تحليل قصيدة صفي الدين الحلي حكم خالدة

كتابة:
تحليل قصيدة صفي الدين الحلي حكم خالدة


تحليل قصيدة صفي الدين الحلي حكم خالدة

قصيدة حكم خالدة للشاعر صفي الدين الحلّي هي إحدى أشهر القصائد، وقد نظمها صفي الدين متوجِّهًا بها إلى الملك الصالح شمس الدين أبي المكارم ابن السلطان الملك المنصور، ومضمون القصيدة هو تهنئة بعيد الأضحى -عيد النحر- وكذلك فيها حثٌّ للملك على الاحتياط من المغول والحذر منهم ومنافستهم عند اختلافهم،[١] وفيها يقول صفي الدين:

لا يَمتَطي المَجدَ مَن لَم يَركَبِ الخَطَرا

وَلا يَنالُ العُلى مَن قَدَّمَ الحَذَرا

وَمَن أَرادَ العُلى عَفواً بِلا تَعَبٍ

قَضى وَلَم يَقضِ مِن إِدراكِها وَطَرا

لا بُدَّ لِلشَهدِ مِن نَحلٍ يُمَنِّعُهُ

لا يَجتَني النَفعَ مَن لَم يَعمَلِ الضَرَرا

لا يُبلَغُ السُؤلُ إِلّا بَعدَ مُؤلَمَةٍ

وَلا يَتِمُّ المُنى إِلّا لِمَن صَبَرا

وَأَحزَمُ الناسِ مَن لَو ماتَ مِن ظَمَأٍ

لا يَقرَبُ الوِردَ حَتّى يَعرِفَ الصَدَرا

وَأَغزَرُ الناسِ عَقلاً مَن إِذا نَظَرَت

عَيناهُ أَمراً غَدا بِالغَيرِ مُعتَبِراً

فَقَد يُقالُ عِثارُ الرِجلِ إِن عَثَرَت

وَلا يُقالُ عِثارُ الرَأيِ إِن عَثَرا

مَن دَبَّرَ العَيشَ بِالآراءِ دامَ لَهُ

صَفواً وَجاءَ إِلَيهِ الخَطبُ مُعتَذِرا

يَهونُ بِالرَأيِ ما يَجري القَضاءُ بِهِ

مَن أَخطَأَ الرَأيَ لا يَستَذنِبُ القَدَرا

مَن فاتَهُ العِزُّ بِالأَقلامِ أَدرَكَهُ

بِالبَيضِ يَقدَحُ مِن أَعطافِها الشَرَرا

بِكُلِّ أَبيَضَ قَد أَجرى الفِرِندُ بِهِ

ماءَ الرَدى فَلَوِ اِستَقطَرتَهُ قَطَرا

خاضَ العَجاجَةَ عُرياناً فَما اِنقَشَعَت

حَتّى أَتى بِدَمِ الأَبطالِ مُؤتَزِرا

لا يَحسُنُ الحِلمُ إِلّا في مَواطِنِهِ

وَلا يَليقُ الوَفا إِلّا لِمَن شَكَرا

وَلا يَنالُ العُلى إِلّا فَتىً شَرُفَت

خِلالُهُ فَأَطاعَ الدَهرَ ما أَمَرا

كَالصالِحِ المَلِكِ المَرهوبِ سَطوَتُهُ

فَلَو تَوَعَّدَ قَلبَ الدَهرِ لَاِنفَطَرا

لَمّا رَأى الشَرَّ قَد أَبدى نَواجِذَهُ

وَالغَدرَ عَن نابِهِ لِلحَربِ قَد كَشَرا

رَأى القِسِيَّ إِناثاً في حَقيقَتِها

فَعافَها وَاِستَشارَ الصارِمَ الذَكَرا

فَجَرَّدَ العَزمَ مِن قَتلِ الصَفاحِ لَها

مَلكٌ عَنِ البيضِ يَستَغني بِما شُهِرا

يَكادُ يُقرَأُ مِن عُنوانِ هِمَّتِهِ

ما في صَحائِفِ ظَهرِ الغَيبِ قَد سُطِرا

كَالبَحرِ وَالدَهرِ في يَومي نَدىً وَرَدىً

وَاللَيثِ وَالغَيثِ في يَومي وَغىً وَقِرى

ما جادَ لِلناسِ إِلّا قَبلَ ما سَأَلوا

وَلا عَفا قَطُّ إِلّا بَعدَما قَدَرا

لاموهُ في بَذلِهِ الأَموالَ قُلتُ لَهُم

هَل تَقدِرُ السُحبُ أَلّا تُرسِلَ المَطَرا

إِذا غَدا الغُصنُ غَضّاً في مَنابِتِهِ

مَن شاءَ فَليَجنِ مِن أَفنانِهِ الثَمَرا

مِن آلِ أُرتُقٍ المَشهورِ ذِكرُهُمُ

إِذ كانَ كَالمِسكِ إِن أَخفَيتَهُ ظَهَرا

الحامِلينَ مِنَ الخَطِّيِّ أَطوَلَهُ

وَالناقِلينَ مِنَ الأَسيافِ ما قَصُرا

لَم يَرحَلوا عَن حِمى أَرضٍ إِذا نَزَلوا

إِلّا وَأَبقَوا بِها مِن جودِهِم أَثَرا

تَبقى صَنائِعُهُم في الأَرضِ بَعدَهُمُ

وَالغَيثُ إِن سارَ أَبقى بَعدَهُ الزَهرا

لِلهِ دَرُّ سَما الشَهباءِ مِن فَلَكٍ

فَكُلَّما غابَ نَجمٌ أَطلَعَت قَمَرا

يا أَيُّها المَلِكُ الباني لِدَولَتِهِ

ذِكراً طَوى ذِكرَ أَهلِ الأَرضِ وَاِنتَشَرا

كانَت عِداكَ لَها دَستٌ فَقَد صَدَعَت

حَصاةُ جَدِّكَ ذاكَ الدَستَ فَاِنكَسَرا

فَأوقِع إِذا غَدَروا سَوطَ العَذابِ بِهِم

يَظَلُّ يَخشاكَ صَرفُ الدَهرِ إِن غَدَرا

وَاِرعَب قُلوبَ العِدى تُنصَر بِخَذلِهِمُ

إِنَّ النَبِيَّ بِفَضلِ الرُعبِ قَد نُصِرا

وَلا تُكَدَّر بِهِم نَفساً مُطَهَّرَةً

فَالبَحرُ مِن يَومِهِ لا يَعرِفُ الكَدَرا

ظَنّوا تَأَنّيكَ عَن عَجزٍ وَما عَلِموا

أَنَّ التَأَنّي فيهِم يَعقُبُ الظَفَرا

أَحسَنتُمُ فَبَغَوا جَهلاً وَما اِعتَرَفوا

لَكُم وَمَن كَفَرَ النُعمى فَقَد كَفَرا

وَاِسعَد بِعيدِكَ ذا الأَضحى وَضَحِّ بِهِ

وَصِل وَصَلِّ لِرَبِّ العَرشِ مُؤتَمِرا

وَاِنحَر عِداكَ فَبِالإِنعامِ ما اِنصَلَحوا

إِن كانَ غَيرُكَ لِلأَنعامِ قَد نَحَرا[٢]


الأفكار الرئيسة في قصيدة صفي الدين الحلي حكم خالدة

فيما يأتي الأفكار الرئيسة في قصيدة صفي الدين الحلي حكم خالدة:[٣]

  • الوصول إلى المجد ليس سهلا ويحتاج إلى تعب واجتهاد.
  • المجد يستلزم الصبر وتحمل المصاعب.
  • دعوة للاستفادة من تجارب الآخرين في الحياة.
  • أهمية مشاورة الناس في القرارات وأخذ آرائهم.
  • وجوب التحلي بالأخلاق الحسنة والشجاعة والعلم.


الصور الفنية في قصيدة صفي الدين الحلي حكم خالدة

من الصور الفنية في قصيدة حكم خالدة للشاعر صفي الدين الحلي ما يأتي:[٣]

  • يَمتَطي المَجدَ

شبّه المجد بشيء يُمتَطى، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه فالاستعارة مكنية.

  • يُبلَغُ السُؤلُ

شبّه السؤل بشيء ماديّ يُبلَغ، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه فالاستعارة مكنية.

  • يَتِمُّ المُنى

شبّه المنى بشيء مادي يتم، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه فالاستعارة مكنية.

  • الباني لِدَولَتِهِ

شبّه الدولة بالبيت الذي يُبنَى، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه فالاستعارة مكنية.


معاني الألفاظ في قصيدة صفي الدين الحلي حكم خالدة

منها ما يأتي ذكره:
المفردة
معنى المفردة
وطرا
الوطر هو الحاجة.[٤]
الشهد
الشهد هو العسل قبل عصره من الشمع.[٥]
الفرند
الفرند هو السيف.[٦]
قِرى
القِرى هو ما يقدّم للضيف من طعام ونحوه.[٧]
النُعمى
النُعمى بضم النون الدعة وسعة العيش.[٨]


المراجع

  1. صفي الدين الحلي، ديوان صفي الدين الحلي، صفحة 69. بتصرّف.
  2. "لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022.
  3. ^ أ ب "شرح قصيدة حكم خالدة الشاعر صفي الدين الحلي"، مدونة المناهج السورية. بتصرّف.
  4. "تعريف و معنى الوطر في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
  5. "تعريف و معنى الشهد في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
  6. "تعريف و معنى الفرند في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
  7. "تعريف و معنى القِرى في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
  8. "تعريف و معنى النُعمى في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
7277 مشاهدة
للأعلى للسفل
×