محتويات
تحليل قصيدة شعوري وفق المنهج النفسي
قال الشاعر السوري نديم محمد:[١]
يا شعوري يا حيّة تنفث السمْـ
- ـمَ فيجري في القلب من ألف نابِ
كبُرَت فيكَ علَّتي وتناهى
- فيكَ حزني وطالَ فيكَ عذابي
أيُّ عِرقٍ لم تَلتَهِمهُ وعَظمٍ
- لم ترُعهُ بعاصِفٍ أو شِهابِ
شهِدَ الحبُّ ما تركتَ لأثوا
- بي من الجسمِ غيرَ جلدٍ خرابِ
لو بغيرِ الهوى يُطاولني الدَّهـ
- ـرُ لأركَزتُ في النُّجومِ قِبابي
ولجَرَّرْتُ بُردَ لهوي على الـ
- ـبدرِ ولطَّمتُ خدَّهُ بدُعابي
ولَطوَّفتُ بالنعيم فرَشْـ
- ـشَتني حِسان النعيم بالأطيابِ
ونسجتُ الأصيلَ ثوبًا ونَقْـ
- ـقَشتُ حوافيه بالندى والملابِ
الظاهرة النفسية في النص
يتَّضح في المعاني السابقة في نص القصيدة معاناة نفسيّة كبيرة يعيشها الشاعر، والتي يظهر أنّ مصدرها هو إخفاقه في الحب فيما مضى من حياته، وتأثير هذا الإخفاق على حياته النفسية والشعورية، إضافةً إلى الأمنيات الخائبة والآمال المتحطّمة التي شكَّلَت صراعًا بين واقع الشاعر المتمثّل بشعوره وما يعيشه من ألم وحزن، ولا شعور يتمثَّل بأحلامه السعيدة في المستقبل.
تأويل الظاهرة في النص
انطَوَت الأبيات في القصيدة على معاناة عظيمة في نفس الشاعر تمثَّلَت في الماضي الكئيب الذي عاشه الشاعر وسَبَّبَ له آلامًا جسديّة ونفسيّة، ودفَعَ الشاعر لتناسي هذا الألم والسمو فوقه وفوق المعاناة التي يجدها، فاتخذ الشعر وسيلةً للتعبير عن مشاعره، واتَّخَذَ هذا التعبير الفني أشكالًا كثيرةً في النص تفصيلها تاليًا.
الألفاظ الموحية في النص
يُقصّد بالألفاظ الموحية الألفاظ التي تُوحي بمعانٍ قد أماط الشاعر اللثام عنها، فألبَسَها عباءة اللاشعور بعد أن كانت في منطقة شعور الشاعر، فقد انطوى النص على شعورَين بارِزَين هما المعاناة والسعادة، فألفاظ المعاناة كانت مثل: "حية، السم، علتي، عذابي، حزني"، ونحوها، وأما الألفاظ الدالة على السعادة فقد كانت كثيرةً، مثل: "قبابي، البدر، النجوم" ونحو ذلك.
الرموز الشعورية في النص
اتخذ الشاعر من الرموز وجهًا آخرَ للتعبير عن مكنونات نفسه المخزَّنة في اللاشعور، فاستعملَ عددًا من الرموز للإشارة إلى بعض الأمور التي يُواجهها الشاعر، فاستعمل رمز الحية للإشارة للمشاعر القاتلة التي يُعانيها في حاضره، وكذلك استعمل رمز الـ "عاصف" للإشارة إلى الهموم والمصائب، ورمز بالنجوم والقباب والبدر للإشارة إلى الأحلام والأمنيات التي يُريدها ويتمناها.
الصور النفسية في النص
أدَّت الصور دورًا لافتًا في النص حين استطاعت التعبير عن مكنونات الشاعر النفسية؛ فقد استطاع الشاعر أن يجرِّدها من حِسِّيتها وألبَسَها مشاعر من لا شعوره؛ كالخوف والقلق، من تلك الصور قوله: "يا شعوري يا حيَّةً تنفث السم".
في الصورة السابقة تصوير لحالة الخوف والقلق التي يعيشها الشاعر، كذلك من الصور قوله: "جررت برد لهوي"، ففي هذه الصورة تصوير لرغبة الشاعر في الأمل في تجاوز هذه المعاناة والوصول إلى الأحلام السعيدة المنشودة.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، اللغة العربية وآدابها، صفحة 70.