تحليل قصيدة الشهيد لنازك الملائكة

كتابة:
تحليل قصيدة الشهيد لنازك الملائكة

نازك الملائكة

نازك الملائكة هي شاعرة عراقيّة وُلدت عام 1922 ميلاديًا، في بيئة ثقافية تخرّجت من دار المعلمين، ثم دخلت معهد الفنون الجميلة، ومن ثم أكملت دراسة الماجستير في الأدب المقارن، وبعد دراستها عُيّنت أستاذة في جامعة بغداد وغيرها من الجامعات، ثم اختارت نازك الملائكة أن تعيش في عزلة لا يُعلم لها سبب وتوفيت في عام 2007 وكان عمرها في ذلك الوقت 83 عامًا، عُرِف وانتشر عن نازك الملائكة بأنّها أوّل من كتب في الشعر الحر لكنها كشفت في أحد المرّات أنها لم تكن أول من كتب هذا النوع من الشعر.وفي هذا المقال سيتم تحليل قصيدة الشهيد لنازك الملائكة.[١]

تحليل قصيدة الشهيد لنازك الملائكة

كان لعائلة نازك الملائكة دورٌ كبير في نوعية الكتابة والمواضيع التي تختارها للكتابة، فقد سماها أبوها نازك نسبة للثائرة السوريّة نازك العابد لذلك كان اهتمام عائلتها بالثورة والسياسة واضحٌ جداً، وكان ذلك مؤثرًا مباشرًا على كتاباتها، فقصيدة الشهيد لنازك الملائكة كانت نموذجًا يمثّل اهتمامات الشاعرة وما تخبئه في خَلدها، وفي هذا العنوان سنسلّط الضوء على تحليل قصيدة الشهيد لنازك الملائكة.[٢]

في دجى الليل العميق
رأسه النشوان ألقوه هشيما
وأراقوا دمه الصافي الكريما
فوق أحجار الطريق
وعقابيل الجريمة
حمّلوا أعباءها ظهر القدر
ثم ألقوه طعاما للحّفر
ومتاعا وغنيمة

ابتدأت الشاعرة قصيدتها بالزمان وهو الليل وبالذات في دجى الليل وهذا له دلالة خاصة؛ إذ إنّ الفِعل حين يكون في وضح النهار ليس كما يكون في دجى الليل الأصمّ العميق، فذلك له وقعٌ أكبر وأقوى على النفس، فماذا لو كان هذا الفِعل هو القتل، قتلٌ في دجى الليل، ورميٌ دون اكتراث لا لحرمة جسدٍ ولا لغيره، فهذا يزيد من الشعور بالاستهجان إذ كيف يحدث بهذه الطريقة، وأراقوا دمه الصافي الطاهر جعلوه ملقًى على أحجار الطريق، ثمّ اتهما القدر بما يرتكبوه من أبشع الجرائم، وقد اكتفى القدر من أفعالهم وجرائمهم البشعة التي لا تمت إلى الإنسانية بأي صلة، وبعدها رموه وجعلوا طعامًا للحفر، وحوتًا يقتاتون منه، وصباحا دفنوه.

وأهالوا حقدهم فوق ثراه
عارهم ظنّوه لن يبقى شذاه
ثم ساروا ونسوه
والليالي في سراها
شهدت ما كان من جهد ثقيل
كلّما غطّوا على ذكرى القتيل
يتحدّاهم شذاها

استخدمت الشاعرة نازك الملائكة لغة جميلة وجذّابة، فشبّهت الحقد بالتراب الذي يُغطى به الشهيد، فقالت بأنهم ألقوه وأهالوا عليه التراب وكلهم حقد عليه، وكأنهم مُجبرون على ذلك، وكانوا يهيلوا التراب عليه كي يمنعوا رائحة العطر التي تنبع منه بالانتشار كي لا يظهر نقاؤه وخبثهم؛ لأنها تُعلن للناس من المجرم ومن الخيّر، وبعد أن يقوموا بدفنه يذهبوا وينسوه لكن الليالي لم ولن تنسَ الجهد الثقيل الذي عانته في تلك الليالي، وذكرت هنا أنهم رغم محاولاتهم طمس ذكرى القتيل، تحدتهم الرائحة الطيّبة التي تعمُّ الكون.

حسبوا الإعصار يلوى
إن تحاموه بستر أو جدار
ورأوا أن يطفئوا ضوء النهار
غير أنّ المجد أقوى
ومن القبر المعطّر
لم يزل منبعثًا صوت الشهيد
طيفه أثبت من جيش عنيد
جاثم لا يتقهقر

تقول الشاعرة في هذا المقطع بأنهم ظنّوا بأن الإعصار يغيّر اتجاهه وينحرف أو يتجاوزهم إذا هم اختبئوا وتحاموا بجدار أو ساتر لكنهم مخطئون، واعتقدوا بزعمهم أنهم يطفئوا أضواء النهار بشرورهم وتدنيسهم، لكن المجد أقوى والخير دائمًا هو المنتصر مهما أظهرت الصورة عكس ذلك، وعادت مرة أخرى إلى ذكر القبر وقالت بأن صوت الشهيد ما زال ينبعث من القبر ذي الرائحة الطيّبة بسبب من فيه من الشهداء، فطيف الشهيد أقوى وأثبت وأمكن من الجيش العنيد الجاثم الأوهن من طيف الشهيد، وهكذا قد تم تحليل قصيدة الشهيد لنازك الملائكة.

أقوال نازك الملائكة

تم تحليل قصيدة الشهيد لنازك الملائكة، وفي هذا العنوان سيتم ذكر بعض أقوالها، أقوال الشخص تعيش حتى بعد وفاته، فالكلمة لها وقعها على القلب والعقل، فماذا لو كان القائل له شأن عظيمٌ في عالم الكتابة، ويعدّ من أوائل من كتب في الشعر الحر، لذلك تُعدّ أقوال نازك الملائكة دروسًا يجب أن تُعلّم وتُدرّس وفيما يأتي بعض أقوال نازك الملائكة التي خُطّت بماء الذهب.[٣]

  • لنفترق الآن، أسمع صوتًا وراء النخيل، رهيبا أجشّ الرنين يذكّرني بالرحيل، وأشعر كفّيك ترتعشان كأنّك تخفي شعورك مثلي وتحبس صرخة حزن وخوف، لم الإرتجاف؟ وفيم نخاف؟ ألسنا سندرك عمّا قليل بأن الغرام غمام صيف.
  • في كلّ فؤادٍ غليان، في الكوخ الساكنِ أحزان، في كلّ مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظلمات، في كلّ مكانٍ يبكي صوت.
  • ها أنا وحدي على شط الممات والأعاصير تنادي زورقي.
  • ‏لنفترق الآن ما دام في مقلتينا بريق وما دام في قعر كأسي وكأسك بعض الرحيق، فعمّا قليل يطلّ الصباح ويخبو القمر ونلمح في الضوء ما رسمته أكفّ الضجر، على جبهتينا وفي شفتينا وندرك أن الشعور الرقيق مضى ساخرا وطواه القدر.[٤]
  • وتمضي الليالي إلى قبرها وتمشي الحياةُ مع الموكِبِ، أسير أنا في شعاب الوجود، أفتش عن حلمي المُتعَبِ.
  • قد يكون الشعر بالنسبة للإنسان السعيد ترفًا ذهنيًا محضًا، غير أنه بالنسبة للمحزون وسيلة حياة.[٤]

المراجع

  1. "نازك الملائكة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
  2. "الشهيد"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019.
  3. "من هي نازك الملائكة؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019.
  4. ^ أ ب "اقتباسات نازك الملائكة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019.
18679 مشاهدة
للأعلى للسفل
×