محتويات
تحليل معلقة عنترة بن شداد
تُعدُّ معلقة عنترة بن شداد واحدة من روائع الشعر العربي على مر العصور، وتحليلها فيما يأتي:[١][٢]
شرح معلقة عنترة بن شداد
يقول عنترة بن شداد في معلقته المشهورة:[٣]
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
- أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
يفتتح عنترة معلقته باعترافه بالقصور عن اللحاق بركب الشعراء الذين سبقوه، فيرى أنّ الشعراء السابقين قد استغرقوا المعاني السابقة ولم يتركوا لمن جاء بعدهم شيئًا من المعاني، ثمّ ينتقل إلى كلام جديد فيسأل نفسه هل هذه هي الديار التي أعرفها؛ لأنّه اجتهد في مراجعة الأماكن حتى عرفها بعد رحيل أهلها.
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
- وَعَمي صَباحًا دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها
- فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا
- بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
- أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت
- عَسِرًا عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ
هنا يخاطب عنترة ديار عبلة محبوبته فيدعو لها بالسلامة على عادة الجاهليين، وهي السلامة من التغيير وانمحاء الآثار، ثمّ يتحدث عن وقوفه مع ناقته في هذه الدار بعد رحيل أهلها والبكاء فيها، ويصف ديار عبلة الجديدة ودياره هو المتغيرة دائمًا، وأخيرًا يحيي أطلال ديارها ويشكو ابتعاد محبوبته عنه في أرضٍ تجعل الوصول إليها صعبًا وعسيرًا.
عُلِّقتُها عَرَضًا وَأَقتُلُ قَومَها
- زَعمًا لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ
- مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها
- بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ
يتحدث هنا عنترة عن مسألة مهمة وهي أنّ قوم حبيبته أعداء له، وهو مع ذلك يحبّها، ثمّ يخاطب المحبوبة فيخبرها بمكانتها في قلبه ومدى حبّه لها، ثمّ يعود مجدَّدًا إلى مسألة ابتعاد ديار المحبوبة وعدم مقدرته على زيارتها والوصول إليها ليقضي غايته من الوصال ويطفئ لهيب الشوق.
إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما
- زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ
ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها
- وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ
فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً
- سودًا كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ
يقول عنترة إنّها -أي محبوبته- إن عزمت على الفراق فإنّ قومها قد جهّزوا أمتعتهم منذ الليل، ولذلك فإنّ الشاعر يخبر أنّه قد تفاجأ برؤية الأمتعة والدواب والحمولة التي قد جُهِّزَت على ظهور الدواب، ويرى بين الدواب اثنتين وأربعين حلوبة من النوق السود التي تشبه بسوادها ما خفي من جناح الغراب الأسود.
إِذ تَستَبيكَ بِذي غُروبٍ واضِحٍ
- عَذبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذِ المَطعَمِ
وَكَأَنَّ فارَةَ تاجِرٍ بِقَسيمَةٍ
- سَبَقَت عَوارِضَها إِلَيكَ مِنَ الفَمِ
أَو رَوضَةً أُنُفًا تَضَمَّنَ نَبتَها
- غَيثٌ قَليلُ الدِمنِ لَيسَ بِمَعلَمِ
جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ
- فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ
سَحًّا وَتَسكابًا فَكُلَّ عَشِيَّةٍ
- يَجري عَلَيها الماءُ لَم يَتَصَرَّمِ
ينتقل هنا للحديث عن محبوبته، فثغرها برّاق ناعم شديد البياض، ولعلّه يقصد بياض الأسنان، فيصف الثغر بطيب الرائحة وكأنّها رائحة مسك من تاجر عطورات، أو هي كالروضة الخضراء التي لم تطأها قدم قبل ذلك، فتبقى محافظة على رائحة نباتاتها وأزهارها، وهذه الروضة قد نعمت بالماء الدائم الشديد الصب.
الأفكار الرئيسة في معلقة عنترة بن شداد
لقد مرّ في المقطع السابق من معلقة عنترة عدد من الأفكار الرئيسة، ومنها:
- الاعتراف باستغراق الشعراء لكثير من المعاني البلاغية.
- الوقوف على الأطلال والبكاء عليها.
- الدعاء بالسقيا لديار المحبوبة.
- تذكُّر يوم رحيل المحبوبة وأهلها.
- ذكر أماكن إقامة المحبوبة وإقامة قومه.
- ذكر محاسن المحبوبة.
الصور الفنية في معلقة عنترة بن شداد
مرّ في المقطوعة السابقة من المعلقة بعض الصور الفنية، ومن أبرزها:
- وَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها فَدَنٌ
شبّه الناقة بالقصر من حيث الضخامة، ذكر المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ولكنّه لم يذكر وجه الشبه، فالتشبيه هنا مُجمَل.
- فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً
- سودًا كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ
شبه النوق بريش الغراب الأسود، ذكر المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ولكنّه لم يذكر وجه الشبه، فالتشبيه هنا مُجمَل.
- وَكَأَنَّ فأرَةَ تاجِرٍ بِقَسيمَةٍ
- سَبَقَت عَوارِضَها إِلَيكَ مِنَ الفَمِ
شبّه الشاعر ثغر المحبوبة بفأرة العطّار وهي الأداة التي يرش فيها العطر، ذكر المشبه والمشبه به وأداة التشبيه ولكنّه لم يذكر وجه الشبه، فالتشبيه هنا مُجمَل.
كلمات معلقة عنترة بن شداد
يقول عنترة بن شداد العبسي في قصيدته الميمية المعروفة بالمُعلَّقة:[٣]
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
- أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
- وَعَمي صَباحًا دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها
- فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا
- بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
- أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت
- عَسِرًا عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ
عُلِّقتُها عَرَضًا وَأَقتُلُ قَومَها
- زَعمًا لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ
- مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها
- بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ
إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما
- زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ
ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها
- وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ
فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً
- سودًا كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ
إِذ تَستَبيكَ بِذي غُروبٍ واضِحٍ
- عَذبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذِ المَطعَمِ
وَكَأَنَّ فأرَةَ تاجِرٍ بِقَسيمَةٍ
- سَبَقَت عَوارِضَها إِلَيكَ مِنَ الفَمِ
أَو رَوضَةً أُنُفًا تَضَمَّنَ نَبتَها
- غَيثٌ قَليلُ الدِمنِ لَيسَ بِمَعلَمِ
جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ
- فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ
سَحًّا وَتَسكابًا فَكُلَّ عَشِيَّةٍ
- يَجري عَلَيها الماءُ لَم يَتَصَرَّمِ.
المراجع
- ↑ أبو عمرو الشيباني، كتاب شرح المعلقات التسع، صفحة 215-261. بتصرّف.
- ↑ الزَّوْزَني، أبو عبد الله، كتاب شرح المعلقات السبع للزوزني، صفحة 245. بتصرّف.
- ^ أ ب "هل غادر الشعراء من متردم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2022.