تحليل قصيدة قلت للشعر

كتابة:
تحليل قصيدة قلت للشعر

أبو القاسم الشابي

أبو القاسم الشابي شاعر تونسيّ من شعراء العصر الحديث، وُلد أبو القاسم الشابي في مدينة توزر في تونس عام 1909م، ولقبُه شاعر الخضراء، تخرَّج أبو القاسم الشابي من جامعة الزيتونة في تونس، وكان يعلم إبان تخرجه أنّه مصابٌ بمرض القلب، فظهرت علامات المرض واضحة تمامًا عليه في عام 1929م، وقد كان الشابي شاعرًا منذ بدايات حياته، فعلى الرغم من أنَّه لم يعش أكثر من خمسة وعشرين عامًا إلَّا أنَّه كان قد أثرى خزينة الشعر العربي بعدد من القصائد الخالدة، والتي لم تزل متداولة ولم تزل مضرب أمثال كثير من الناس، وتوفي سنة 1934م، وهذا المقال سيتناول تحليل قصيدة قلت للشعر للشاعر أبو القاسم الشابي. [١]

تحليل قصيدة قلت للشعر

بعدّ الحديث عن حياة أبي القاسم الشابي التي لم تدم طويلًا، فقد اختطفه الموت وهو في ريعان شبابه، سيتم تحليل قصيدة قلت للشعر للشاعر أبي القاسم الشابي، وهي من روائعه ونفائسه التي تركها خلفه قبل أن يغادر هذا العالم وهو طري العود، وفيما يأتي تحليل قصيدة قلت للشعر التي يقول فيها الشابي: [٢]

أنتَ يا شعرُ، فلذةٌ من فؤادي            تتغنَّى، وقطعةٌ من وجودي

في بداية تحليل قصيدة قلت للشعر للشابي يمكن القول إنَّ الشاعر في نصه هذا يوجِّه حديثه في كامل القصيدة إلى الشعر، فيقول في البداية: أنت أيها الشعر قطع من قلبي أغني بها وأطرب، وأنت قسم وجزء لا يتجزأ من وجودي في هذا العالم.

فيكَ مَا في جوانحي مِنْ حَنينٍ            أبديٍّ إلى صَميم الوجودِ

فيكَ مَا في خواطري من بكاءٍ             فيك ما في عواطفي مِنْ نَشيدِ

فيكَ ما في عَوَالمي مِنْ ظلامٍ               سرمديٍّ، ومن صباحٍ وليدِ

فيك أيها الشعر حنين يضاهي الحنين الذي يخفق بين جوانحي، فيك كلُّ حبٍّ باق لا يموت في هذا الوجود. وفيك أيضًا كلُّ الذي في داخلي من دمع وبكاء، فأنت تبكي تارة وتُضحك تارة، وأنت تُطرب تارة وتكسر تارة. وفي البيت الثالث يقول: أنت أيها الشاعر عالم المتناقضات، فأنت الظلام والصباح، وأنت في حياتي كظلام لياليَّ، وكصباحات نهاراتي.

أنت يا شعرُ قصةٌ عن حَياتي             أنت يا شعرُ صورةٌ من وجودي

أنتَ يا شعر -إنْ فرحتُ- أغاريـ             دي وإنْ غنَّتِ الكآبةٌ- عُودِي

أنتَ يا شعرُ كأسُ خمرٍ عجيبٍ             أتلَّهى به خلال اللحودِ

أتحسَّاهُ في الصَّباحِ، لأنسى           ما تقضَّى في أمْسِيَ المفقودِ

ويتابع الشاعر حديثه مع الشعر، فيقول له: أنت أيها الشعر قصة تسرد كلَّ تفاصيل حياتي، وأنت مرآة تعكس واقعي وأنت صورتي الأخرى. وأنت فرحي وحزني وسروري وهمِّي، أنت باختصار كل ما في حياتي من عواطف ومشاعر وأحاسيس، وأنت كأس خمر أشربه وأعبُّهُ حتَّى أغيب عن كلِّ ما حولي، أشرب كأس خمر الشعر في الصباح فأنسى كلَّ ما حدث معي من أسى في الماضي.

فيك ما في الوجودِ مِنْ جَبَلٍ وعْـ               ـرٍ، وما فيه من حَضِيضٍ، وَهِيدِ

فيك ما في الوجودِ من حَسَكٍ يُدْ              مِي، وما فيه من غَضيضِ الورودِ

ويختم الشابي نصه قلت للشعر بحديث مع الشعر أيضًا، فيقول: فيك أيها الشعر ما في هذا العالم من جبال وهضاب ووديان ومرتفعات ووهاد، وفيك ما فيك من أشواك وورود، وعالمك المتناقض يكاد لا يخلو من أي شيء من متناقضات هذا العالم المعروفة.

شعر أبي القاسم الشابي

بعد تحليل قصيدة قلت للشعر للشاعر أبي القاسم الشابي، لا بدَّ من المرور على ما جاء من نتاجات هذا الشاعر الكبير، فهو على الرغم من موته المكبر، إلَّا أنَّه أثرى خزينة الشعر العربي بكثير من القصائد العظيمة التي أصبحت بعد وفاته محط اهتمام كثر من أدباء ونقاد الشعر في العالم العربي، ومن أبرز ما جاء من شعر أبي القاسم الشابي ما يأتي:

  • يقول الشاعر أبو القاسم في إحدى قصائده: [٣]

إذا الشعبُ يومًا أراد الحياةَ          فــلا بــدّ أن يستجيبَ القَدرْ

ولا بدَّ لليلِ أن ينجلِي              ولا بدَّ للقَيدِ أنْ ينكسِرْ

ومنْ لمْ يعانقْهُ شـوْقُ الحيـاةِ           تبخَّرَ في جوِّها واندثرْ

  • ويقول أيضًا: [٤]

أَلا إنَّ أَحْلاَمَ الشَّبَابِ ضَئِيلَةٌ          تُحَطِّمُهَا مِثْلَ الغُصُونِ المَصَائِبُ

سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي          فَقَالَتْ: تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ

وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي:              تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ

فصارَت عفاءً، واضمحلَّت كذرَّةٍ              عَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ

أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي            وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي

وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي            وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي

أيُّها الحبُّ أنت سرُّ وُجودي              وحياتي، وعِزَّتي، وإبائي

المراجع

  1. أبو القاسم الشابي, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 23-03-2019، بتصرّف
  2. أنتَ يا شعرُ، فلذةٌ من فؤادي, ، "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 23-03-2019، بتصرّف
  3. أبو القاسم الشابي, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 23-03-2019، بتصرّف
  4. ، "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 23-03-2019، بتصرّف
  5. ، "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 23-03-2019، بتصرّف
148475 مشاهدة
للأعلى للسفل
×