محتويات
تحليل رواية المراهق
استهل الراوي الحديث عن كونه ابن غير شرعي، وأنه ابن خادمة، لم يعترف به أبوه على الإطلاق، بل تم معاملته بشكل سيء جدًا، وبعدها تبناه شخص آخر ونسبه إليه، وكان هذا الرجل فلاح بسيط طيب القلب، وقد دخل أركادي مدرسة فرنسية من الطراز الراقي، وحاز على الكثير من الرعاية والاهتمام.[١]
تحتوي هذه الرواية على عدد كبيرة من الحوارات التي دارت بين الابن أركادي وأبيه، ويبين دوستويفسكي من خلال هذه الحوارات الاختلاف الكبير في الحضارة والفكر بين الابن والأب، فيكون الأب متمسكًا بالثقافة الروسية، والفكر الروسي التقليدي، أما الابن فيسعى للتحرر من كل القيود الثقافية، حتى يستطيع تحقيق الثروة الفاحشة الذي يريد.[١]
الحبكة
تتمثل الحبكة في رواية المراهق، بالصراع الذي ينشأ بين الابن غير الشرعي أركادي، وأبوه، وذلك عندما يرغب أركادي بالعودة إلى بلاده والتعرف على أسرته عن قرب أكثر، ولكن الأمور لا تمشي كما خطط لها أركادي، فيقع في حب معشوقة أبيه، وبعدها يسعى لافتضاح أمرهما، وتستمر أحداث الرواية بالتصاعد، حتى يكتشف البطل بأن نفسه أهم من كل شيء.[٢]
الشخصيات
يوجد العديد من الشخصيات التي وردت في هذه الرواية فيما يأتي عرض لأبرزهم:[٢]
- أركادي الشاب صاحب التسعة عشر عامًا، الذي كان يسعى لأن يُحسّن حياته للأفضل ويتقرب من عائلته، ولكنه بدلًا من ذلك أصبح أنانيًا ولا يهمه إلا نفسه.
- صوفيا وهي والدة أركادي، التي تزوجت ماكار في سن الثامنة عشرة من العمر، ونسبت ابنها على اسمه.
- ماكار إيفانوفيتش دولغوروكي، الأب القانوني لأركادي، وهو فلاح بسيط مُحب أعطى الرعابة والاهتمام لأركادي.
- أندريه بتروفيتش فيرسيلوف، وهو والد أركادي البيولوجي، الذي كان يبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا عندما زار منزله في تولا والتقى صوفيا، ولم يعترف بابنه مطلقًا.
الزمان والمكان
دارت أحداث الرواية في روسيا، ب ين أركادي وباقي أبطال الرواية، ويُقال بأن الزمن التي تشير إليه الرواية هو زمن الثمانينات من القرن الماضي، وهو نفس الزمن الذي عاش فيه كاتب الرواية الروسي ديستيوفيسكي.[٢]
ملخص رواية المراهق
الصراع بين تحقيق الثروة أو تحقيق الحلم
كان أركادي شخص طموح للغاية، ويحلم لتحقيق مركز وسلطة، وعاش صراعًا داخليًا بين تحقيق الحلم، أو تحقيق الثروة، وواجه الكثير من التحديات والصعوبات في رحلته لتحقيق ذلك، حتى أنه امتنع عن الطعام والشراب حتى يوفر المال، وعلم بأنه من أجل أن يدخر الأموال لا بد أن يبتعد عن كل ما تهواه نفسه من متع، فانقطع في سبيل ذلك عن لعب القمار أيضًا.
تحول في حياة البطل
وقع أركادي في الحب، وانقلبت حياته رأسًا على عقب، عندما علم بأن تلك المرأة التي أحبها، هي نفسها معشوقة أبيه، فبدأ يبحث عن حل لذلك، إلى أن اكتشف وثيقة سرية يمكنه من خلالها فضح أبيه مع تلك المرأة، فراوغ أبيه على هذا الدليل الذي اكتشفه، حتى يكسب المرأة إلى صفه، ويحظى بحبها وحده.[٣]
وفي هذه المرحلة أنفق البطل الكثير الكثير من الأموال، واستدان مبالغ كبيرة من رجل، اكتشف لاحقًا بأنه عشيق أخته، فضاقت به الأمور، وشعر بأن كل شيء يزداد سوء، وأصبح يفكر بحل بديل يمكنه من إصلاح كل الأمور لصالحه، ولكن دون أن يؤذي أحد من عائلته، بما في ذلك والده الذي كره وبغضه بغضًا شديدًا.[٣]
نهاية الرواية
أصبح البطل يعيش في ظل مجموعة من الصراعات الداخلية والخارجية، وتوصل في النهاية إلى أنه لا بد من أن يهتم بنفسه، ويفعل كل شيء يهواه ويحبه، وتحول به الأمر، حتى أصبح أنانيًا منغلقًا على ذاته، وقد عانى بعد ذلك معاناة كبيرة، وانتهى به الأمر إلى تطبيق الخلاص المسيحي.[٣]