطعوم يجب أن يكشف فقط عن الأجسام المضادة لهذا البروتين.

2. تحليل الأجسام المضادة المُعادِلة (Neutralizing antibodies)

على الرغم من أن الأجسام المضادة المرتبطة ترتبط بالفيروس، إلا أنّه ليس من الضروري ضمان قيامها بذلك بطريقة تمنعها من إصابة الخلية.

لكن من ناحية أخرى فإنّ الأجسام المضادة المعادِلة ترتبط بالفيروس وتعادله فتمنعه من إصابة الخلية، وبهذه الطريقة يُحدِّد تحليل الأجسام المضادة المعادِلة قدرتها على منع العدوى بالفعل.

إلى ماذا تُشير نتائج تحليل الأجسام المضادة بعد مطعوم الكورونا؟

تعتمد نتائج تحليل الأجسام المضادة بعد مطعوم الكورونا على نوع التحليل، فبعضها كمّية وبعضها نوعيّة، وفي الآتي توضيح ذلك:

  • اختبارات نوعية (Qualitative tests): وهي اختبارات تحليل الأجسام المضادة المرتبطة وتكون نتائجها "إيجابية" أو "سلبية".
  • اختبارات كمّية (Quantitative tests): وهي اختبارات تحليل الأجسام المضادة المُعادِلة وتُظهِر "عدد" الأجسام المضادة المعادِلة الموجودة.

لكن يبقى السؤال الآن، ما الذي تُشير إليه نتائج تحليل الأجسام المضادة بعد مطعوم الكورونا؟ وكيف يُمكن تفسير هذه النتائج؟ إليكم الإجابة:

1. إيجابي

قد تخبر النتيجة الإيجابية لفحص الأجسام المضادة بإحدى الحالتين:

  • أنّ لدى الشخص الذي حصل على المطعوم أجسامًا مُضادّة لفيروس كورونا، لكنّه لا يُخبر ما إذا كان هذا الشخص يتمتّع بالحماية الكافية أم لا.
  • أنّه توجد إصابة سابقة أو حاليّة بفيروس كورونا.

2. سلبي

فيما يأتي بعض التفسيرات لظهور نتيجة سلبية لتحليل الأجسام المضادة بعد مطعوم الكورونا:

  • يقيس الاختبار المُستخدَم الأجسام المضادة لجزء آخر من الفيروس وليس الأجسام المضادة لبروتين سبايك وهو البروتين الذي بُنيت على أساسه أنواع المطاعيم المُصرَّح بها حاليًّا كما أشرنا سابقًا.
  • يكون الاختبار أو الجهاز الطبي المستخدم غير دقيق أو لم تتم الموافقة عليه ومُراجعته من قبل إدارة الغذاء والدواء وبالتالي يُعطي الجهاز نتائج سلبية خاطئة.
  • لم يتسنَّ للجسم تكوين أجسام مضادة بسبب جمع عينة الدم بعد وقت قصير من الحصول على مطعوم الكورونا، حيث يجب الانتظار أسبوعين على الأقل بعد المطعوم المكون من جرعة واحدة أو أسبوعين بعد الجرعة الأخيرة من المطعوم المكون من جرعتين.
  • لم يُطوِّر الجسم أجسامًا مضادة بسبب وجود مُشكلة معيّنة في الجهاز المناعي لا تسمح له بالاستجابة للمطعوم أو بسبب تناول بعض أنواع الأدوية التي تُضعِف الجهاز المناعي، ولكن يقول الخبراء بأنّ هذه الحالات قد تكون نادرة.

الجدير بالذكر أنّ ظهور النتيجة السلبية بعد مطعوم الكورونا يتطلّب تقييمًا من قبل الطبيب على أساسٍ فرديّ، فقد يحتاج إلى معرفة التاريخ الطبي للفرد، بما في ذلك: الأدوية التي يتناولها، وتاريخ الحصول على المطعوم، حتى يتمكّن من إجراء مناقشة مُستنيرة مع الشخص واتّخاذ القرار المناسب

3. عدد منخفض أو مرتفع

يظهر مستوى الأجسام المضادة كعدد عند إجراء الاختبارات الكمية التي يمكن أن تساعد في تقييم الحالة المناعية بعد مطعوم الكورونا، وفي الجدول الآتي توضيح ذلك:

تفسير النتائج
وحدة جسم مضاد لكل ميلليمتر (Antibody Unit per mL)
وحدة جسم مضاد مرتبط لكل ميلليمتر (Binding Antibody per mL)
نتيجة سلبية (ليس لديه مناعة ضد فيروس كورونا)
أقل من 50
أقل من 7.1
نتيجة إيجابية (لديه مناعة ضد فيروس كورونا)
50 أو أكثر
7.1 أو أكثر

يمكن استخدام هذه الأرقام لتقييم الاستجابة المناعية بعد 15 يومًا أو أكثر من الحصول على جميع جرعات مطعوم الكورونا الذي يعمل ضد بروتين سبايك، وهو الجزء المحدَّد من الفيروس الذي تستهدفه معظم المطاعيم المتوفرة حاليًّا ضدّ فيروس كورونا.

ولكن نظرًا لأنّه غيرُ معروفٍ حتى الآن مُستوى الأجسام المضادة الذي يُوفِّر الحماية الكافية من فيروس كورونا، فلا يُمكن أن يُخبر عدد الأجسام المُضادّة حتى لو كان مُرتفعًا نسبيًّا ما إذا كان الشخص الذي حصل على مطعوم الكورونا يتمتّع بالحماية الكافية أم لا.

وكذلك الحال إذا كان العدد مُنخفضًا، ولكن يُمكن لأحد الأسباب الآتية أن تُظهِر عددًا مُنخفضًا:

  1. إجراء الاختبار قبل أن يبني الجسم استجابة مناعية كافية.
  2. وجود مشكلة في الجهاز المناعي أو تناول بعض الأدوية.
  3. وجود مشكلة في الاختبار أو الجهاز المُستخدم.

وأخيرًا، ونظرًا لعدم وجود مطعوم فعّال بنسبة 100%، يجب الاستمرار في اتّباع إرشادات الوقاية والسلامة العامة ضد فيروس كورونا.

3564 مشاهدة
للأعلى للسفل
×